مؤتمر دولي لاعمار السودان … !!!

  زاوية سناء فارس شرعان

 

 

 الثورة الشعبية التي اندلعت في السودان في شهر ديسمبر من العام الماضي تعتبر في مقدمة الثورات الشعبية التي شهدها العالم وانجعها رغم انها اقل الثورات خسارة في الارواح والممتلكات ما اتسم به الثوار من صلابة في المواقفغ وحرض على تحقيق الاهداف والغايات التي انطلقت بها الثورة التي عزلت رأس النظام وشرعت بمحاكمته في ضوء الاتهامات التي وحهت له بغسيل الاموال والاتجار بالعملات الصعبة وتشجيع النساء ونشره في انحاء البلاد.

الثورة السودانية التي شاركت فيها كافة الفعاليات المهنية والحزبية والسياسية والنسائية تمكنت من تحقيق اهدافها العاجلة من خلال اقتناع الجيش بمبادئها ومنطلقاتها ما دفع الجيش الى الانقلاب على رأس النظام وايداعه السجن والانخراط في المشاركة في فعاليات الثورة ما ساعد على نجاحها من الاطاحة بالحكم العسكري بقيادة البشير الذي حكم البلاد ثلاثين عاما.

ومع قلة الخسائر البشرية والممتلكات الا ان السودان بحاجة ماسة الى اعادة اعمار لتنشيط الاقتصاد وتطوير فعالياته والتغلب على الازمات التي تعيش فيها البلاد كالفقر والبطالة وارتفاع مستوى المعيشة وغلاء الاسعار وانخفاض صادرات البلاد وهو هدف متصدر اهداف الثورة وتطلعاتها حيث تم تشكيل حكومة خبراء برئاسة عبد الله حمدوك وهو اقتصادي يشار له بلبنان ذو اتصالات واسعة مع اصحاب القرار في العالم

اول ما سعى اليه حمدوك خلال زيارته لنيويورك لحضور اجتماعات الدورة ٧٤ للجمعية العامة للامم المتحدة الاتصال مع اصحاب القرار في الولايات المتحدة لازالة اسم السودان من قائمة الدول الداعية للارهاب وهو وعد حصل عليه السودان قبلا انتهاء الثورة في اطار الاتصالات مع دول العالم لاظهار اهداف الثورة ومنطلقاتها

الزيارة التي لا تقل اهمية من زيارته للامم المتحدة ولقاء عدد من الرؤساء والمسؤولين في العالم وخاصة لفرنسا بدعوة من الرئيس ايمانويل ماكرون حيث اشتمل جدول اعمال الزيارة بنودا في غاية الاهمية لتتفق مع السياسة والاقتصاد والتنمية المنشودة.

حمدوك طلب من ماكرون السعي لدى الادارة الامريكية لحذف اسم السودان من قوائم الدول الداعمة للارهاب التي اعدتها الادارة الامريكية وقد استجاب ماكرون لطلب السودان واعدا ببذل اقصى الجهود لدى الرئيس الامريكي لحذف اسم السودان من قوائم الدول الراعية للارهاب.

الدعم الفرنسي للسودان الجديد لم يقتصر على حذف اسمه من قوائم الدول الراعية للارهاب وانما شمل دعم السودان سياسيا واقتصاديا وفي مجال التنمية بالاضافة الى انهاء الحروب التي تشهدها بعض ولايات السودان مثل دارفور حيث وفرت فرنسا المكان الملائم لرئيس وزراء السودان للاضافات مع بعض الحركات الثورية السودانية.

اهم اشكال الدعم الفرنسي للسودان تمثل بتعهد الرئيس الفرنسي بعقد مؤتمر دولي في بلاده لاعادة اعمار السسودان من خلال توفير الاموال اللازمة لتنفيذ بعض المشاريع بالغة الاهمية وخاصة المشاريع العالمية التي من شأنها توفير فرص العمل ومحاربة البطالة والتركيز على المشاريع الصناعية والزراعية الكبرى التي تعتمد على الاساليب وخاصة اقامة السودان لتخزين مياه الامطار التي تسقط على السودان بغزارة وتشمل السيول التي تجرف التربة وتتلف المزروعات التي لا يستفيد منها المواطن السوداني بحيث يعتبر السودان سلة الوطن العربي من الغذاء بسبب وجود مساحات شاسعة من الاراضي وتوفير المياه ان مياه النيل الازرق والنيل الابيض علاوة على مياه الامطار التي تتسبب في تكوين الفيضانات فتدهب المياه سدى ولا تستغل في الزراعة او استثمار الثروة الحيوانية والثورة السمكية.

ويذكر ان الثورة الشعبية السودانية تعتبر من اهم الثورات الشعبية في العالم حيث شاركت فيها كافة الفعاليات العمالية والحزبية والنقابية والنسائية حيث كانت مساهمة النساء في الثورة لا تقل عن مساهمة النساء في الثورة الفرنسية حيث هاجمت النساء سجن الباستيل ودمرته واخرجت المعتقلين ما ادى الى قيام الدور الكبير للثورة الفرنسية في نشر الوعي والمساواة والعدالة في فرنسا والعالم … !!!