لا يا سيدي ..
عصام الغزاوي
قرار فك الإرتباط ليس خطأ تاريخي، الخطأ التاريخي كان قرار مؤتمر الرباط عام 1974 وإعتبار منظمة التحرير الفلسطينية ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني وتخلي العرب عن مسؤولياتهم تجاه القضية الفلسطينية .. الهمس الذي يدور اليوم حول نية الغاء قرار فك الإرتباط وإعادة المواطنة الاردنية للفلسطينيين المرابطين على ارض الاقصى وفلسطين وإذابة الهوية الفلسطينية ما هي الا إملاءات استكمال المؤامرة التي تمهد لمرحلة خطيرة قادمة وبداية الترويج للوطن البديل، وستكون الضربة القاضية في خطة تصفية القضية الفلسطينية، حيث سيصبح الفلسطينيون المقيمون في القدس والضفة الغربية بين ليلة وضحاها مقيمون أجانب على ارضهم، يفتقدون لحقوق المواطنة ويسهل طردهم في اي وقت، هذا الهمس يتزامن مع تصريح السفير الأمريكي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، ان الاردن كانت احتلت يهودا والسامرة لمدة 19 عاما وان اسرائيل استعادتها من الاردن عام 67، كل هذا يجري من اجل تسهيل تمرير صفقة القرن التي باتت وشيكة الوصول، لكن ما لا يعلمه هؤلاء انه ليس من دم يمتزج تاريخياً كدم الاردنيين والفلسطينيين، وان العلاقة بينهم لا تحددها القرارات ولا الحدود المصطنعة، إنها علاقة موقعة بالدم في الأرض والسماء، موقعة على أسوار القدس وجبال اللطرون وباب الواد، في سهول جنين وأريحا وجبال نابلس والخليل، علاقة وحّدها نهر الأردن ودماء الشهداء ولن يفرقها بشر، وأن دماء الشهداء هي التي ترسم حدود الوطن، وان فلسطين جزء منا ومن عقيدتنا، والقدس هي بوابة الارض الى السماء وقبلة أفئدتنا الى يوم الدين .