مجزرة صور باهر … !!!

زاوية سناء فارس شرعان

 

 

 صور باهر ضاحية في جنوب القدس قريبة من مدينة بيت لحم نفذ الصهاينة فيها مجزرة رهيبة تفوق ما نجمت عنه المجازر الاخرى مثل دير ياسين وقبية وجنين والسموع وامثال ذلك من البلدات الفلسطينية التي قدمت خيرة شبابها وسكانها على مذبح الاحتلال الصهيوني في فلسطين

 

ورغم ان لفظ المجزرة عادة ما يطلق على ما تشهدهه وتقدمه البلدة من ضحايا برصاص العدو الصهيوني او بطائراته او بصواريخه الا ان ما شهدته ضاحية صور باهر بجنوب القدس افظع من المجزرة حيث لم تقتصر ضحاياها على المواطنين العزل وانما شملت البشر والحجر معا حيث تقدمت جرافات الاحتلال والغامه اكثر من مائة وحدة سكنية على شكل شقق او بنايات حديثة البناء حصل اصحابها من سكان القدس من هدم بيوتهم ومنازلهم بوساطة جرافات الاحتلال … ما اضطر اصحاب هذه العقارات الى استصدار رخص للبناء من الدوائر المختصة بالسلطة الفلسطينية التي تسيطر على اراضي صور باهر كونها واقعة في المنطقة «أ» التي تعتبر خاضعة للسلطة الفلسطينية بموجب معاهدة مبرمة بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الفلسطيني في الثالث عشر من سبتمبر عام ١٩٩٣ الا ان التصاريح الممنوحة من السلطة لغايات البناء في منطقة صور باهر لم تعترف بها سلطات الاحتلال التي بدأت في بتدمير عدد من العقارات على شكل بنايات او بيوت او شقق سكنية يقارب عددها مائة عقار من اصل ٢٢٧ عقارا تم اخطار اصحابها بضرورة هدمها خلال العام الحالي

بعض العقارات المقرر هدمها تم بنائه الا انه لم يكتمل في حين ان البعض الآخر جاهز لكن بانتظار تزويده بالمياه والتيار الكهربائي والخدمات القروية والبلدية وبعض هذه العقارات كلف مئات الالاف من الدنانير الاردنية وبانتظار ان ينتقل اصحابه اليه الا ان اوامر الهدم حرمت اصحابه من فرصة تملك السكن المناسب.

سلطات الاحتلال تسعى الى السيطرة على مختلف احياء مدينة القدس والحيلولة دون ان تصبح عاصمة للدولة الفلسطينية المتوقع اقامتها في حال التوصل الى تسوية سلمية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي على اساس حل الدولتين الذي ترفضه اسرائيل وتحاول ان تتخلص منه بمختلف الوسائل

سلطات الاحتلال سبق وان استولت على عدة احياء سكنية في القدس كونها قريبة من جدار الفصل العنصري الذي اقامته اسرائيل من شمال الضفة الغربية الى جنوبها لضم مساحات كبيرة من الاراضي السكنية والزراعية في الضفة الغربية وضمتها اسرائيل الى حدودها المزعومة كما نفذت سلطات الاحتلال عددا كبيرا من المشاريع العمرانية والاستيطانية في مختلف مناطق واحياء القدس لتأكيد نظرية الرئيس الامريكي دونالد ترامب ان القدس هي عاصمة اسرائيل وعاصمة الشعب اليهودي ما حدا به الى نقل سفارة بلاده في اسرائيل من تل ابيب الى القدس الغربية بما في ذلك المشاريع الاستيطانية والانفاق التي اقيمت وتلك التي ستقام في القدس لتأكيد يهوديتها باعتبارها عاصمة للكيان الصهيوني وليهود العالم

هدم اسرائيل العمارات السكنية في صور باهر سيؤدي في نهاية المطاف الى ترحيل من بقي من سكان هذه البلدة وعددهم زهاء ٥٠ الف نسمة وتهجيرهم قسريا في الضفة الغربية او في بلاد الشتات حيث يعيش اكثر من ٦ ملايين لاجئ فلسطيني موزعين في مختلف دول العالم … !!!