بوادر حل الازمة السورية … !!!
زاوية سناء فارس شرعان
الأزمة السورية من اكبر الازمات التي شهدتها الأمة العربية في تاريخها الحديث بل ان هذه الأزمة تتبر اكبر كارثة شهدتها دولة عربية جراء ثورات الربيع العربي من حيث حجم القتلى الذين تساقطوا خلال ثورة الشب السوري لاسقاط النظام واقامة نظام آخر اكثر عدلا وديمقراطية وتعددية وتكريسا لحقوق الانسان … علاوة على تشريد اكثر من نصف الشعب السوري في مختلف بقاع الارض لاتبدالهم بالالاف بل بملايين الشيعة وتوطينم في سوريا بعد تشريد اهلها - هذه الأزمة التي جعلت من سوريا مسرحا للنزاعات والثارات والاحقاد يبدو انها سترى طريقا للعمل خلال الشهر المقبل وفق مبادرة تركية بمساعدةو روسيا ودول وروبية.
فقد تم الاتفاق على عقد قمتين تتعلقان بالازمة السورية في محاولة جادة لحل هذه الازمة ووضع نهاية لها واعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم بعد ان تأكد لكل من تركيا وروسيا ضرورة وضع حد لهذه الحرب التي يمكن ان تتحول من حرب اقليمية الى عالمية لا تبقي ولا تذر …
القمة الاولى ثلاثية تشارك فيها الاطراف الفاعلة في سوريا وهي تركيا وروسيا وايران التي تشكل حلفا ضد امريكا ودول اوروبا الغربية استأثر بالتدخل في الأزمة السورية واحتلت كل منها جزءا من الاراضي السورية لسبب او لآخر او الهدف او آخر … من المؤكد ان القمة الثلاثية التركية الروسية الايرانية التي ستعقد في تركيا برئاسة الرئيس التركي ستركز على الاوضاع في سوريا ومعاناة اهلها والخسائر الفادحة التي مني بها الشعب السوري على صعيد خسائره البشرية في الارواح والممتلكات بالاضافة الى الاسري والمصابين والجرحى والمشردين والنازحين في الداخل واللاجئين خارج البلاد …
من الواضح ان هناك جدية وتوجها من اطراف الصراع الثلاثة في سوريا وعلى الأقل من تركيا وروسيا لانهاء المشكلة السورية ووقف معاناة شعبها ووضع حد لمآساته الأمر الذي يعزز الامال بالتوصل الى حل لهذه المشكلة.
القمة الثانية التي تشهدها تركيا الشهر القادم رباعية بمشاركة تركيا وروسيا ودولتين من بينها المانيا وفرنسا وهما بالاضافة الى وضعها الاقتصادي والمالي ما يساعد في تمويل مشاريع اعادة اعمار سوريا لهما نفوذهما الدولي ومركزها السياسي على المستوى العالمي الامر الذي يعطي القمة الرباعية زخما كبيرا سياسيا واقتصاديا بالاضافة الى نفوذ الدول الاربع من مستوى العالم خاصة في ضوء تباعد مواقف الدول الاربع عن مواقف الولايات المتحدة الامريكية بعد الخلافات الروسية الامريكية بشأن حصار ايران والموقف من اوكرانيا وفنزويلا وكوريا والخلافات التركية الايرانية في ضوء ازمة صواريخ س ٤٠٠ الروسية وتنظيم غولن ودور امريكا في الانقلاب الفاشل في تركيا علاوة على الخلافات الايرانية الامريكية التي تكاد تبلغ مرحلة الحرب والتصعيد القائم بين الحانبين في ضوء تهديد ايران لأمن واستقرار ناقلات النفط الايراني والربي الى بحار وموانئ العالم..
التوتر في المنطقة والتصعيد بين ايرانن والادارة الامريكية والخلافات بين واشنطن وكل من انقرة وموسكو وطهران تدفع كافة هذه الاطراف الى العمل الجماعي لحل الازمة السورية بعد ن تأكد الجميع ان لا حل عسكريا لهذه الازمة ما يدعو للتفاؤل بامكانية التدخل الى حل سلمي للازمة السورية سواء من خلال القمة الثلاثية او القمة الرباعية اللتين ستعقدان في تركيا الشهر المقبل في ضوء دور تركيا الاقليمي والدولي في الازمة السورية.
وتعاني تركيا من وجود زهاء اربعة ملايين لاجئ سوري على اراضيها بالاضافة الى المشاكل الناجمة عن هجرة السوريين لدول الاتحاد الاوروبي والمشاكل المنبثقة عنها وتداعيات الحرب الاهلية في سوريا … !!!