تغييرات في الديوان وتعديل على الحكومة
«ديسك» رئيس الديوان يفتح الباب
تغييرات في الديوان وتعديل على الحكومة
اسواق تجارية بديلا لخيارات سياسية
الملقي يتحرك في محور العلاقات الاقتصادية والطراونة الى طهران
تسييس الحكومة لمواجهة تداعيات ازمة القدس
الأنباط: قصي أدهم
ثمة يقين في الشارع السياسي الأردني ان موجة تغييرات قادمة في مواقع صناعة القرار تبدأ من لحظة صدور الارادة الملكية السامية بالموافقة على قانون الموازنة العامة للدولة، وأولى اشارات التغيير من المقعد الأول في رئاسة الديوان لأسباب صحية كما تقول الروايات، وحول ذلك قال وزير الداخلية الأسبق حسين المجالي احد ابرز المرشحين لتولي المنصب خلفا للطراونة «هاتفت الصديق فايز الطراونة وعاتبته لماذا يستعمل مكتبي الى هذ اليوم»، دلالة على الأشاعة المتصلة برحيل الدكتور الطراونة احد ابرز قلاع اليمين المحافظ في الدولة الاردنية وأحد اثنين من المؤمنين يقينا بالنهج المحافظ في الحياة السياسية مع رئيس الوزراء الأسبق زيد الرفاعي.
ربما وجدت وحدة النميمة السياسية ما يسند رؤيتها في مغادرة الدكتور الطراونة موقعه بسبب الظرف الصحي الذي يتطلب بقاء الرجل خارج البلاد لمدة تزيد من ثلاثة اشهر لاجراء عملية جراحية في الظهر، لكنها اي وحدة النميمة المجوقلة نثرت عن تغييرات واسعة في طبقة الحكم بمجملها، فالحديث عن تعديل وزاري يتسارع مقابل تراجع وتيرة الحديث عن تغيير حكومي، لكن ذلك شأن ملكي خالص يقول احد المصادر للانباط موحيا بأن المرحلة سياسية بامتياز مما يعني ان موجبات التغيير قائمة رغم ان الملف السياسي بتعبيره الديبلوماسي بيد الملك ويقوم وزير الخارجية بتنفيذه بمهارة حتى اللحظة، لكن السياسة ليست كلها ديبلوماسية وبالتالي ثمة ايقاع سياسي مفقود في الاداء الحكومي، بدأ يستلل منه رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة الذي سيغادر الخميس على رأس وفد برلماني الى طهران كان من المفترض ان يرأسه نائبه الأول خميس عطية، لكن الاستدارة السياسية الاردنية بعد ازمة القدس فرضت رفع مستوى التمثيل الى مستوى الرئاسة.
الأحاديث عن حكومة سياسية يضيق ويتسع تبعا لرغبة كتيبة النميمة السياسية المضادة التي ترى ان المطلوب اليوم هو توسيع دائرة العلاقات الاقتصادية طالما ان الملك ممسك بمهارة بالملف السياسي، وهذا يمنح الحكومة الحالية فرصة البقاء، بحكم تنوع خبرات رئيسها الدكتور هاني الملقي احد ابرز وزراء الصناعة والتجارة في الاردن ووزير المياه والطاقة ورئيس سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة وكلها مواقع تمنحه ميزة اضافية كي يبقى على رأس الحكومة ويقوم بتنفيذ اجندة التوسع الاقتصادي بعد الاستثمار السياسي لخطوات الملك وزيارات رئيس مجلس النواب التي ستصل الى دمشق وبيروت ربما في نفس الجولة التي سيقوم فيها بزيارة طهران.
حد التغيير يتواصل في الحديث الى حدود الطبقة الثانية في الديوان الملكي، فالمكتب الخاص قابل للتغيير حسب نفس الكتيبة وكذلك الدائرة الاعلامية التي تلقت انتقادات قاسية بسبب بيان صحفي يرد على مواقع اعلامية من الدرجة العاشرة.
ما يفتح شهية سرايا التصريحات التي توحدهم كتيبة النميمة رغم تباين وجهات نظرهم، هو عدم حسم الدول التي زارها الملك في جولته الأخيرة، فالعادة جرت ان التغييرات الشاملة تكون بعد جولة ملكية تبدأ بواشنطن وتنتهي في لندن، لكن رجال السرايا ما زالوا غير متيقنين من شمول جولة الملك الأخيرة عاصمة الضباب وهذا ما يجعلهم متقاربين في التحليل.