أزمة ثقافية حقيقية
سامرنايف عبدالدايم
شاهدت برنامجا على احدى القنوات الفضائية تناول المستوى الثقافي لدى الشباب والشابات في مختلف الدول العربية وذلك من خلال طرح عدد من الأسئلة ، منها هل تستطيع التحدث لمدة دقيقة باللغة العربية الفصحى ؟ وسؤال أخر يتمثل بمعرفة اسم الشخصية في الصورة وهي لشخصيات فنية ورياضية حديثة ، وشخصيات تاريخية من شعراء وعلماء ؟
للأسف، في السؤال الاول لم يستطع الشباب ولا الشابات التحدث لمد 60 ثانية باللغة العربية الفصحى! والدهشة الكبيرة كانت في إجابات السؤال الثاني الكل كان يتعرف على شخصية اللاعب المصري محمد صلاح ، ولاعب برشلونة ميسي بل تحدث بعض الشباب عن معلومات دقيقة حول الاهداف التي حققها ،وعدد المباريات التي خاضها .. ولكن عند عرض صور لشخصيات وعلماء وشعراء مثل طه حسين ، ونجيب محفوظ ، والشاعر نزار قباني ، أحمد شوقي ، جبران خليل جبران .. لم يتعرف عليهم أحد من شباب وشابات اليوم!
نحن أمام ( أزمة ثقافية ) حقيقة، إن مشكلة المشاكل في حياتنا ليست سياسية أو اقتصادية ، ولكنها ثقافية بالمفهوم العام، بل إن هزائمنا هي هزيمة للعقل العربي بالدرجة الأولى وهو الذي يجب أن يخرج من الشرنقة ليواجه الحياة المعاصرة بكل ما فيها من رياح وأنواء معتمداً على عقل متفتح وقلب مفتوح يستطيع بهما أن يقدم للعالم ثقافة عربية مؤثرة تسهم في وضع العرب في موقع لائق على خريطة العالم المعاصر.
عندما نرى الفارق الكبير بين الأجيال المختلفة على الساحة الثقافية وندرك حجم الانفصام القائم بين جيل إلكتروني ـــ إن جازت التسمية ـــ وجيل تقليدي لا يتحمس كثيراً لثورة المعلومات التي اجتاحت شكل الحياة المعاصرة.. فنحن أمام مرحلة فاصلة في تاريخ الإنسان على الأرض ..
نحن أمة ماضوية تُعنى بترديد أشعار الحماسة والحديث المستمر عن أمجاد الماضي الجميل وهو رصيد لا ينضب يمكن أن نعيش عليه دائماً بغض النظر عن التغيرات السريعة حولنا والتطورات المتلاحقة أمامنا!
@samerN13