مشروع جامعة البلقاء المسارات المهنية نقطة تحول في مسار التعليم العالي.
جهينة -
د. مفضي المومني.
نعم (مشروع التطوير الوظيفي في المسارات المهنية،التجسير والنفاذيه ومنح الشهادات المهنية) الذي اقترحته وتقدمت به جامعة البلقاء التطبيقية لوزارة التعليم العالي ليكون مشروعا وطنيا وعلامة فارقة في مسيرة تطور التعليم العالي الأردني، وكلنا نرى مسيرة التعليم العالي الأكاديمي والذي يغذي خريجوه سوق البطالة واصبحت تخصصاته في غالبها كلاسيكية ومكرره ولا يطلبها سوق العمل، سوق الجيل الرابع والخامس سوق التكنولوجيا المتطورة، حيث استشعرت جامعة البلقاء الحاجة للتغيير ومواكبة وتلبية احتياجات سوق العمل المحلي والاقليمي والعالمي والذي عماده التعليم المهني والتقني المتطور، وقد دخل هذا المقترح بمراحل عدة قبل تقديمه حيث عرض على الكليات الوطنية (العامة والخاصة والتابعه للقوات المسلحة الأردنية ووكالة الغوث الأردنية وخبراء في التعليم التقني والتطبيقي والمهني والهندسي حيث التقوا جميعا وعمداء هذه الكليات والخبراء في مركز جامعة البلقاء التطبيقية واثنوا على المقترح وطالبوا بالسير في اجراءات إقراره.
ويعتبر هذا المشروع مشروعا تقدميا للتعليم التقني والمهني لكافة الطلبة الملتحقين في المسارات التقنية والمهنية والأكاديمية للحصول على الشهادات المهنية (بكالوريوس، ماجستير ، دكتوراه مهني) والذي سيتيح في حال إقراره التشاركية الحقيقية بين القطاعين العام والخاص لتحقيق اهداف التكامل الوطنية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة.
ولم يأتي هذا المشروع من فراغ فهو نتاج للخطة التنفيذية للجامعة والتي تهدف إلى إصلاح قطاع التعليم التقني والتطبيقي وتجويد مخرجاته، بما يتوائم مع متطلبات الإستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، الى جانب إتاحة الفرص للطلبة الحصول على أعلى الشهادات في التعليم التقني والمهني، دون المرور من نافذة «التجسير الجامعي» والذي تم تقنينه فعليا ووصل إلى 5% هذه السنة واذا تم اقرار المقترح فسيتم الاستغناء عنه نهائيا، ويستطيع الطلبة الأختيار في مسيرتهم بين المسار الأكاديمي الحالي او المسار المهني المقترح ومواصلة التحصيل بتشاركية مؤثرة في تطوير سوق العمل من خلال ما يوفره المسار المهني المقترح من امكانيات تأهيل مهني في الدرجات من الدبلوم الى البكالوريوس إلى الماجستير والدكتوراه مهني، مع ربط محكم بسوق العمل ونفاذيه مرنة بين المسارات وسنوات يتم اقرارها لتواجد الخريج في العمل والدراسة او على التوازي،وهذا المشروع يعزز فرص الحصول على تعليم تقني ومهني بدرجات توازي تلك المطروحة في المسار الأكاديمي، وهذه الدرجات الجامعية للشهادات المهنية (البكالوريوس والماجستير والدكتوراه) المهنية تعادل الدرجات العلمية الثلاث في المسار الأكاديمي ، من خلال توطينها في الإطار الوطني للمؤهلات، الذي تم اقراره وطنيا وتطبقه هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي، ويتيح المشروع للطلبة الناجحين في الثانوية العامة (المسار الأكاديمي، والمسار المهني)، الإلتحاق في المسارات الأكاديمية والمهنية في الجامعات والكليات الجامعية المتوسطة، ضمن الشروط التي سيقرها مجلس التعليم العالي في حال الموافقة على اعتماد المقترح، كما أن برنامج المسار المهني المقترح سيتيح للطالب الملتحق بالكليات الجامعية المتوسطة، خيار ثالث، بالإضافة الى الانخراط في سوق العمل والالتحاق بالجامعات ضمن المسار الأكاديمي للحصول على درجة البكالوريوس عن طريق التجسير، ويتيح المسار المهني للطالب الإلتحاق في الجامعات التقنية للحصول على الشهادات المهنية التي تكافئ المهارات المكتسبة من سوق العمل، والمشروع سيحل مشكلة الطلبة غير الناجحين في امتحان الثانوية العامة في المسار الأكاديمي وكذلك الطلبة خريجي المدارس الثانوية المهنية ومؤسسات التدريب المهني ممن لم يحققوا شروط الالتحاق بالجامعات بأن يتقدموا وظيفيا وضمن الاطار الوطني للمؤهلات الذي تم اعتماده، ومشروع مسار التعليم المهني المقترح يمكن جميع فئات الطلبة وبعد مزاولتهم للعمل في مجال تخصصهم لفترة زمنية ، وبعد اجتيازهم للامتحان التأهيلي، الإلتحاق بجامعات تقنية ضمن الأسس التي تقر لهذه الغاية لاحقا،
ويتيح المشروع المقترح للطلبة الملتحقين بالمسار الأكاديمي على مستوى درجة البكالوريوس الأكاديمية الانتقال الى المسار المهني للحصول على شهادة البكالوريوس المهني في اي سنة من سنوات الدراسة، وهذا النموذج يفتح الآفاق لكافة الملتحقين في سوق العمل من التأهل من خلال الجامعات التقنية ومشروع المسارات المهنية للحصول على درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه المهنية ضمن مسار خاص لهم يعادل هذه الدرجات في المسار الأكاديمي والمسكنة في الإطار الوطني للمؤهلات،وسيحقق هذا المقترح في حال إقراره تطبيقا حقيقيا للنفاذية بين المسارات وتشاركية فعلية مع القطاع الخاص في تأهيل التقنيين والمهنين، وسيتم ايضا الاستغناء عن برنامج الدبلوم الفني الذي اقترحته جامعة البلقاء لحل مشكلة الطلبة الذين لم يجتازوا امتحان الثانوية العامة، ومعروف ان خريجي الكليات الجامعية المتوسطة تجاوز المئة ألف خريج وهم سيكونوا من اكبر المستفيدين من تطوير انفسهم ومهاراتهم من خلال هذا المقترح.
وهذا المشروع الوطني سيشكل نقطة تحول في تاريخ التعليم الأردني وسيكون أول تطبيق ملموس للاطار الوطني المؤهلات، وبما يلبي الخطة التتفيذية للاستراتيجيه الوطنية لتنمية الموارد البشرية والتي أطلقت برعاية ملكية ساميه تغطي الفترة من 2016 إلى 2025، وهذا المقترح هو من افضل التجارب والممارسات العالمية المطبقة في الكثير من الدول الصناعية المتقدمة ونسبة عالية من مخترعاتها يسجلها خريجوا المسارات المهنية.
هذا المقترح سيكون له دور كبير في تعزيز وتطوير البنية الصناعية التي هي أساس نهضة الأمم، وكذلك سيلعب دورا كبيرا في الحد من البطالة، من خلال الإنتقال إلى المسارات المهنية والتوسع فيها على حساب الأكاديمية والإنخراط في سوق العمل ومتطلباته، وتلبية حاجة السوق الإقليمي في الدول المجاورة لمشاريع إعادة الإعمار والتنمية الإقتصادية والإجتماعية.
نشد على يد جامعة البلقاء جامعة الوطن والتي تحمل هم الوطن وتبادر من خلال العمل الدؤوب ومواكبة متطلبات العصر والتخطيط لمواجهة متطلبات المستقبل الذي لا ينتظر احدا، يجب ان يقر هذا المشروع لانه فعلا سيكون تغيرا حقيقيا لوجه النظام التعليمي في بلدنا، التعليم الأكاديمي ومساراته مثقلة بالإحباطات وتفتقر للتخطيط وتنعدم فيها الموائمة بين الخريجين والمتطلبات الحقيقية لسوق العمل، مقترح المسارات المهنية مقترح عملي مرتبط بواقع سوق العمل ومتطلباته وملبي لطموح الأفراد ومتطلباتهم في التطور والحصول على الشهادة المهنية التي تعطيهم المكانة الإجتماعية وتحقق لهم التطور الذاتي المهني والتقني والتطبيقي بما يرفع مستواهم والاقتصادي والإجتماعي، ننتظر ان يخرج هذا المقترح لحيز التنفيذ ويرى النور قريبا، لما فيه خير بلدنا، حمى الله الأردن.