ندوة في الجامعة الأردنية حول علم المخطوط والتحقيق العلمي

جهينة --أكد علماء وباحثون ومؤرخون في علم المخطوطات والتحقيق أهمية المخطوط العربي الذي يجمع تاريخ الأمة وتراثها ولغتها.
جاء ذلك خلال ندوة عقدها منتدى الجامعة الأردنية الثقافي اليوم الاربعاء بعنوان "علم المخطوط (الكوديكولوجيا) والتحقيق العلمي".
وأوضحوا بحضور رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عبد الكريم القضاة أن هناك قصورا تجاه المخطوطات العربية من قبل العرب الذين لم يبذلوا جهودا مثمرة في دراستها وتحقيقها على الرغم من أنها أضخم إرث إنساني، فهو تراث الإسلام والقرآن الكريم.
واشاروا إلى أن مخطوطات التراث العربي حتى يومنا هذا لا يعرف لها عدد تقريبي، كما أن كثيرا من التساؤلات التي تطرح حول هذا الأمر تتعلق بالتعقيب المرتبط بالتاريخ والنسخ، والفهرسة لم يجد لها العلماء إجابات شافية.
ودعوا إلى ضرورة إحياء علم المخطوطات من جديد، وتحقيق المخطوط من جميع الجوانب من مادة ومضمون ومتن ووضع النصوص في سياقها التاريخي والموضوعي، لما يؤديه هذا العلم من دور كبير في الإجابة عن كثير من التساؤلات التي تعنى بالمخطوطات والنصوص التي وصلت ناقصة أو محرفة أو مشوهة.
مدير الخزانة الحسنية الملكية بالقصر الملكي في المملكة المغربية الدكتور أحمد شوقي بنبين ذكر أن التراث العربي يتسم بالموسوعية، وتحدث خلال مداخلته عن (علم المخطوط) كمصطلح يعود أصوله إلى كلمة فرنسية هي (الكوديكولوجيا) وتعنى دراسة الكتاب المخطوط باعتباره قطعة مادية وكل ما يحيط به من متن وهوامش ونصوص.
وتناول المحقق والمؤرخ المصري الدكتور أيمن فؤاد السيد في مداخلته الحديث عن أهمية علم المخطوطات وعن ضرورة إعادة بناء وجمع المخطوطات العربية القديمة المنتشرة في كل بقاع العالم، حيث قدّر العلماء والباحثون حجم المخطوطات العربية حوالي ثلاثة ملايين مخطوطة.
بدوره، محقق المخطوطات التونسي إبراهيم شبّوح سلط في مداخلته الضوء على مواد صناعة الكتاب المخطوط (المخطوط العربي) الذي يقوم على الكتابة ذات الأصول النبطية التي اقتنعت بها قبيلة قريش وكتب فيها بالمصحف الشريف، مشيرا إلى أن أول كتاب تم جمعه في تاريخ الحضارة الإسلامية هو القرآن الكريم الذي ينسب إليه تاريخنا الإسلامي.
وخلال إدارته للندوة، قال رئيس منتدى الجامعة الأردنية الثقافي الدكتور صلاح جرار إن علم المخطوط لم يكن يوما سفرا ذا ورق أصفر أكل الدهر عليه وشرب، بل هو كنز ثمين ينطوي على هوية الأمة العربية وفكرها وثقافتها وجذورها وإسهاماتها الحضارية، مؤكدا أمنيات كثير من الأمم في اقتناء بعض منها كي تؤسس لهويتها الحضارية والثقافية.
--(بترا)