وديار كانت قديماً ديارا
قصر الشيخ مفلح اللوزي رحمه الله، احد اعمدة البلقاء، ومن رجالات الاردن الوطنيين، كان يعج بالحياة ويجود بالكرم، وكانت تُعقد فيه صولات وجولات اصلاح ذات البين وفك النشب، وإستضافة الملوك وكبار ضيوف الاردن، إستضاف رحمه الله عام 1988 رئيسة وزراء بريطانيا تاتشر في بيت شعر بناه خصيصاً لها في حديقة قصره بناء على طلبها ان تزور وتقضي يوما في منطقة أردنية فيها مسحة بدوية، تناولت فيه المنسف الاردني واهداها حصان عربي أصيل، مقدماً صورة حقيقية مشرقة عن البداوة الاردنية الاصيلة، مررت به اليوم فرأيته قفاراً مظلماً يشتاق لحفيف عباءة الشيخ ابو صالح في اركانه وردهاته، هذا القصر الذي لم يُغلق رحمه الله ابوابه يوماً في وجه صاحب حاجة، ولا في تلبية نداء ملهوف، فقد كان في كل المواقف رجلاً كريماً، وفارساً للحق، غاب ابا صالح واغلقت ابواب القصر، واقفر المكان، كم نفتقد اليوم لحكمة وعطاء ونقاء امثاله من الخيرين، هؤلاء حين يغيبون، يتركون فراغاً لا يُسد!!