جي تي ايه في عبدون

خالد فخيدة

لا شك ان حادثة السطو على فرع بنك اردني في عبدون غرب العاصمة عمان كان لها وقعها على الاردنيين.

فالادانة المطلوبة لمثل هذه الجرائم حاول البعض تبريرها بالجوع والفقر وغلاء الاسعار قبل ان يكشف نشامى التحقيقات ان منفذ السطو شاب يعمل موظفا لاحد البنوك.

الجاني الذي اعترف بجريمته يقطن ضاحية الياسمين القريبة من عبدون. وهذه المنطقة يقطنها اغلبية من الطبقة الوسطى. وهي ليست حيا شعبيا وانما مخدع لاثرياء وميسوري الحال من ابناء الوطن.

وفي نظري الانجاز الذي حققه نشامى الامن الوقائي في تحديد هوية الجاني في ظرف ساعة من تنفيذه جريمته وسلبه 98 الف دينار عزز من فرضية الامن والامان التي كانت حقؤقة في امتحان صعب بحي عبدون.

ومهما بلغت مبررات الجاني، فهو بالنهاية سارق اختار طريق الهاوية للثراء السريع. ولا استبعد انه تأثر سلوكة بالالعاب الالكترونية الحديثة مثل JTA التي انقلبت فيها الدنيا راسا على عقب وجعلت اللص بطلا والشرطي عدوا.

اما الذين يبررون خرق القانون واثارة الفوضى بداعي الفقر فهذه حجة واهية ليس هدفها الا استغلال الظروف لممارسة اجندات سئمنا من تفصيلها للراي العام.

واذا كان الفقر مبررا من وجهة نظر هؤلاء، لماذا لم يمارس العاطلون عن العمل مثل هذه الجرائم؟. الجواب باختصار ان السطو والسرقة مرفوض انسانيا بالفطرة ومنافي لكل الاخلاق التي تأمر الانسان الاخذ بيد غيره حتى تعم منظومة الامن والاسلام في كل بقاع المعمورة.

وما يعنينا في هذا المقام ان القدر يعزز كل يوم احترافية اجهزتنا الامنية وقدرتها على ضبط منظومة الامن والامان والدفع بها بعيدا عن خروقات الخارجين على القانون. والقضية في النهاية تربية وسلوك يفترض ان يتعاظم باتجاه ايجابي مهما بلغت تعقيدات الحياة وظروفها الاقتصادية.

عدم وجود سواتر  زجاجية بين عملاء البنوك ومحلات الصرافة وبين موظف الصندوق تأكيد على الامن والامان الذي يعيشه الاردن. وكل محولات السطو المعدودة في السنوات الاخيرة انتهت باصحابها في زمن قياسي الى السجن.

القناعة شرط اساسي في تعزيز المنظومة الامنية وغيابها كفيل بافقاد اي محتمع امنه وامانه.