الجديد في نكبة السودان

فايز شبيكات الدعجه

في السودان قوات عسكرية وأخرى شبه عسكرية، وهنالك أيضا قوات دعم سريع ما قد يعني بالمقابل وجود قوات دعم بطيء إضافية لمواجهة التظاهرات السلمية الجارية هناك.

طلاب المدارس خرجوا من شدة الجوع الضاغط لمطالبة السلطة بتوفير الخبز والوقود ،فأجابهم قناصة القوات شبه العسكرية بقتل أربعة منهم بما فاض لديهم من الرصاص بأعصاب باردة، ووجهوا سهام الاتهام للطلبة العزل من السلاح والضحايا الأبرياء.

رد فعل رئيس المجلس العسكري الحاكم عبدالفتاح البرهان كان حاسما وسريعا ، ووصف ما يحدث بأنه امر محزن ثم بادر على الفور الى اغلاق جميع مدارس السودان بما فيها رياض الأطفال الى اجل غير مسمى ،واغلق على عجل ملف القناصة والموت فلم ترد اية انباء عن تعقب القتلة وملاحقتهم او ما يفيد بتوفر نية القصاص.

هكذا ورد الرجل الإبل وظن لوحده انه فكر بقدر كبير من العقلانية لتجاوز الازمة بهدوء والتخلص منها بأمان في لحظات فاصلة ،وفي مجتمع تحاصره التحديات الجسام مضيفا ودون ادنى عناء ازمة نوعية ستضرب في عمق السودان وتضاف الى كومة ركام الحياة المدنية وتراكمات البؤس والشقاء الذي يتعرض لها السودان الشقيق منذ عقود.

الحراك الشعبي السوداني حراك عفوي بدافع الخبز ولا صلة له بما يسمى بالربيع العربي ، بيد ان اول اهتمامات الجياع آخر اهتمامات قوات الدعم السريع ، وحالة من الهستيريا المسلحة تجتاح السودان،

والمسألة استقرت على انها نزاع سلطة ثمنه أرواح المواطنين الأبرياء ،والجهود العربية والدولية لإنقاذ الشعب السوداني متثائبة وتكاد تكون معدومة ،والازمة مصنفة رغم فضاعتها كأزمة داخلية لا تستوجب أكثر من مجرد المناشدة والإدانة والشجب.

ليس في جعبة عسكر السودان حل سياسي لمداواة وطنهم الجريح، وهم الذين دفع بعم ضيق الافق الى فعل شيطاني تمثل بقتل الطلاب واغلاق المدارس.

لا مستقبل أفضل يلوح في الأفق للسودانيين، ولسوف يبقى حصولهم على رغيف الخبز بشق الانفس، ولسوف يعلن المجتمع الدولي السودان كدولة منكوبة إذا لم يرحل العسكر عما قريب .