فرنسا تدعو لاجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن سوريا

باريس – د ب ا

دعت فرنسا لاجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن الوضع في سوريا، في حين توقع الرئيس التركي انتهاء العملية العسكرية في "وقت قريب". فيما أكد المرصد السوري سيطرة قوات تركية بالتعاون مع قوات معارضة سورية على أول قرية في ريف عفرين.

قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان امس الأحد إن فرنسا دعت إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن سوريا في أعقاب التوغل التركي في منطقة عفرين السورية. وأضاف لو دريان على حسابه على تويتر "فرنسا تطالب باجتماع عاجل لمجلس الأمن (من أجل الوضع في) الغوطة وإدلب وعفرين". وأضاف أنه تحدث مع نظيره التركي صباح امس.

وكان لودريان قد صرح في وقت سابق من امسالأحد في الجزائر أن فرنسا "قلقة جدا" بشأن "التدهور المفاجئ" في الوضع في سوريا وطلبت اجتماعا لمجلس الأمن من أجل "تقييم الوضع الإنساني". وأضاف لودريان في كلمة ألقاها في اجتماع مجموعة 5+5 لدول غرب حوض البحر الأبيض المتوسط أنه "أولا هناك المعارك في منطقة عفرين، ثم (...) هناك خنق حقيقي لمنطقة الغوطة الشرقية من طرف قوات النظام ما أدى إلى ما يشبه سجن يقبع فيه 400 الف شخص لا تصلهم المساعدات الإنسانية". وتابع "هناك تدهور جديد للوضع" داعيا إلى "وقف المعارك وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الجميع".

من جانبه، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد امس الأحد رفضه للعملية العسكرية التي تقوم بها القوات التركية على مدينة عفرين، ووصفها بـ " العدوان الغاشم". ونقلت وكالة الأنباء السورية ( سانا) عن الأسد قوله، إن "العدوان التركي الغاشم على مدينة عفرين السورية لا يمكن فصله عن السياسة التي انتهجها النظام التركي منذ اليوم الأول للأزمة في سوريا والتي بنيت أساسا على دعم الإرهاب والتنظيمات الإرهابية على اختلاف تسمياتها".

عفرين .. لماذا تمثل هاجساً لدى تركيا؟

على صعيد متصل، توقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد إنهاء الهجوم العسكري الذي يشنه جيشه على قوات كردية في منطقة عفرين "في وقت قريب"، بعد دخول قوات تركية برية إلى الأراضي السورية. وقال أردوغان أمام أنصاره في محافظة بورصة شمال غرب تركيا "بأذن الله ستنتهي هذه العملية خلال وقت قريب جدا".

وأضاف أردوغان "بقينا على اتصال طوال الليل مع رئيس الوزراء (بن علي يلديريم) ورئيس الأركان (خلوصي اكار)" وحث مواطنيه على "رفع الصوت بالدعاء" من أجل الجنود المشاركين في الهجوم. كما حذر الرئيس التركي أكبر الأحزاب المناصرة للقضية الكردية في تركيا حزب الشعوب الديموقراطي من أي محاولة لتنظيم تظاهرات معارضة للهجوم. وقال "دعوني أؤكد لكم، أنتم مراقبون لحظة بلحظة" متوعدا "أيا كانت الساحة التي ستتجمعون فيها فستداهمكم قواتنا الأمنية". وأضاف "حذار! أذا استجاب البعض لهذه النداءات (بالتظاهر) وارتكبوا خطأ الخروج إلى الشارع، فسيدفعون الثمن باهظا".

وقال الجيش التركي في وقت سابق امس الأحد إن قواته البرية توغلت في منطقة عفرين بعدما وجهت تركيا ضربات مدفعية وجوية لوحدات حماية الشعب الكردية. فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القوات التركية تمكنت بالتعاون مع قوات من المعارضة السورية الموالية لأنقرة من السيطرة على أول قرية في ريف عفرين. وأوضح أن القوات التركية والقوات الموالية لها تمكنت من السيطرة على قرية شنكال. ونقل عن مصادر وصفها بالموثوقة أن الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة بين الطرفين، في محاولة من المسلحين الأكراد استعادة السيطرة على القرية.

على صعيد متصل، أعربت مصر امس الأحد عن رفضها للعمليات العسكرية التي تقوم بها القوات التركية ضد مدينة عفرين. وشددت الخارجية المصرية، في بيان، على أن هذه العمليات "تمثل انتهاكاً جديداً للسيادة السورية، وتقوض جهود الحلول السياسية القائمة وجهود مكافحة الإرهاب في سوريا". وطالبت بانخراط جميع أطياف الشعب السوري في مفاوضات جادة في إطار عملية سياسية تتسم بالشمولية والموضوعية دون إقصاء لأي طرف، مع ضرورة الحفاظ على سيادة ووحدة الأراضي السورية.

في غضون ذلك، تظاهر العشرات في العديد من المدن بإقليم كردستان بشمال العراق امسالأحد احتجاجا على العملية التركية. ورفع متظاهرون في مدن أربيل والسليمانية وقضاء كويه لافتات وشعارات منددة بالعملية التركية، مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل وإيقاف "الهجمات التركية على الأكراد". وحمل المتظاهرون لافتات باللغات العربية والتركية والإنجليزية جاء فيها "لا للعدوان التركي على مدينة الزيتون" و"أوقفوا الهجمات التركية على الأبرياء". كان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد وصل إلى بغداد في وقت سابق امس لإجراء محادثات مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري وكبار المسؤولين العراقيين تتعلق بالموضوعات محل الاهتمام المشترك.

شرح الصورة

منطقة عفرين