الملك أذَلّهم ..!

 

خالد فخيدة

 

اعتقد ان ما نشره مكتب رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو على تويتر قبل يومين كاف ليضع كل من شكك بالانتصار الاردني لشهدائه الثلاثة عند حده.

ولو كان الامر كما يحاول البعض تسويقه بان اسرائيل لم تعتذر، فما الذي دعا نتنياهو ومكتبه الى شكر مستشار الرئيس الامريكي جاريد كوشنير ومبعوث دونالد ترامب الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط جيسون غرينبلات على دورهما في حل الازمة الدبلوماسية مع الاردن.

ولو حقا ان نتنياهو " مطقع " للاردن وفق ما يحاول البعض تسويقه على صفحات الفيسبوك ورسائل الواتساب لما اضطر الى شكر المسؤولين الامريكيين والاعتراف بان هناك ازمة سياسية مع الاردن.

وهذا الشكر يكفي للتأكيد بان نتنياهو اعترف بانتصار جلالة الملك عبدالله الثاني لدم ابنائه الشهداء الثلاثة، وقبوله بشروط الاردن لانهاء ازمة اسرائيل معه.

اما هؤلاء ممن يغيظهم انتصار الاردن في اي معركة سياسية ضد اسرائيل، وللاسف هم بيننا، حاولوا دائما التشكيك في كل المواجهات التي حسمها الاردن لصالحه وقبلهم مراجعهم الفكرية.

وحتى عسكريا حاول الذين ورَثُوهم هذا الحقد ان يطعنوا فيه لولا رايات النصر التي رفعها نشامى الجيش العربي في وسط البلد القديمة عمان فوق دبابات العدو الصهيوني واسراه المكبلين في داخلها في معركة الكرامة.

ودائما تجد هذه الفئة منهمكة في التنغيص على الاردنيين افراحهم وانتصاراتهم حتى في كرة القدم. وكأن المطلوب منهم ان يقرنوا البطولة فيمن اعمى عيونهم واغلق عقولهم وجعلهم ابواقا لشعارات التحرير والحرية الكاذبة لصالح الاحتلال وخدمة اطماعه وحراكه الاستعماري في فلسطين تحديدا.

والاردن هو من اتخذ موقفا غاضبا من اسرائيل. وجلالة الملك عبدالله الثاني بعد اخر اتصال بينه وبين نتنياهو في تموز العام الماضي رفض ان يستقبل اي اتصال اخر منه خاصة بعد ازمة نصب قوات الاحتلال الصهيونية بوابات الكترونية على ابواب الاقصى.

ورغم انتصار الاردن في هذه المعركة ايضا والتي ازال بموجبها نتنياهو البوابات، لم يستقبل الملك عبدالله الثاني منه اي اتصال، وحادثة استشهاد الاردنيين الجواودة وحمارنة زادت من غضب الاردن الذي وصفه رئيس وزراء الكيان العبري بـ " الازمة ".

حينما تتوالى رسائل الشكر من عشيرة الدوايمة والحمارنة وزعيتر لجلالة الملك عبدالله الثاني على انتصاره لدماء ابنائهم الطاهرة، على كل المشككين ان يضعوا السنتهم في افواههم، لان هذه العوائل هي من ذاقت ويل الارهاب الصهيوني الذي لم يرحم براءة ابنائها، وهي صاحبة القرار في قبول الاعتذار من عدمه.

الاردني الاصيل افتخر بانجاز الملك وانتصاره وارضاخه للمتعجرف نتنياهو، اما من ساعد اسرائيل في حفظ ماء وجهها وساهم في التقليل من شأن خسارتها السياسية والاخلاقية في قضية الشهداء الاردنيين الثلاثة فهذا بكل تأكيد مواطن بالهوية فقط.

بكينا على شهدائنا الذين قتلوا بدم بارد، وبكينا يوم غادر مجرم السفارة وهيئتها الدبلوماسية الارض الاردنية دون حساب وربت على كتفيه نتنياهو افتخارا بدمويته. ولكن هذا الحزن انتهى يوم مسح الملك عبدالله الثاني دموعنا جميعا باذلال نتنياهو الذي رضخ للشروط الاردنية لاعادة عمل الهيئة الدبلوماسية الاسرائيلية في السفارة العبرية بعمان.

الاردن ابتسم بالاخر وانتصر في معركة ابنائه الشهداء. اما نتنياهو فيعتقد انه حقق انتصارا بخنوعه ورضوخه لشروط جلالة الملك من اجل عودة العلاقات.//