المرأة الأردنية تتحمل تبعات سياسات الحكومة الاقتصادية

النساء أكثر فقرا وجوعا في المجتمع

   – عمان – زمن العقيلي

تترافق حالات الفقر المدقع بملامحه المؤلمة إنسانيا بعائلات تكون المرأة هي المعيل الوحيد لها ، فعندما يغزو العوَز حياة أسرة ليس لها مدخول سوى عمل المرأة وخاصة إن كانت لا تملك مؤهلا علميا أو خبرة عملية كافية فإنها لا شك سوف تساق نحو وضع اقتصادي مزر .

وعدد الحالات والقصص التي يمتلئ بها مجتمعنا ، والتي تمثل بها المرأة دور البطولة في المكابدة والمكافحة في سبيل توفير ما يمكنه سد الرمق تجعل من ظاهرة تأنيث الفقر واقع حال ملموسا، سواءً على المستوى المحلي او العالمي .

وهذا ما أكدته تقارير عالمية وجدت ان النساء يشكلن ما نسبته ثلثي فقراء العالم ، وازدادت نسبتهن لتصل الى ما يقارب 65% في بعض الدول العربية، وان تفاوتت الاسباب الا انها جاءت بنتيجة واحدة وهي ان النساء هن الاكثر فقرا.

ومع انتشار ظاهرة البطالة فأن للنساء الحصة الاكبر منها وخاصة مع عدم تكافؤ فرص التعليم والعمل ، حتى بات من الواضح ان هنالك ملايين النساء يعانين من الفقر بسبب التمييز وعدم المساواة، والعنف الاسري ، وعدم حصولهن على احتياجاتهن الأساسية من صحة جيدة، وولادة آمنة، وتعليم وتوظيف.

كما اكد تقرير للأمم المتحدة ان النساء هن الاكثر فقرا وجوعا وتعرضا للتفرقة من الرجال، حيث وجدت ان المرأة اسوأ حالا من الرجال في جميع الفئات تقريبا . وان نسبة النساء الائي يعشن في اسر فقيرة تبلغ 12.8% مقابل 12.3% بالنسبة للرجال، مما يعني ان عدد النساء الاتي يكافحن الفقر يزيد على عدد الرجال بحوالي 5 مليون . وخاصة انه من الصعب على النساء الهروب من الفقر، بحسب ما جاء في التقرير لأن فرص النساء في الحصول على عمل وفرص اقتصادية اقل كما انه في اماكن عديدة تمنع المرأة من ان ترث ثروة. كما انه في حال حصول المرأة على عمل فأنها غالبا ما تتقاضى اجرا اقل من الرجال.

اما على المستوى المحلي الاردني بالتأكيدان النساء هن الاقل حظا بتوفر فرص العمل والاكثر معاناة اقتصادية في حال تولي مسؤولية الانفاق وخاصة في المحافظات والمناطق الريفية حيث تعاني فيها المراة اكثر من نظيرتها بالمدن ، واعتبرت حينها مشاكل التصحر وانحسار الاراضي الزراعية هي الاخرى من الاسباب التي ساهمت في زيادة مستوى الفقر .

وهنا يرى الاقتصادي حسام عايش بأن ظاهرة تأنيث الفقر سواء عالميا او محليا هي ظاهرة موجودة وخاصة ان المرأة اقل مشاركة اقتصادية وغالبا ما يتم تنميط عملها في قطاعات ومهن محدودة كذلك تكون هي اول ما يتم التضحية بهاذا كانت عاملة .

ويؤكد عايش ايضا على ان هنالك عادات وتقاليد اجتماعية ساهمت هي الاخرى في تقليص فرص عمل المرأة ، وبالتالي بالتأكيد هي الاكثر معاناة اقتصادية والاكثر تأثرا بالنتائج الاجتماعية والاقتصادية وخاصة مع ازدياد الاوضاع سوءا .

كذلك النموذج الذي يقدمة الوضع الاقتصادي المحلي والذي يخدم فئة دون اخرى وهو نموذج ريعي بحت يجعل ظروف العمل وان توفرت للمرأة فهي اكثر سوءا .

كما يشير الخبير الاقتصادي حسام عايش بقوله: ان هنالك 14% من الاسر الاردنية تعيلها النساء وبالتالي هذا يبين حجم المعاناة

التي تقع على عاتق هؤلاء النسوة .

كما ان تدني مستوى المعيشة يخلق مشاكل عديدة تبدأ بتدني نوعية الحياة التي تعيشها تلك الاسر وعمالة الاطفال التي غالبا ما تكون نتيجة لتلك الظروف بالاضافة الى العديد من المشاكل الاخرى.

ومن جانب اخر يؤكد عايش على ان السياسات الاقتصادية التي يدعو لها صندوق النقد الدولي . تؤثر بنتائجها النهائية مباشرة على الطبقة المتوسطة وعلى الفئة المحدودة الدخل ، كما ان السياسات الحكومية الاردنية تفرض الضرائب التنازلية المباشرة مثل ضريبة المبيعات التي لا تساوي بين محدودي الدخل وبين الاخرين الاكثر دخلا ، تترك اثرها على الاقل دخلا وبالتالي من يدفع الثمن هم الفقراء ، وخاصة مع ارتفاع قيمة المواد الاساسية مثل الطعام والشراب حيث ازداد الانفاق على المتطلبات الحياتية بفرض عليها ضريبة تجعل من الفقراء هم من يدفع الثمن الاكبر من الضريبة وبالتالي المرأة في مجتمعاتنا تتحمل مسؤلية مباشرة من نتائج السياسات الاقتصادية الحكومية . وتزيد الاعباء عبر محاولة المرأة التكيف مع نتائجه وتقديم التنازلات على حساب رفاهيتها ومتطلباتها الاجتماعية لتوفير ما يمكن انفاقة وبالتالي هي تزداد فقرا حتى على مستوى الاسرة .