"الوزراء العرب" يبحث إيجاد بديل لأمريكا في عملية السلام

 

الاتفاق على الحد من اعتراف دول بالقرار الأمريكي

 

"الوزراء العرب" يبحث إيجاد بديل لأمريكا في عملية السلام

التأكيد على رفض القرار الامريكي حيال القدس

العمل على حشد عالمي للإعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس


 

عمان – الأنباط – طارق أبوعبيد

أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، أن الموقف العربي واضح في رفض القرار الامريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل.

وقال ان الدول العربية ستعمل على الحد من اعتراف اَي دول اخرى بالقدس عاصمة لإسرائيل، مشيرا الى انه لا أمن ولا استقرار بدون قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران لعام 1967، مؤكدا ان الحل الوحيد هو حل الدولتين.

جاء ذلك في مؤتمر عقده مع الأمين العام للجامعة العربية  أحمد أبو الغيط بوزارة الخارجية أمس السبت بعد اختتام اجتماعات الوفد الوزاري العربي المصغر المكلف بمتابعة الآثار السلبية لقرار الإدارة الأميركية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الاميركية إليها، وبيان مدى خطورة القرار في ضوء المكانة التاريخية والدينية للقدس.

وكانت الاجتماعات قد ناقشت، افضل السبل لمواجهة تداعيات القرار الاميركي الذي يخالف قرارات الشرعية الدولية، وضرورة تكثيف الجهود لحل سياسي ينهي الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

 

وقال وزير الخارجية وشؤون المغتربين ايمن الصفدي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع امين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط، ان القرار رقم 8221 جاء تنفيذا لاجتماع المجلس الوزاري الذي عقد في القاهرة اخيرا.

 

واضاف: ان جلالة الملك اكد خلال استقباله اعضاء الوفد، مركزية القدس كقضية اساسية بالنسبة لنا عربا؛ مسلمين ومسيحين، وهي مفتاح السلام في المنطقة، ولا أمن ولا استقرار ولا أمان في المنطقة دون حل يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

 

وقال الصفدي ان الاجتماع هو اجتماع تنسيقي تشاوري، وان اللجنة هي فريق عمل جاءت لتنظر في كيفية تنفيذ التكليف من وزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية، وتشكيل وفد ليعمل مع المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية للحد من التبعات السلبية للقرار الاميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ومواجهة آثاره، وتبيان خطورته في ضوء المكانة الوطنية والتاريخية والدينية للقدس عند المسلمين والمسيحيين على امتداد العالمين العربي والاسلامي.

 

وبين ان اللجنة ستعمل مع المجتمع الدولي لاطلاق جهد فاعل ومنهجية للضغط على اسرائيل للالتزام بقرارات الشرعية الدولية، ووقف كل الخطوات الاحادية التي تستهدف فرض حقائق جديدة على الارض وخصوصا بناء المستوطنات ومصادرة الاراضي ومحاولات تفريغ القدس من سكانها العرب المسلمين والمسيحيين والعمل مع المجتمع الدولي لايجاد حل للصراع العربي الاسرائيلي.

 

واكد الصفدي ان موقفنا كجامعة للدول العربية ودول عربية من هذا القرار واضح، بانه يشكل خرقا للقوانين والشرعية الدولية، ولا اثر قانونيا له وان الدول العربية ستعمل في هذا الاطار، وهذا موقف واضح وجامع للدول العربية بان القدس قضية لا تتقدم عليها اي قضية اخرى في العالمين العربي والاسلامي والمسيحي ايضا ومن هنا جاء اجتماع اليوم وجئنا لندرس كيفية تنفيذ التكليف.

 

وقال" انه تم خلال الاجتماع التأكيد على الاستمرار بالانخراط مع المجتمع الدولي لرفض القرار وتبيان خطورته والتأكيد على عدم قانونيته وعدم وجود اي اثر قانوني له، مبينا انه ونحن منذ اتخاذ القرار الاميركي واجتماع جامعة الدول العربية انخرطنا جميعا منفردين ومجتمعين في اتصالات مع المجتمع الدولي للحد من التداعيات السلبية له.

 

وبين ان الاجتماع شكل فرصة لنا لنقيم نتائج الاتصالات التي قام بها الوزراء في اللجنة والخروج باستنتاجات حول ذلك والاستمرار في الانخراط مع المجتمع الدولي عبر آليات متعددة سواء لقاءات جماعية او فردية وبما يحقق رسالتنا الواضحة في الابقاء على العمل والاتصال مع المجتمع الدولي وابراز مطالبنا المحددة واولها الحصول على قرار سياسي دولي عالمي، وهو الاعتراف بالدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية.

 

واكد ان اللجنة وبتكليف من جامعة الدولة العربية ستتصدى لهذا الجهد.

 

واضاف" اننا ستستمر باتخاذ الاجراءات القانونية والسياسية للحد من تبعات القرار وتبيان خطورته ومواجهة جميع الاجراءات الإسرائيلية غير القانونية على الارض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.

 

واشار الى ان قرار الكنيست الاسرائيلي بتغيير القانون الاساس جعل التفاوض على القدس مشروط بثلثي اعضاء الكنسيت وهو قرار مرفوض لأننا لا نعترف باي قرار اسرائيلي حول القدس لأنها ارض محتلة وفق القانون الدولي، مشيرا كذلك الى قرار الحزب الحاكم في اسرائيل لفرض السيادة الاسرائيلية على الضفة الغربية والمستوطنات، وهذا ما نرفضه ونؤكد انه يمثل خرقا لكل القوانين والاتفاقيات الدولية.


 

وقال وزير الخارجية وشؤون المغتربين ايمن الصفدي: اننا سنعمل ايضا على استمرار الاتصال مع المجتمع الدولي تجاه اطلاق جهد دولي جاد وسريع يفضي الى انهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكد اننا سنعمل معا للحد من اقدام اي دولة اخرى على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها.

كما ستعمل اللجنة، بحسب الصفدي، على مواصلة دعم الحق المشروع لدولة فلسطين في ترسيخ مكانتها على الخارطة الدولية بما في ذلك الانضمام الى المنظمات والمؤسسات والمواثيق الدولية، والاستمرار في الموقف العربي المعلن والواضح في دعم القيادة الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني والوقوف الى جانبها في سعيها لتحقيق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق.

وبين انه سيكون هناك استمرار في دعم الجهود الفلسطينية القائمة على التحرك في اطار المنظمات الدولية للتأكيد على بطلان القرار ومواجهة تبعاته والحد من سلبياته.

وجدد الصفدي التأكيد انه لا أمن، ولا استقرار، ولا أمان في منطقة الشرق الاوسط من دون الحل القائم على اساس الدولتين لإنهاء الصراع العربي الاسرائيلي، وهو موقف ثابت.

وقال: ان المجموعة العربية تؤكد موقفها الثابت في التمسك بالسلام كخيار استراتيجي لجميع الدول العربية، ونريد السلام عادلا وشاملا ومقبولا من قبل الشعوب ويلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني واساسها حقه في الحرية والدولة المستقلة على ترابه الوطني.

وبين ان اجتماع اللجنة العربية اكد كل الثوابت العربية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وفيما يتعلق بالقدس، مبينا ان هذه المجموعة ستبقى على تواصلها مع المجتمع الدولي وفيما بينها بما يضمن الابقاء على التحرك والزخم السياسي القوي الذي يؤكد للعالم اجمع اننا كعرب نرفض اي خطوة تحاول فرض حقائق جديدة على الارض في القدس المحتلة وتستهدف تغيير الوضع القانوني في القدس.

وقال انه تم خلال الاجتماع التوافق على الاجتماع في اطار اوسع بالمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية في نهاية الشهر الحالي لتقديم التوصيات للاجتماع الوزاري واطلاع الوزراء العرب على ما تم وما سيتم من جهود للوصول لتحقيق اهدافنا في التأكيد على بطلان القرار الاميركي وانه لا اثر قانوني له، ومحاولة الحصول على اعتراف عالمي بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، والضغط باتجاه تحرك دولي فاعل يأخذنا من حالة الجمود في الجهود السلمية الى طريق ثابت وراسخ نحو الحل الشامل والعادل للصراع، وهو حل الدولتين وفقا للقرارات الدولية.

وفي رده على اسئلة الصحافيين، اكد الصفدي ان القرار العربي واضح وهو الاستمرار في التحرك لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق، والحشد باتجاه التحرك السلمي لإسناده على جميع المستويات.

 

وبين ان عقد قمة عربية استثنائية في الاردن متروك للمجلس الوزاري العربي في اجتماعه المقبل في ظل تقييم الخطوات المتخذة.

 

وقال اننا نعمل في اطار تصاعدي يضمن ان تحقق كل خطوة الغاية المقصودة منها.

 

وبين اننا في عملية سياسية طويلة المدى وحراك سياسي متصاعد، واننا متفقون على الابقاء على موقف عربي ثابت وواضح ومنسجم في كل الخطوات المطلوبة.

 

وأشار الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط الى الجهود العربية التي تبعت القرار الامريكي، في مجلس الامن الدولي وعلى مستوى الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

 

ولفت الى المواقف الدولية المؤيدة للموقف العربي رغم وجود بعض الثغرات التي استغلها الجانب الاخر.

 

وبين ان المرحلة المقبلة من العمل العربي ستركز على التعامل مع هذه الثغرات.

 

وحول البحث عن راعٍ بديل لعملية السلام قال ابو الغيط ان القرار الاخير للمجلس الوزاري العربي أكد ان الولايات المتحدة باعترافها بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، وضعت نفسها خارج اطار التسوية.

 

وأشار الى الموقف الفلسطيني الموازي للقرار الوزاري العربي، وعن خيارات السلام المطروحة، جدد أمين عام جامعة الدول العربية، التأكيد انه ليس هناك خيارات سوى التمسك بالاطار الاستراتيجي لعملية السلام، وفي هذا السياق تبحث الدور الاستراتيجي للولايات المتحدة ووفق رؤية الاطراف الدولية الاخرى المنخرطة في العملية السلمية، منها: الامم المتحدة واللجنة الرباعية والاتحاد الاوروبي وكذلك الدور الروسي والصيني والفرنسي وغيرهم.

وضم الوفد الوزاري العربي الذي شكل بقرار عن مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية الشهر الماضي، والذي دعت اليه كل من المملكة الاردنية الهاشمية ودولة فلسطين، وزراء خارجية كل من الاردن ومصر وفلسطين والسعودية والمغرب والامارات، اضافة الى الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط.