مركز الدراسات الاستراتيجية يطلق وثيقة "القومية العربية" للملك الحسين

قال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية الدكتور موسى شتيوي: إن وثيقة "القومية العربية: بقلم جلالة الملك الحسين بن طلال"، تشكل الأساس الفكري والأخلاقي والقيمي والسياسي للرؤية الهاشمية للدولة العربية الحديثة المبنية على أسس ومبادئ النهضة العربية لتقدم انموذجا عربيا حديثا لها.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين، اطلق فيه المركز الوثيقة، ضمن سلسلة منشورات ووثائق كرسي الملك الحسين للدراسات الأردنية والدولية.
وقال شتيوي: إن هذه الوثيقة كانت موجهة للغرب بالدرجة الاولى كونها نشرت باللغة الانجليزية، وتستهدف في الوقت نفسه الجمهور العربي والاردني، لشمولها وتكاملها بتغطية الجوانب المرتبطة بنشأة وفكرة القومية العربية "النهضة العربية" والثورة العربية الكبرى.
وأضاف أن القومية العربية وبحسب الوثيقة، في نظر الراحل الحسين، كانت بمثابة قوة وتآلف بين العرب، والقيم هي التي تشكل الأمل الذي يؤدي الى التماسك والمنعة، لافتًا إلى أن الراحل الحسين لديه فهم عميق للحركة الصهيونية، التي قضت على قرون من التعايش والعيش المشترك بين كل الديانات في المنطقة، حيث كان واضحاً بشدة في تأكيده أنه لا يمكن أن يعم السلام والتفاهم ما دامت الصهيونية تحكم إسرائيل، ودون حل سياسي مُشرف للقضية الفلسطينية.
وأوضح شتيوي أن إطلاق الوثيقة التاريخية جاء تزامنا مع احتفالات الأردن بعيد الاستقلال وعيد الجيش، مشيرًا إلى أن الوثيقة التي نشرت باللغة الانجليزية في المجلة الاميركية المشهورة "لايف ماغازين" في أيار 1960، جاءت لتخاطب العالم الغربي عن ماهية القيم العربية والإسلامية الأصيلة التي تحملها فكرة القومية العربية التي تبلورت في قيم ومبادئ الثورة العربية الكبرى والنهضة العربية.
وتابع "أننا نأمل من خلال نشر هذه الوثيقة ضمن سلسلة كرسي الملك الحسين للدراسات الأردنية والدولية بالمركز، أن تحظى بالاهتمام الرسمي والأكاديمي الذي تستحقه والتي تشكل مدخلا لفهم سياسات مواقف الدولة الأردنية منذ نشأتها وحتى اليوم، ولأنها أيضا تلخص فلسفة الهاشميين ورؤيتهم للحكم التي يسترشد بها ويبني عليها جلالة الملك عبدالله الثاني".
وعرض شتيوي للوثيقة النادرة بالتفصيل في سياقها التاريخي والسياسي عربيا وعالميا التي جاءت بعد عقود قليلة من التحرر والاستعمار وفي مرحلة بناء الدولة الوطنية.
وأوضح شتيوي أن الوثيقة جاءت بعد 10 أعوام من الوحدة بين الضفتين، وأربعة أعوام من تعريب الجيش العربي الأردني، وثلاثة أعوام من إلغاء المعاهدة مع بريطانيا، وبداية الجهود الوطنية لبناء الدولة الحديثة.
وتحدث شتيوي عن المسائل التي تطرقت اليها الوثيقة كالقضية الفلسطينية، ورؤية الحسين الثاقبة للقومية والوحدة العربية المنبثقة من مبادئ الثورة العربية الكبرى، والواقعية السياسية والفكرية، والدولة الأردنية التي أراد لها الهاشميون ان تكون نموذجا للدولة العربية الحديثة والقائمة على مبادئ واسس منبثقة من الواقع والمخزون الفكري والثقافي العالمي، ومواقف جلالته الوطنية الصلبة وإرادته الهاشمية الصادقة في الذود عن قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ودوره في اظهار الصورة الحقيقية للإسلام من خلال العديد من المبادرات والرسائل الملكية السامية التي تمثل الاعتدال واحترام الآخر والتسامح كـ"رسالة عمان"، و"كلمة سواء"، و"الوئام بين الأديان" وغيرها.
--(بترا)