«بطرق مشابهة لإدمان المواد الأفيونية» العلم يشرح لك إدمان الهواتف الذكية، ويؤكد: قد تُسبب التوتر والقلق لدى الأطفال
أضحى العالم رقميّاً بصورة متزايدة بعدما أصبحت الهواتف الذكية جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، وقد يتغافل المرء عن الجانب الآخر للموضوع، ألا وهو تأثيراتها الضارة للأطفال.
للوهلة الأولى، قد تبدوالهواتف الذكيةأداة مساعدة للأطفال عندما يتعلق الأمر بأداء الواجبات المدرسية أو ممارسة الأنشطة بعد المدرسة، ولكن على العكس، فإنها قد تمثِّل مصدراًللتوتروالقلقبالنسبة إليهم، وفقاً لما نشره موقعGadgetsnowالهندي.
الأمر جيد في البداية فقط!
إن الهواتف ذات تطبيقات التواصل الاجتماعي المتنوعة وغيرها من التطبيقات ذات الإشعارات المستمرة لا تشتت الأطفال فحسب، ولكنها تسبب لهم التوتر في أثناء محاولتهم لمواكبة قرنائهم.
لمعرفة مزيدٍ عن تأثير الهواتف الذكية في الأطفال، أجرى فيليب كورتوم، وهو أستاذ مساعد متخصص في علم النفس بجامعة رايس،بحثاً في عام 2015بعنوان:
«يمكنك أن تقود حصاناً إلى الماء ولكن لا يمكنك أن تجعله يتعلم: استخدام الهاتف الذكي في التعليم العالي» في عام 2015.
يقول كورتوم:
«إن التكنولوجيا الذكية آخذة في اختراق الأسواق العالمية وأصبحت موجودة بقوة في معظم الكُليَّات. ونحن مهتمون بمعرفة كيف يُقيِّم الطلاب الذين ليس لديهم خبرة مسبقة في استخدام الهواتف الذهية تأثيرها في تعلُّمهم».
وقد كشفت الدراسة أنه في حين اعتقد المستخدمون في البداية أنه من شأن الأجهزة المحمولة أن تُحسِّن من قدرتهم على أداء واجباتهم المنزلية واختباراتهم والحصول على درجات أفضل، فإنهم أبلغوا عن عكس هذا قبيل انتهاء الدراسة.
تكوين روابط عصبية
هذا، وأشارت دراسة أخرى تعود إلى العام الماضي بعنوان «الإدمان الرقمي: زيادة الشعور بالوحدة والقلق والاكتئاب» إلى أن استخدام الهواتف الذكية قد يكون مشابهاً لاستخدام الأنواع الأخرى من المواد. فيقول إريك بيبر، وهو أستاذ جامعي متخصص في التعليم الصحي بجامعة ولاية سان فرانسيسكو:
«إن الإدمان السلوكي للهواتف الذكية يبدأ في تكوين روابط عصبية في الدماغ بطرق مشابهة لإدمان المواد الأفيونية لدى الأشخاص الذين يتناولون الأوكسيكونتين لتسكين الألم… تدريجيّاً».
وعلاوة على هذا، فقد يكون للإدمان على تكنولوجيا التواصل الاجتماعي تأثير سلبي في العلاقات الاجتماعية على أرض الواقع.
ففي استبيان أُجري على 135 طالباً بجامعة ولاية سان فرانسيسكو، وجد الباحثون أن الطلاب الذين استخدموا هواتفهم بشكل أكبر، كانوا هم من أبلغوا عن أعلى مستويات من الشعور بالانعزال، والوحدة، والاكتئاب، والقلق.
وهم يؤمنون أن الوحدة ترجع جزئيّاً إلى استبدال طرق التواصل التي لا تنطوي على لغة الجسد وغيرها من الإشارات التي يمكن تفسيرها بالتواصل وجهاً لوجه.
كما وجدوا أيضاً أن الطلاب أنفسهم يقومون بأداء أكثر من مهمة في وقت واحد في أثناء المذاكرة، فهم يشاهدون الإعلام، أو يأكلون، أو يحضرون الدروس في الوقت نفسه.
إتمام المهام بشكل غير مكتمل
يقول بيبر إن هذا النشاط المستمر لا يسمح إلا بوقت قليل لراحة الجسم والدماغ من أجل الاسترخاء واستعادة الطاقة.
وهو أيضاً يؤدي إلى إتمام المهام بشكل غير مكتمل، ما يعني أن الأشخاص يؤدون مهمتين أو أكثر في الوقت نفسه ولكن بنصف الجودة التي قد يحققونها إذا ركزوا على مهمة واحدة.
ليس هذا فحسب، فتشير دراسة نُشرت في دورية Preventive Medicine Reports في عام 2018 إلى أن قضاء وقت طويل في ممارسة الألعاب الإلكترونية، واستخدام الهواتف الذكية، ومشاهدة التلفاز يرتبط بمستويات مرتفعة من القلق والاكتئاب المُشخصيْن لدى الأطفال منذ عمر السنتين.
وحتى بعد قضاء ساعة واحدة أمام شاشة في اليوم، قد يبدأ الأطفال والمراهقون في خسارة فضولهم، وتحكمهم بأنفسهم، واستقرارهم العاطفي، وقدرتهم على إنجاز المهام، هذا بحسب الباحثيْن جاين توينج ودبليو كيث كامبل.
وفي ضوء النتائج السابقة، يصبح من المهم بالنسبة للوالدين التحكم في استخدام أطفالهما للهواتف الذكية، وأن يفكرا مرتين قبل شرائها لهم.