الإسلاميون دعموا الصفدي لفتح قنوات اتصال لهم مع جهات عليا
الطراونه والدغمي خاضا بروفة انتخابات رئاسة مجلس النواب
أنباء عن دعم الملقي للصفدي.. وسر ورقة "فضائية اليرموك"
جهينة نيوز ــ وليد حسني
عندما توقعت"الأنباط " صباح أمس الأول الأحد فوز النائب خميس عطيه بمقعد النائب الأول لرئيس مجلس النواب كانت تستند الى معلومات ومعطيات بدت في حينه مثار شك وتأويل لدى البعض بينما كانا في الأنباط في مكانة المتاكد مما ننشره ونتوقعه.
كانت المنافسة الأبرز بين النائبين احمد الصفدي وخميس عطيه، ولم يكن النائب خالد البكار بعيدا كثيرا عن دائرة المنافسة لولا ان تفكيره بالانسحاب قبيل فتح باب الترشح انسجاما مع توقعاته ومعطياته الخاصة أولا، ولإستجابته لنصائح زملاء له بالانسحاب ثانيا لكانت المعطيات مختلفة قليلا ولكنا ذهبنا الى جولة انتخابية ثانية، إلا أن انسحاب البكار وانحيازه وانصاره الى خميس عطيه كفى مجلس النواب مؤونة الإنتقال الى جولة انتخابية ثانية.
النائب الصفدي دفع ثمنا بدا باهظا بالنسبة اليه بتحالفه الانتخابي مع النواب الإسلامييين او نواب كتلة الإصلاح وهو ما دفع باللاعبين الرئيسيين في مجلس النواب اللعب على هذا الوتر التحالفي لإضعاف الصفدي الذي بدا هو العنوان الأبرز في كامل انتخابات المكتب الدائم لمجلس النواب أمس الأول.
الصفدي حظي بدعمين كبيرين لم يتوقفا عند حدود تحالفه مع النواب الإسلاميين، بل تمتع أيضا بدعم مباشر ومعلن من النائب الأكثر تأثيرا في المجلس عبد الكريم الدغمي، بينما حظي منافسه خميس عطيه بدعم حليفه القوي رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونه.
لقد بدت لعبة انتخابات النائب الأول لرئيس مجلس النواب وكأنها معركة حقيقية تتكاسر فيها القوى أمام الجمهور بينما ظل المتنافسان وكأنهما فرسا رهان ليفوز عطيه بفارق 6 أصوات عن منافسه الصفدي، لكن تلك الأصوات الستة بدت وكأنها عشرة أضعافها إذا ما قمنا بمد مسطرة التقييم الى نهايتها.
الصفدي حمل وعودا للنواب الإسلاميين، عارضا عليهم اعادة ترخيص فضائية اليرموك، وقيل ان هذا العرض تعهد به رئيس الوزراء للصفدي طالبا منه عرضه عليهم مما يظهر انحياز رئيس الوزراء ودعمه للنائب الصفدي.
والعروض الأخرى التي طرحها الصفدي على الاسلاميين مقابل دعمهم له ان يفتح لهم قنوات حوار مع جهات امنية، ومع الديوان الملكي، ولربما هذه الوعود هي التي أسالت لعاب الإسلاميين ودفعت بهم للإصطفاف خلف الصفدي.
ولا تستطيع "ألأنباط" تاكيد أو نفي تلك المعلومات المتعلقة بوعود الصفدي للاسلاميين، فلا الصفدي رغب بالحديث عنها نفيا أو تأكيدا وكذلك الاسلاميون الذين رفض معظمهم تأكيد أو نفي تلك الوعود مما يبقيها معلومات قدمتها جهات نيابية محايدة لـ"الأنباط".
الإسلاميون الذين تحالفوا مع الصفدي كانوا مدفوعين ايضا بالثأر من انتخابات البديات والمجالس المحلية وبدا المعني بهذا الثأر النائب خليل عطيه وهو شقيق النائب خميس عطيه الذي نجح بافشال مرشحين على الاقل للحركة الإسلامية.
وبحكم النتائج فقد بدت خسارة الصفدي موجهة مباشرة للإسلاميين الذين لم يستطيعوا ايصال مرشحهم النائب موسى الوحش لعضوية المكتب الدائم كاحد مساعدي الرئيس وهو ذات الموقع الذي كان الوحش يشغله طيلة الدورة العادية الأولى الماضية، مما يعني امتداد خسارة الإسلاميين وليس خسارة الصفدي، ففي اللعبة الإنتخابية البرلمانية بدا الخاسر الأكبر تحالف كتلة الإصلاح وليس مرشحها الصفدي، وبدا انه هدف برلماني تمثل بالحيلولة دون وصول الاسلاميين الى أي مقعد من مقاعد المكتب الدائم.
وفي سياق القراءة الأخرى فقد ظل رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونه يعمل في الظلال ، وبدا وكانه غير معني تماما بتحالف الصفدي مع الإسلاميين بقدر اهتمامه بتحالف الصفدي مع النائب عبد الكريم الدغمي، وفي حال فوز الصفدي باعتباره حليفا للدغمي فان الطراونه عليه استشعار الخطر المقبل حين يعود الدغمي لمواجهة الطراونه في انتخابات رئاسة المجلس المقبلة في شهر تشرين أول أو تشرين الثاني من العام المقبل.
وفي المجلس الحالي ليس من أحد يمتلك قوة الحضور والتاثير التي يمتلكها الدغمي والطراونه، مما يعني أن المنافسة على كرسي الرئاسة المقبل سينحصر بهما فقط، وفي حال لم يقرر الدغمي الترشح في مواجهة الطراونه فان الأخير سينجح بالاحتفاظ برئاسة المجلس لأربع دورات متتالية هي كامل عمر مجلس النواب الثامن عشر بموجب الدستور.
هذه المعطيات جعلت من النائب أحمد الصفدي مرشح اختبار لمراكز القوى، ويبدو ان هذا الإختبار قد نجح تماما وأفاد أصحابه، وعلى الرئيس عاطف الطراونه العمل على معالجة الإختلالات التي شهدتها جبهته الانتخابية وكذلك على الدغمي والإسلاميين أيضا مراجعة مكامن الإخفاقات لتحديد مراكز القوة والضعف ومعالجتها.
النتائج بمجملها حسمت فوز الطراونه وتحالفه، لكن على كل مراقب وفي مقدمتهم الرئيس الطراونه نفسه التوقف مليا امام الرقم الذي حصل عليه مرشح الإسلاميين والدغمي النائب أحمد الصفدي، ففيه الكثير من الدلالات والمعطيات التي يتوجب قراءتها وتحليلها والبناء على معطياتها..
وتلك مهمة المتنافسين الكبار في لعبة انتخابية بدت أكثر جدية مما يتوقعه أحد، وبدت اكثر من معركة اختبار مراكز القوى والنوايا المقبلة..//