شركة مناجم الفوسفات.

شركة مناجم الفوسفات.

 المهندس عامر الحباشنه..

مع حادثة إنهيار خزان الفوسفريك اسيد اليوم سيكثر الحديث عن المجمع الصناعي وعن عناصر السلامة وعن الأسباب التي أدت لما حصل اليوم، وسيطول الحديث وتتشكل اللجان ويحضر الكبار من الإدارات الحكومية والمسؤولة في الشركة، ويمر أسبوع من الحديث والتقارير الطويلة وينتهي الأمر كأي حدث في هذا الوطن، فالاحداث في الأردن مثل الزكام إذا تركتة ستشفى خلال سبعة أيام وإذا داويته ستشفى خلال أسبوع.. هذا ما سيحدث وفي نهاية المطار سيتحمل المسؤولية أقل مستوى فني فقط ليتحمل المسؤولية.

في البداية وجب القول ان كل منشأة صناعية وأيا كان موقعها وطبيعية عملها، فهي معرضة لهكذا حوادث وهذا أمر طبيعي جدا في عالم الصناعة، والحمد لله أن لا أضرار بشرية فيما حدث في المجمع الصناعي، وأنه بعد كل حادثة يتم إتخاذ الإجراءات الوقائية وخطط الصيانة والتحديث لتفادي تكرار نفس الحوادث لنفس الأسباب، فهل ينطبق هذا على ما يحدث وحدث اليوم في المجمع الصناعي العقبة؟؟؟

الوقائع التي تحدثنا عنها سابقا ويلاحظها كثير من المتابعين لهذا المجمع الصناعي، المنشأة التي تم تأسيسها قبل ما يزيد عن أربعة عقود، يلاحظ أن هذه المنشأة الصناعية الهامة أصبحت تعاني من الإهمال المتعمد، نعم المتعمد، وقد يصل لحد الإهمال الممنهج من قبل الإدارات العليا، والشاهد على ذلك ليس بالصعب.. بل بالإجابة على تساؤلات طرحت سابقا ومنها،كم عدد الكادر الهندسي والفني النوعي الذي غادر المجمع الصناعي خلال العقدين الجاريين، ؟؟ وهل تم استبدالهما بكفاءات مماثلة ؟؟، ما هي إجراءات التحديث والتجديد التي تمت خلال نفس الفترة؟؟ هل هناك أسس علمية لعمليات التنقل والتبديل في الكادر الفني والإداري وهل تعتمد على مبدا الكفاءة أم... ، وغيرها من الأسئلة.

المجمع الصناعي يعاني من إهمال على الأرض، حتى أصبحت القناعة لدى الكثيرين بأن هذا المجمع أصبح كاللطيم الذي لا اب ولا أم وكل يدعي به وصلا وطموح الكثير من موظفية إنهاء الحد الأدنى من سنوات الخدمة للتقاعدوالخلاص.

المجمع الصناعي لم يعد يدار فنيا وهندسيا بقدر ما يدار على أسس لا يعلم أبعادها أحد وبات الأهم من المتابعة الفنية هو المتابعة الإدارية تحت شعارات مثل خفض النفقات..

الحادثة ستمر كما العادة، لكن الأهم هل ستفتح هذه الحادثة الملف الغائب والمغيب عن هذه المنشأة الصناعية الوطنية وما ألت إليه من حالة لا تتوافق مع متطلبات الصناعة.

في النهاية، الأمر لا يتعلق بنقد هذه الإدارة او تلك، والهدف هو التأشير على ملاحظات بعيدا عن اللحظة المرتبطة بهذا الحادث، ملاحظات تحتاج من الإدارة الحالية فنية وإدارية الوقوف عليها وإيجاد الحلول العاجلة والمتوسطة وطويلة الأمد، وليس لحظة عابرة تحت ضغط الإعلام تقدم بها قرابين فداء لا علاقة لها بصناعة القرار الصناعي.

هذا ما تتمناه والأمل معقود بكفاءات وطنية قادرة على إنجاز هكذا مهمة إذا ما أتيح لها المجال والقرار، فقد تخرج من هذا المجمع وما زال فيه بقية من كفاءات يفتخر بها وهي تقود مجمعات صناعية مشابهة خارج الوطن بكفاءة واقتدار، والله المستعان.

ولله الأمر من قبل ومن بعد.

العقبة