طهران تفتح أبوابها أمام عمان
اعترفت بالوصاية الهاشمية واطلقت شعار القدس على مؤتمرها بطلب من الاردن
طهران تفتح أبوابها أمام عمان
اقتراح الطراونة يجعل الوصاية الهاشمية خطا احمر غير قابل للنقاش في مؤتمر مجالس اتحاد دول منظمة التعاون الاسلامي
عمان - الانباط - خالد فخيدة
يطير رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة الى العاصمة الايرانية طهران على رأس وفد نيابي للمشاركة في مؤتمر اتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي.
ومشاركة مجلس النواب الاردني في اعمال الدورة 13 لهذا المؤتمر تأتي تلبية لدعوة رسمية تسلمها المهندس الطراونة في مكتبه بعمان 20 الشهر الماضي من قبل السفير الايراني لدى البلاط الهاشمي محبتي فردوس.
ومع ان المشاركة في هذا المؤتمر البرلماني لم تأخذ اي ابعاد غير اعتيادية في العاصمة عمان من باب ان الاردن لم يقاطع اي فعالية تعمل على دعم استقرار وامن المنطقة، الا انها غير ذلك في طهران.
والحرص الايراني على حضور الاردن لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الاعضاء في المنظمة كان واضحا في قبول اقتراح مجلس نوابه بان يكون شعار هذه الفعالية القدس.
وفسر المهندس الطراونة طلب النواب الاردني بجعل القدس عنوانا للمؤتمر حتى يكون هناك زخم للقضية الفلسطينية وتبقى حاضرة على مستوى المنطقة والعالم.
وبلغ الانباط ان الاقتراح الاردني كان خطوة استباقية لقطع الطريق على اي دولة تحاول تجييش دول الاتحاد لرفض الوصاية الهاشمية على مدينة القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية في سبيل محاصرة الموقف الاردني الرافض لقرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب باعتبارها عاصمة لاسرائيل.
اما الخطوة الثانية والابرز في المخاطبات التي تمت بين مجلس النواب الاردني والامانة العامة للاتحاد والدولة المستضيفة بان الطراونة جعل باقتراحه الوصاية الهاشمية على القدس خطا احمرا وغير قابل للمساس او الخدش خلال اعمال المؤتمر.
الادراك الايراني بان استضافة الدورة 13 للمؤتمر الاسلامي لن تكون لها اي نكهة اذا غاب الاردن كان واضحا في دعوته التي تسلمها رئيس مجلس النواب.
وقناعة طهران بذلك ممتدة من الامتياز الديني والسياسي العالمي الذي حصل عليه جلالة الملك عبدالله الثاني كوصي وشعبه في الدفاع عن القدس وهويتها الاسلامية والعربية كعاصمة ابدية للدولة الفلسطينية المنتظرة.
وايران التي خسرت كثيرا من شعبيتها في المنطقة العربية والاسلامية بسبب مواقفها في اليمن والعراق وسوريا وجدت في الاعتراف بالوصاية الهاشمية على القدس نافذة لترميم صورتها المتهالكة جراء مواقفها السياسية والعسكرية ضد السنة العرب.
وحرص طهران على فتح صفحة جديدة مع الاردن والانفتاح عليه دون ادنى شروط اتضح ايضا في تصريحات السفير الايراني في مكتب رئيس مجلس النواب المهندس الطراونة عندما سلمه دعوة المشاركة في المؤتمر.
فقد اكد السفير فردوس دعم ايران للوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وموقف الاردن الرافض للقرار الامريكي . ووصف فردوس باسم ايران الموقف الاردني بانه "مشرف و متميز و هام جدا".
وما كانت تخشاه ايران ان يتأثر الاردن بمواقف دول معروف بعلاقاته التاريخية والمتميزة معها على مر العقود الماضية والاعتذار عن المشاركة او ارسال موفد كرفع عتب.
ولما عرفت ان كلمة سر الاردن في هذه المرحلة " الاعتراف بالوصاية الهاشمية على القدس " فقد تقدمت خطوات باتجاه عمان لتضمن خطوة منها اتجاه طهران بالموافقة على مشاركة مجلس نوابها بمؤتمر اتحاد مجالس دول منظمة التعاون الاسلامي.
وتطمع طهران في المقبل من ايام اكثر من الديبلوماسية الاردنية. ورسالتها ان الاعتراف بالوصاية الهاشمية ودعمها موقف الاردن في معركة القدس كفيل بان يشطب كل التصريحات التي صدرت منها خاصة قائد فيلق القدس التابع لحرسها الثوري اللواء قاسم سليماني.
وتراهن ايضا على ان تحالفات الاردن الجديدة التي فرضتها قضية القدس والقرار الامريكي ومصالحها الداخلية التي يتصدرها قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، قد تفتح لها طريقا خاصة الى عمان ولو كان اقتصاديا.
وسياسيا، تعتبر طهران موافقة الاردن على المشاركة في مؤتمر التعاون الاسلامي نقطة تحول ورسالة تحمل في مضامينها ان كل شيء ممكن اذا كانت العلاقة تقوم على الاحترام المتبادل دون تدخل اي طرف في شؤون الاخر.
وسبق لايران ان قدمت عروضا اقتصادية واستثمارية مغرية الى الاردن ولكنها لم تر النور لاسباب متعددة اهمها اشتراطاتها التي كانت تنم عن " تقية سياسية " غير مريحة على صعيد الامن الاردني الداخلي.
والرفض الاردني لكل المغريات الايرانية كان سببه سياسة طهران في تغذية العنف الطائفي الذي شهده العراق وسوريا وحمل الاردن اغلى تبعياته باستقباله الملايين ممن لجأوا اليه بحثا عن الامن والامان.
اما اليوم، فالواضح من الموقف الايراني بان التحول في طريقة التقارب باتت مختلفة. والطريقة انها بدأت باحترام الاردن ودوره الاقليمي والعالمي في الدفاع عن قضايا الامة باعترافها بالوصاية الهاشمية على القدس ودعمها وليست بفوقية كما كان سابقا والذي كان يتجسد بوضوح من خلال مواقف المحسوبين عليها عبر القنوات ووسائل الاعلام التي تمولها في المنطقة والعالم.
اما الاكثر وضوحا في اندفاع طهران نحو عمان، رهانها على ان هناك خلافا اردنيا سعوديا جوهريا فيما يخص القدس وان مصالح الاردن العليا الامنية والسياسية والاقتصادية قد تجعلها الاقرب الى الاردن في المستقبل القريب.
وايران تعتقد انها تمتلك اوراقا مغرية لتحقيق علاقة متطورة مع الاردن، اهمها انبوب النفط من البصرة الى العقبة وفتح السوق العراقي امام بضائعه.//