مهندسة في غزة تجد حلاً مُبتكراً لإعادة إعمار القطاع.. أقل تكلفة وصديق للبيئة

اخترعت مجد مشهراوي طوب بناءٍ صديقاً للبيئة، وزهيد الثمن، وخفيف الوزن، تَستخدِم الرماد بدلاً من الرمل. فهل يُساعد ذلك الطوب الذي سمَّته بـ «الكعك الأخضر» على إعادة بناء قطاع غزّة المُحاصَر؟

بعد 3 حروب جرت خلال 10 سنوات، وحصار إسرائيلي استمرَّ 11 عاماً، صارت آلاف المباني في قطاع غزّة أطلالاً، فماذا لو كان بالإمكان صناعة أحجار بناء رخيصة الثمن من أنقاض الحرب نفسها؟

طوب رخيص وصديق للبيئة

كان هذا هو التحدّي الذي قرَّرت المُهندسة البالغة من العمر 23 عاماً خوضه، ولعلّها قد وجدت الإجابة في اختراعها لـ «الكعك الأخضر»، بحسب ما ذكرته مجلةPositive Newsالبريطانية، الأربعاء 15 مايو/أيار 2019.

وقالت المجلة إنَّ امتلاك مواد بناء في غزّة، التي تُسيطر إسرائيل على حدودها ومجالها الجوّي ومياهها، هو أمر مُكلّف ويستغرق وقتاً طويلاً، هذا إنَّ كان مُمكناً من الأساس. ولكن بعد دراسة الهندسة المدنية في الجامعة الإسلامية في غزّة، توصَّلت مجد إلى بديل للإسمنت.

ويتّخذ طوب «الكعك الأخضر» مظهر الخرسانة العادية، إلا أنَّه صديقٌ للبيئة أكثر من مواد البناء الأخرى، إذ إنَّه يُعيد استخدام رماد الفحم. ويُطلق على طوب البناء ذلك اسم «الكعك» لأنّه أخفّ وزناً بكثير من الخرسانة، كما أنه أرخص ثمناً من مُعادِلاته الخرسانية، بنسبة 25%. وحصلت مجد بحلول أغسطس/آب 2016، على أول طلبية عمل لمشروعها.

وتقول مجد: «غزة هي منطقة مغلقة بموارد محدودة ومشكلات كثيرة مختلفة وحادة، لكن الناس هنا يبدأون كل يوم بأملٍ. لقد مررت بثلاث حروب، وفقدت اثنين من أعز أصدقائي، ودُمِّر منزلي جزئياً، كان أمراً صعباً ومريعاً، لكن ما مررت به جعلني أؤمن بالتغيير».

*Majd Mashharawi is a Palestinian girl who observed the acute need for access to construction material in order to rebuild damaged buildings and infrastructure.* (Part 5)pic.twitter.com/8r3hpMIKS5

— Ramy Jabbar (@Ramdog1980)April 7, 2019

مستقبل القطاع

وحتى محاولة الوصول إلى الجامعة كانت تُمثَّل تحدياً هائلاً. تقول مجد: «تنصّ الصور النمطية هنا على أنَّ النساء لسن مناسبات لمجال الهندسة؛ لأنَّه يتطلب عملاً شاقاً وقوة بدنية، لكن الفيزياء والرياضيات هما شغفي: أردت من صميم قلبي أن أصبح مهندسة».

وتأمل مجد أن يُساعد الكعك الأخضر سكّان غزّة على الاكتفاء الذاتي، بتحريرهم من الحاجة إلى استيراد مواد البناء من الخارج. وتعتقد أنَّ هذا قد يكون له تأثير إيجابي على العمالة أيضاً.

تقول مجد: «غزّة بها أعلى مُعدّل بطالة في العالم؛ فأكثر من 40% من الخريجين ليس لديهم وظائف، وبشكلٍ خاص، أنا أودَّ تشجيع المُهندسات النساء أن يَكُن مُستقّلات وقويّات وذوات كفاءة».

وتضيف مجد أنَّ الناس الذين يعيشون في غزّة هم من يجعلونها تشعر شعوراً إيجابياً بشأن المُستقبل، وتقول: «ثمّة مقولة شهيرة تقول: لن تتمكّن من بناء مُستقبلك دون مُساعدة آخرين على بناء مُستقبلهم، وأنا أؤمن بذلك. هل عليَّ الانسجام مع هذه الحقيقة القبيحة التي لا يمكن قبولها؟ لا، هناك طريقة أفضل للحياة».