فلسطين لن تشارك في مؤتمر البحرين … !!!

زاوية سناء فارس شرعان

 

 

 سارعت السلطة الفلسطينية باعلانها عن رفض مشاركتها في المؤتمر المزمع عقده في البحرين في الخامس والعشرين من الشهر المقبل الذي تعقده الولايات المتحدة لترتيب الاوضاع الاقتصادية في الضفة الغربية وقطاع غزة الأمر الذي يشكل الجانب الاقتصادي في مشروع السلام الذي اقترحه الرئيس الامريكي دونالد ترامب والمعروف عربيا باسم «صفقة العصر».

السلطة الفلسطينية اوضحت عدم مشاركتها في هذا المؤتمر بانها تعزى لعدم استشارتها في هذا النشاط الذي يعبتر جزءا لا يتجزأ مما يسمى بالمشروع الامريكي للسلام الذي اعدته الادارة الامريكية بالتنسيق مع دول اخرى في المنطقة بعيدا عن منظمة التحرير الفلسطينية ودون مشاركتها او اطلاعها على البنود الرئيسية في هذا المشروع علاوة على اشراك الجانب الاسرايلي مع بعض الاطراف العربية في هذا المشروع بدون الفلسطينيين.

رئيس الوزراء الفلسطيني د. محمد اشتيه يقول ان الفلسطينيين لن يشاركوا في مؤتمر البحرين وما يتبعه من نشاطات سياسية تهدف الى تطبيق مشروع السلام مؤكدا في الوقت ذاته ان اي مشروع بخصوص القضية الفلسطينية يجب ان يكون سياسيا بالدرجة الاولى يتضمن حل القضية الفلسطينية في اطار حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة الدائمة للنحياة الى جانب اسرائيل،

ومن اسباب مقاطعة الفلسطينين لمؤتمر البحرين كونه يأتي ضمن مشروع «صفقة القرن»ويمثل الجانب الاقتصادي من هذا المشروع الي يطلق عليه الفلسطينيين بانه ورشة عمل اقتصادية.

الرئيس الامريكي اعلن في وقت سابق ان مشروعه للسلام سيعلن بعد شهر رمضان فيما يرى الامريكيين بان ورشة البحرين تهدف الى تحسين البنية التحتية ورفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال توفير الاموال اللازمة لدعم الاقتصاد الفلسطيني عن طريق جذب الاستملاك اللازمة لذلك والحث على مشاركة الاقتصاديين ورجال الاعمال في مختلف دول العالم في مؤتمر البحرين.

الاهممن المؤتمر الاقتصادي للفلسطينيين يكمن في تحقيق الاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية وليس مهما تحسين الاوضاع الاقتصادية لشعب تحت الاحتلال لان المطلوب اقامة الدولة الفلسطينية المنشودة اولا واخيرا.

كما ان التركيز على الجوانب الاقتصادية لحل القضية الفلسطينية قبل التوصل الى اتفاق لحل هذه القضية يشبه الى حد بعيد وضع العربة قبل الحصان فالاقتصاد يتبع السياسة ولا يسبقها والوضع الاقتصادي يأتي كنتيجة مباشرة للوضع السياسي وليس مقدمة له.

في حقيقة الامر مؤتمر البحرين يأتي في سياق المشروع الامريكي الاسرائيلي المعروف باسم «صقة العصرس الذي يهدف الى تحقيق امن اسرائيل وانعاشها اقتصاديا من خلال التطبيع العربي الاسرائيلي الشامل وتمكين الكيان الصهيوني من التغلغل في الوطن العربي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وسياحيا والتعاون في مجال محاربة الارهاب وتجنيب الشرق الاوسط للحروب ولاي عدوان خارجي لا سيما اذا كان هذا العدوان يستهدف اسرائيل وامنها وحدودها غير واضحة المعالم لا سيما وان الكيان الصهيوني هو الكيان الوحيد الذي لا حدود ثابتة له وان حدوده ترتبط بقدرته العسكرية التي تتحرك من سنة لاخرى بمعنى آخر حدود اسرائيل اشبه بالرمال المتحركة التي لا تثبت ابدا وانما تتحرك دائما حسب تحرك جيشها والاراضي التي تقف عليها..

مؤتمر البحرين يأتي لقطع الطريق امام عقد اي قمة عربية لبحث المشاركة فيه لا سيما وان القمتان العربية والخليجية ستعقدان في الثلاثين من الشهر الحالي لبحث الحالة في الشرق الاسط لبحث الاطماع والتحركات الايرانية في الشرق الاوسط والاخطار التي تهدد تدفق النفط والملاحة الدولية … !!!