محور البحر الأحمر ... !!!

 فارس شرعان

 


 

تشهد الفترة الحالية بداية تشكل محور جديد عسكري أمني استراتيجي اقتصادي بعنوان محور البحر الأحمر للمحافظة على الأمن في البحر المذكور وتنفيذ مشروعات اقتصادية وتنموية وسياحية بغية تنمية الدول الاعضاء وتطوير اقتصادياتها والمحافظة على أمنها دون ان يكون هذا المحور حلفا سياسيا او عسكريا ...

المحور الجديد يضم تركيا والسودان ودولة قطر ومن المرجح ان تنضم اليه دول اخرى مستقبلا مثل اليمن وبعض دول شرق افريقيا ...

فكرة المحور بدأت عندما استعان الرئيس السوداني عمر البشير بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لانقاذه من امريكا التي نجحت في تقسيم السودان الى جنوبي وشمالي ولا تزال تسعى لتجزئة السودان الى عدة دول اهمها دارفور وطلب البشير من بوتين خلال زيارته لروسيا مؤخرا اقامة قاعدة عسكرية بحرية او جوية في السودان على غرار القواعد الروسية القائمة في سوريا ... الا ان انشغال روسيا في سوريا واوكرانيا خاصة بعد حصولها على اسلحة امريكية متطورة علاوة على الأزمة التي يمكن ان تنشب في شبه الجزيرة الكورية جراء التصعيد بين كوريا الشمالية وجيرانها من جهة وبين بيونغ يانغ وواشنطن من جهة اخرى في ضوء الاستراتيجية الامريكية الجديدة لمواصلة الحرب على الارهاب ومواجهة الدول المارقة ... كل ذلك حال حتى الآن دون اجابة روسيا الطلب السوداني.

الا ان جولة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الافريقية التي شملت السودان ودولا اخرى شكلت تربة صالحة للاستجابة للطلب السوداني الذي يتمثل باقامة تعاون عسكري وامني وثيق مع دول اخرى لحماية السودان والدفاع عن ارضه واقليمه واستغلال خيراته الاستغلال الأمثل لا سيما مع توفر العديد من المصادر والثروات الطبيعية كالبترول والذهب ووفرة المياه التي يعاني السودان من مشكلة تصريفها في فصل الشتاء عندما تنهمر الامطار الموسمية فتجرف التربة وتدمر المدن والقرى المقامة من التراب ما يتسبب بحدوث خسائر فادحة في المزروعات والتربة والثروة الحيوانية ...

وابدى السودان رغبة في مساهمة تركيا في تنمية البلاد وتعزيز مواردها الاقتصادية بالاضافة الى زيادة التعاون العسكري والامني فيها خاصة وان لتركيا قاعدة عسكرية كبيرة في الصومال تصلح لأن تكون نواة للتحالف العسكري ...

وابرم البلدان اتفاقيات للتعاون الأمني والعسكري تتضمن اجراء مناورات برية وبحرية مشتركة وتدريب القوات السودانية وانشاء قوة بحرية مشتركة للمحافظة على الملاحة في البحر الأحمر ومنها المرور في مضيق باب المندب وابقائه ممرا تجاريا حرا لكل الدول ... وتم الاتفاق على تعاون عسكري تركي سوداني قطري حيث اجتمع رؤوساء اركان الجيوش الثلاثة ابان زيارة اردوغان للسودان.

تزامن تشكيل المحور التركي والسوداني والقطري في الخرطوم مع وصول دفعة جديدة من القوات التركية للانضمام الى القوة العسكرية التركية في دولة قطر حيث تم انشاء قاعدة عسكرية تركية في الدوحة بعد اعلان مصر وثلاثة دول خليجية الحصار على دولة قطر بتهمة مساهمة تمويلها لعمليات ارهابية.

المحور الجديد لا يستهدف دولة او دولا اخرى في المنطقة رغم الخلاف السوداني المصري الذي عرف مؤخرا حول منطقتي حلايب وشلاتين والخلاف المصري الاثيوبي حول سد النهضة بعد انسحاب مصر من اللجنة الفنية بشأن السد ... وانما يهدف الى المحافظة على الدول الاعضاء وحماية الملاحة في البحر الاحمر ومضيق باب المندب.

ولاستثمار الخبرات التركية في التنمية والنهضة الاقتصادية اتفق السودان مع تركيا على تسليمها شبه جزيرة سواكن على ساحل البحر الأحمر لتطويرها وتنميتها وتحقيق نهضة اقتصادية فيها، فيما وافقت تركيا على تنفيذ هذا المشروع... !!!