بماذا تتفوق السيارات الصينية على السيارات الأوروبية؟

دبي – عرب جي تي

فيما يتواصل الصراع الاقتصادي بين الصين من جهة والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا من حهة أخرى ، اكتشفت أوروبا أن أسلوب العملاق الصيني والذي يعتمد استراتيجية التحليل والتفكيك من الأعلى إلى الأسفل ، قد أثبت نجاحه في تحقيق هدف هام جداً تسعى إليه جميع شركات السيارات في الآونة الأخيرة ، ألا وهو بيع المزيد من السيارات الكهربائية .

وفي الحقيقة فإن الصين تبذل جهودا ضخمة في مجال تشجيع صناعة السيارات وفي الترويج لها أيضاً ، وذلك من خلال تقديم حوافز مالية لتشجيع الزبائن على شراء السيارات الكهربائية ، وفي المقابل فإن أوروبا متخلفة بمراحل فيما يتعلق بتشجيع الزبائن على شراء السيارات الكهربائية وفي مجال مساعدة صناعة السيارات لديها على التحول إلى عصر إنتاج السيارات الكهربائية .

صناعة السيارات الصينية الكهربائية

فوفقاً لتقرير نشرته صحيفة أخبار ديترويت ، يظهر أن الاتحاد الأوروبي يعد خطة بقيمة 113 مليار دولار لصنع سلسلة توريد لبطاريات أيون الليثيوم ، والتي قد تساعد أوروبا على أن تكون قادرة على منافسة صناعة السيارات الصينية الكهربائية .

ومن المتوقع أن تساهم سلسلة التوريد هذه بشكل كبير في تحديث قطاع صناعة السيارات الأوروبي والذي يعمل فيه ما يقارب 14 مليون شخص ، وستضمن أن يكون هذا القطاع على قدر المنافسة أمام الجهود الصينية، والتي لا تهدف فقط إلى صنع سيارات صينية كهربائية أفضل بل إلى تطوير قطاع صناعة السيارات الكهربائية بالكامل .

حيث تحتل الصين اليوم الصدارة في قطاع تحويل السيارات إلى النظام الكهربائي ، بل وفي صناعة السيارات بشكل عام ، وهو ما لا يروق للقادة الأوروبيين بالطبع

صناعة السيارات في الصين

فعلى سبيل المثال أكد الرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) هذا الموقف عدة مرات ، وقال في شهر فبراير الماضي أنه ” لا يمكن أن أكون سعيداً بهذا الوضع الذي أستورد فيه 100% من البطاريات لسياراتي الكهربائية من آسيا".

وعلى الرغم من موقعها المتخلف في سباق السيارات الكهربائية ، إلا أن خبراء يعتقدون أن أوروبا ما زالت قادرة على التعويض ، كما جاء في تصريح لـ (جيمس فريث ) أحد المحللين المختصين في وحدات تخزين الطاقة في مؤسسة (بلومبيرغ NEF) ، والذي قال فيه : قبل عام أو عامين كان الجميع يعتقد أن أوروبا قد فاتها الأوان ، ولكنهم اتخذوا قرارات حازمة والتزموا بها ، وأوروبا الآن في موقع قوي".

وبما أن البطاريات أصبحت سلعاً مرغوبة بشدة الآن ، فإن صانعي السيارات الذي يخططون لإنتاج موديلات كهربائية يسارعون منذ الآن لتأمين توريد البطاريات لسياراتهم القادمة وبدفعون الكثير من الأموال لتحقيق ذلك ، وهكذا فإن هذه المبادرة الأوروبية الممولة من قبل الحكومات تسعى لتأمين حصة من هذه الأموال لتصل إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مثل فرنسا وألمانيا وبولندا .

وفي الحقيقة عزيزي القارئ فنحن نتحدث عن مبالغ طائلة ، ففي تقرير نشرته وكالة رويترز مؤخراً أعلنت شركة فولكسفاجن أنها ستستري خلايا بطاريات بقيمة تزيد على 56 مليار دولار من خمسة موردين ، واحد منهم فقط يقع خارج قارة آسيا ( وهي شركة نورثفولت السويدية) .

ويشير التقرير إلى أن بطارايات السيارات الكهربائية ستصبح السلعة الأكثر رواجاً في هذ القرن ، ولا تتنافس عليها فقط الشركات والقطاعات الصناعية بل وحتى الأقاليم والدول ، ما يمنحها أهمية كبيرة في التوازنات الاقتصادية والسياسية على مستوى العالم.