تركيا والمعسكر الغربي … !!!
زاوية سناء فارس شرعان
بعد حصولها على صواريخ ٤٠٠ s الروسية لأول مرة وحرمانها من طائرات ف 35 التي تشارك في صنعها وتطويرها والضجة التي اثيرت في اوروبا وامريكا بهذا الشأن.
السؤآل الذي يطرح نفسه بالحاح بهذا الشأن يكون في هل تنسحب تركيا من المعسكر الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة وهل تزداد قربا من روسيا والصين وايران؟
تركيا الحديثة منذ الغاء نظام الخلافة واعلان النظام الجمهوري عام ١٩٢٣ بعد هزيمتها في الحرب العالمية الاولى القت بنفسها في حضن الغرب والمعسكر الغربي وكانت في الحرب العالمية الثانية تحارب في صفوف اعضاء من امريكان وانجليز وفرنسيين وانتهجت النظام الديقمراطي الغربي … وفي هذا الاطار كانت تركيا من اوائل الدول التي اعترفت باسرائيل التي قامت على انقاض الشعب الفلسطيني بعد ان ابتلعت حقوقه بدعم من الدول الغربية …
وانضمت تركيا بتشجيع من امريكا والدول الغربية الى حلف النيتو (شمال الاطلسي)علاوة على اشياء اخرى تخدم مصالح الغرب من بينها حلف المعاهدة المركزية (خلف بغداد سابقا) وسعت منذ عقود طويلة للانضمام للاتحاد الاوروبي ولا تزال رغم ان طريقها للاتحاد الاوروبي غير معبد بالورود اطلاقا.
الا ان تركيا شهدت العديد من التطورات والاحداث منذ عام ٢٠٠٢ حيث فاز حزب العدالة والتنمية الذي يمثل الاخوان المسلمين بالانتخابات البرلمانية لاول مرة ما اعاد الحكم الاسلامي لهذه الدولة بعد ان طغت عليها العلمانية منذ الاعلان عن النظام الجمهوري والغاء الخلافة.
لقد عمل حزب العدالة والتنمية على احداث التغيير المطلوب في هياكل النظام التركي واعادة بناء البنية التحتية وتم اصلاح الاقتصاد بحيث تم تسديد المديونية التركية وايداع مبالغ مالية كبيرة لدى البنك الدولي وهكذا تحولت تركيا من دولة مدنية الى دولة دائنة وشمل التور جهاز القضاء والمحاكم التي غلب عليها الطابع الاسلامي بدلا من العلماني.
في عهد العدالة والتنمية يمكن القول انه تم بناء تركيا الحديثة تعليميا وقضائيا واداريا واقتصاديا وتقوية البنى التحتية بالاضافة الى المركز الدولي والاقليمي الذي تحظى به تركيا كقوة دولية واقليمية بحيث غدت دولة مهمة على الساحتين الاقليمية والدولية حيث استوعب زهاء اربعة ملايين لاجئ سوري طوال السنوات الماضية.
الا ان خلافات تركيا مع الولايات المتحدة والدول الاوروبية سواء فيما يتعلق بثورات الربيع العربي او حقوق الشعب الفلسطيني قد انعكس سلبيا سواء على دورها الاقليمي او مشاركتها الفاعلة على الساحة الدولية … فشراؤها لصواريخ ٤٠٠ s الروسية انعكس على علاقاتها مع الدول الاوروبية التي هي اعضاء في حلف النيتو في ضوء اختلاف الانظمة الدفاعية لكل من روسيا والنيتو الامر الذي قد ينعكس على امن حلف النيتو يضاف الى ذلك رفض الحلف للتسليح الروسي.
كما ان اجراءات تركيا في التنقيب عن النفط والغاز في مياهها الاقليمية اثار غضب اليونان وقيرص وبقية دول الاتحاد الاوروبي التي طالبت تركيا بوقف هذه العمليات فورا والا تعرضت لعقوبات اقتصادية وسياسية …
التطورات الاخيرة قد تدفع تركيا الى الانسحاب من حلف شمال الاطلسي الامر الذي يضعف الحلف وخاصة في الجناح الشرقي منه على حد قول وزير الدفاع التركي … رغم حرص امريكا على بقاء تركيا والحفاظ على العلاقات معها الا ان العلاقات التركية لن تبقى كما هي مع كل من الولايات المتحدة او الاتحاد الاوروبي … !!!