الخطيب: تعاقب إدارات التلفزيون وتخبط القرار أضعف الإنتاج الدرامي

 الدراما الأردنية.. مشهد الضعف ما زال تحت التصوير

 الحجاوي: ما تحتاجه الدراما الأردنية للنهوض هو قرار سياسي حقيقي

 – عمان - مراد المحضي

غابت الدراما الأردنية عن المشهد بشكل شبه كامل في السنوات الأخيرة، بعد أن كانت حاضرة وبقوة نهاية القرن الماضي، ولم يعد أحد يقر بوجود الدراما المعاصرة منها على الشاشات التلفزيونية العربية، ولا حتى شاشات التلفزة المحلية.

وللأسف اصبحت الدراما الأردنية بالكاد تذكر في السباق الرمضاني، والذي يعتبر السوق الأكبر لعرض الإنتاجات التلفزيونية والدرامية، في العالم العربي، حيث يعرض جل إنتاجها 3 أو 4 أعمال سنوياً على التلفزيون الأردني، ولا يرى منها سوى عمل على ابعد تقدير على إحدى الشاشات العربية.

ضعف يشخص بضعف الإنتاج، وتخبط إدارة التلفزيون الأردني بيت الإنتاج الأول والحاضن الرئيسي للدراما، والذي يعول عليه الكثير في دعم الانتاج، خصوصا وان الفنان والمنتج الاردني انطلقا من بوابة التلفزيون.

الضعف لم يقتصر على الأعمال فقط، بل تجاوز إلى الإضرار بالمنتج والفنان، إضافة إلى الضرر الذي لحق بالدولة وقد توقفت هويتها الثقافية الفنية بما تحمله من إنجازات عن الظهور على الشاشة، فتوقف المنتج عن العمل أدى إلى توقف الفنان عن العمل أيضًا.

حسين الخطيب نقيب الفنانين قال إنه لم يطلع على الأرقام والإنتاج الدرامي لهذا العام، إلا أنه يلاحظ ضعف إنتاج بسبب تخبط إدارة التلفزيون الأردني بين مشجعة للإنتاج وبين غير راغبة في الإنتاج.

وأضاف الخطيب لـ"الأنباط" سوء التعاون بين القطاع العام والخاص، ينعكس سلباً على الانتاج الدرامي، وخاصة مسلسلات الدراما المعاصرة والحديثة.

وأكد الخطيب أن الدراما البدوية ما زالت حكراً على الأردن والبيئة الأردنية التي كبرت فيها ومعها، "إلا أن استمراريتها وقوتها مرهون بقوة الإنتاج وتوفر الدعم الكبير من قبل جميع الجهات، لإنتاج أعمال أكثر قوة وحضورا على الشاشات العربية وخاصة السوق الخليجي".

المنتج التلفزيوني عصام الحجاوي قال إن ما تحتاجه الدراما الأردنية المعاصرة للنهوض والاستمرار هو القرار السياسي الحقيقي لدعمها، وتعزيز حضورها العربي بعد التراجع التي عانت منه على مدار 20 عاماً.

وأضاف الحجاوي لـ"الانباط" أن الدراما الأردنية جزءٌ لا يتجزاً من الدراما العربية، والتي أصبحت جميعها وللأسف تحصر إنتاجها في شهر رمضان المبارك، حيث تتجاوز الإنتاجات العربية سنوياً 150 عملاً، ما بين الخليجي والمصري والسوري واللبناني والأردني.

وأشار إلى أن الدراما الأردنية محظوظة بشيء واحد، وهو تمتعها بمقدرة عالية بإنتاج مسلسلات البيئة البدوية، وهي موجودة بشكل دائم وفي كل رمضان على الشاشة الأردنية والشاشات العربية.

وبين الحجاوي إن الدراما الأردنية ما تزال على قيد الحياة بفعل الدراما البدوية فقط، مضيفاً أن الدراما الأردنية معترف فيها عربياً من خلال الدراما البدوية، "وقد بدأت الدراما البدوية بالتراجع خاصة وأن حاجة المحطات لها موسمية، وتحديداً في رمضان، يعني أن المشاهد يقبل عليها في موسم واحد فقط، وخلال فترة زمنية معينة ثم تنتهي هذه الفترة، وهي ليست كالدراما الحديثة التي يستمر عرضها على طول فتره السنة".

ويؤكد الحجاوي أن الطلب أصبح خفيفاً على الدراما البدوية وهذا ليس لعدم كفاءتها ولكن لأن الجمهور يحبذ الدراما العصرية بالدرجة الأولى، "لذلك أصبحنا نواجه مشكلة كبيرة في بيع الدراما البدوية وفي شهر رمضان تحديداً؛ لأنه هو شهر المنافسة، وهو الذي يمنح سوق الدراما الحيوية".

وقال الحجاوي أن المحطات ترغب في بث الأعمال العصرية أكثر من الأعمال البدوية خاصة وأن الأعمال البدوية جمهورها قليل ورمضان يكون مزدحمابالأعمال البدوية والأعمال العصرية، والتي تكون بسبب نجومها أكثر شهرة في دول مثل السعودية والكويت والإمارات وقطر وغيرها، رغم أن هذه الدول المعنية بشراء الأعمال البدوية وهذا ليس لسوء جودتها وإنما لأن الأعمال البدوية لم تعد في طليعة ما تحتاجه.

وفي ما يتعلق بمقومات الدراما الأردنية وخاصة الفنان الأردني، أكد الحجاوي أن الفنان الأردني يتمتع بكفاءة عالية جداً وباستطاعته خوض جميع الالوان التمثيلية، "وأكبر دليل على ذلك تفوق الممثل الأردني في مصر ولبنان وسوريا، وما يحتاجه فقط للعودة إلى سوق الدراما المعاصرة في الأردن هو الدعم المالي فقط".

وعبر الحجاوي عن عدم تفاؤله بمستقبل الدراما الأردنية وخاصة المعاصرة، ما دامت العقلية المتحكمة تفكر بذات الطريقة، "لن يتحسن الأمر إلا إذا وجد قرار سياسي حقيقي يريد بالفعل دعم الدراما الأردنية، وبخلق حالة التعاون الجاد بين القطاعين العام والخاص للنهوض والاستمرارية".

وأشار الحجاوي إلى أن عجلة الإنتاج تعمل حالياً فقط بالقطاع الخاص، مستذكراً "خلال فترة ثمانيات القرن الماضي عندما كانت الدراما الأردنية في أوجها وكانت تنافس الدراما المصرية، كان هناك تعاون بين القطاعيين الخاص والعام، ولكن بعد نكسة الدراما أبان حرب الخليج، تراجع الدعم وتوقفت عجلة الإنتاج لفترة كبيرة، والعودة كانت ضعيفة بضعف الدعم".

من جهتها، حاولت "الأنباط" التواصل مع مدير عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون بالوكالة محمد بلقر، للوقوف على واقع الدراما الأردنية في السنوات الأخيرة، وحجم الإنتاج التلفزيوني لهذا العام، والأعوام السابقة، بين الدراما البدوية والمعاصرة والتاريخية، إلا أنها لم تتلق أي جواب يذكر.//