التنافر بين الضرورة والمشاكسة !!!

نايل هاشم المجالي

هناك نظريات فيزيائية متعددة منها ان الاقطاب المتشابهة تتنافر ، حيث اننا نؤمن في مبدأ الاختلاف وتلاقح الافكار لنخرج بفكرة يجمع عليها الجميع ، اي اننا نعمل لتحقيق وتفعيل استراتيجيات العمل بشكل جماعي ، لكننا وفي غالبية الحكومات مغرمون باختيار طواقم وزارية متشابهة غير متنافرة، اي تجمع على رأي واحد بدون حوار ولا تنافر ولا تلاقح للافكار .

فنجد الوزير في وزارته يأخذ قراراً هاماً يمس عامة الشعب دون ان يطرح هذا القرار على مجلس الوزراء لدراسة ابعاده من كافة النواحي حتى نحقق التوازن ودراسته بابعاده السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ولا ان يكون المجلس ذو لون واحد ولو اراد الله ان يخلقنا متشابهين لخلقنا متشابهين .

لذلك علينا ان نضع احترام الاختلافات في المقام الاول وهذه حضارة ، اما فرض الافكار والقرارات على الآخرين يعني عدم احترام للنظام الالهي الذي ارساه الله عز وجل .

والشعوب الناضجة هي الشعوب التي تنسجم مع الاختلافات وتتعايش وتتكيف معها ، وتحترم قناعات الآخرين وتؤمن بحق الاختلاف ، ورفض الاختلاف يتم استبعاده لدى بعض المسؤولين لاعتبارات عديدة اهمها النمطية وهي بعد معرفي ، او التحيز وهو بعد عاطفي ، او التميز وهو بعد سلوكي ، اي انه يتم شيطنة المختلفين بأحد تلك الابعاد حتى يكون هناك مبرر لاستبعاده واقصائه ، علماً بان التنوع الايجابي والخلاق يؤدي بشكل او بآخر الى تشجيع وتعدد الرؤى والاراء والافكار والطروحات ، لتحقيق الهدف الذي يصبوا اليه .

ويكون هناك ثقافات متباينة للطروحات لكننا نجد ان حقيقة وواقع الاختلاف يتحول الى ازمة ومشكلة خاصة عندما يضيق افق المتحاورين ، ويسمى المختلف لأي طرح بالمشاكس .

ولم نصل بعد لأن نضع السلاح على الطاولة لنطرح الاراء واتخاذ القرارات فاننا حضاريين بطبعنا ومثقفين ومتسامحين ، فالقرارات يجب ان تأخذ صفة الحوار البناء من كافة الاطراف للخروج بقرار اجماع يقبله الشعب ، لا ان يرفضه كسابقة لم نعتاد عليها سابقاً .

Nayelmajalli11@hotmail.com