- عمر الزعبي

لم يتوقع احد ، ان منتخبنا الوطني سيظهر بهذا الشكل امام سلوفاكيا، بعد ان مني بهزيمة كبيرة ٥-١، في اللقاء الودي الذي احتضنته العاصمة براتيسلافا، ليلة الجمعة، وتأتي هذه المباراة في انطلاقة تحضيرات النشامى لتصفيات كاس العالم بقطر 2022 , والتي ستسحب قرعتها منتصف الشهر المقبل .

بداية المباراة كانت مبشرة بالخير للنشامى، عندما ظهر المنتخبان باداء متسوط، استطاع منتخبنا ان يكون صاحب هدف السبق، بعد ان سجل محترفنا في ابويل القبرصي موسى التعمري، هدفاً قبل نهاية الشوط الاول ، لينتهي لصالح منتخبنا، وسط ارتياح من لاعبينا والجهاز الفني والجماهير.

في الشوط الثاني، كان سيناريو المباراة مختلف تماماً، عندما رد المنتخب السلوفاكي على هدف التعمري، بخمسة اهداف، وسط استغراب كبير من المتابعين، على الهفوات والاخطاء التي ارتكبها لاعبو منتخبنا، مما جعلهم يفرطون بالمباراة، ويعودوا الى الاردن، محملين بنتيجة كبيرة، لا تليق بسمعة منتخب، كان من افضل المنتخبات في بطولة اسيا الاخيرة، واستطاع ان يظهر شراسة هجومية وصلابة دفاعية.

كل من شاهد المباراة، يدرك ان هناك اخطاء فادحة ارتكبت من خط الدفاع، كان لها الاثر الاساسي بإن تهتز شباك عامر شفيع خمس مرات في غضون ٣٠ دقيقة، ولا شك، ان سوء التركيز الذي اصاب قلبي الدفاع طارق خطاب وبراء مرعي، كان سبب حقيقي في تلقي هذه الاهداف.

من حق المدرب، ان يفتح المجال امام اكبر عدد من اللاعبين، لكنه في نفس الوقت، من حق الشارع الرياضي الاردني ان يشاهد الافضل في تشكيلة المنتخب، ولا يشترط الاستقرار على تشكيلة معينه، في حال كانت هناك اسماء اكثر عطاءً داخل الملعب، فيتال دخل اللقاء تقريباً بنفس التشكيلة الاسيوية، لكنه ادرك تماماً بإن هناك اخطاء فادحة، واخرى خذلته، ولو عادت الصافرة للبداية، لما دخل بهذه الاسماء.

منتخبنا يعاني بشكل واضح في الخطوط الدفاعية، ويعاني ايضاً من افتقاد المنشط الحقيقي في خط الوسط، ويعاني من وجود هداف حقيقي، ونحن نعلم ان هداف الدوري الاردني وهداف الدوري العماني، كانا يجلسان على الدكة، وسط حالة تعجب من الجماهير، في وقت قال فيه فيتال، من يستحق اللعب مع المنتخب، سيكون متواجد معنا فقط.

اليوم منتخبنا خسر بالخمسة، وعادت الثقة لتهتز من جديد، على اتحاد الكرة ان يجالس فيتال على الطاولة، ويتعرف منه على اسباب الخسارة وطرق العلاج، والتطرق الى موضوع احتفاظه ببعض الاسماء في التشكيلة، رغم وجود اسماء افضل، على فيتال ان يكفر عن اخطاءه في مباراة اندونيسيا المقبلة، وان يقدم لنا مباراة مميزة وتحقيق الفوز بنتيجة واداء، وتغيير عدد من الاسماء التي يوجد افضل منها على الدكة.

ودية سلوفاكيا ليست فضيحة كروية، الاغلب منا يعلم الفوارق الفنية بين لاعبي المنتخبين، إنما درساً لنا ، لنتعلم من الاخطاء، ونصصحها، قبل فوات الاوان، والدخول في اجواء تصفيات كأس العالم.