"المیاه" تجدد تحذیرها من خطورة هبوط مناسیب المیاه الجوفیة

جددت وزارة المیاه والري تحذیرھا من رصد ”ھبوط حاد" في مناسیب المیاه الجوفیة في أغلب الأحواض المائیة باستثناء حوضي الحماد والسرحان من أصل 12 حوضا جوفیا في مختلف مناطق المملكة.

ونبّھت الوزارة، من خلال تقریرھا السنوي للعام 2018 الذي أصدرتھ مؤخرا، من مخاوف مستقبلیة حیال تدني إنتاجیة مختلف آبار المملكة، وزیادة الكلفة المالیة المرتبة على إنتاج المیاه الجوفیة، بالإضافة لتدھور نوعیتھا، سیما وأن الضخ الجائر من قدرة
الأحواض الجوفیة (الاستخراج الآمن)، بلغ ما یتجاوز 200% وأكدت ”المیاه"، التي أعلنت عن القیاسات المائیة التي أجریت للأحواض المائیة من خلال شبكة المراقبة للمیاه الجوفیة في أغلب الأحواض الجوفیة، مراقبتھا تلك الأحواض، عبر شبكة رصد المیاه الجوفیة، التي تضم 254 بئرا مراقبة لقیاس مناسیب المیاه الجوفیة في آبار ممثلة لكل الأحواض الجوفیة وعددھا 12 حوضا.

وفیما یتعلق ببند المیاه الجوفیة، أشار تقریر الوزارة إلى أنھ تمت أتمتة 144 بئرا ضمن مشروع الأتمتة القائم حالیا، مبینا أن الوزارة تعمل على جمع عینات مائیة ممثلة لجمیع المناطق من الآبار المخصصة للشرب، لمراقبة نوعیة مصادر المیاه الجوفیة.

وفي السیاق نفسھ، أعدت ”المیاه" ضمن خطتھا الاستثماریة للأعوام 2016 -2025 ،البرامج والمشاریع الاستراتیجیة والاستثماریة الخاصة بقطاع المیاه بالإضافة لصیاغة السیاسات الخاصة بإعادة الاستخدام، والإحلال، والمیاه الجوفیة والسطحیة، وكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة، والجفاف.
وبھدف الحفاظ على المیاه الجوفیة باعتبارھا مصدرا مائیا لقطاع الشرب، حیث تم إصدار نظام خاص لمراقبة المیاه الجوفیة بھدف التعامل مع موضوع الآبار بشتى أنواعھا لضبط عملیات الاستخراج والحد من الھدر.
وجددت الوزارة تحذیرھا من مواطن خطورة تقارع قطاع المیاه الأردني على مستوى تھدیدات حذّر منھا مؤخرا التقریر الدولي الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة ”یونیسف" والمعنون حول ”المیاه تحت القصف"، مشیرة إلى أنھا تتعلق بمخاطر انعكاس الأزمات السیاسیة في الدول المجاورة على المیاه الجوفیة.
وتكمن الخطورة التي تنعكس على المیاه في الأردن، الذي تنخفض فیھ حصة الفرد من المیاه إلى أقل من 87 مترا مكعبا / العام، في تزاید تھدید استنزاف مصادر المیاه، خاصة المیاه الجوفیة، التي تشھد ضغطا متزایدا نتیجة ارتفاع الطلب، نظرا للحروب وعدم استقرار الظروف السیاسیة في بعض الدول المجاورة.

وكان خبراء في قطاع المیاه، دعوا الوزارة إلى ضرورة تبني خطة واضحة ومعلومة ومتدرجة على عدة أعوام تھدف لإعادة تأھیل الآبار الجوفیة المستنزفة خاصة بعد وجود مصادر جدیدة (تشغیل أي مصدر مائي جدید للمیاه)، مؤكدین أھمیة أن تصاحب تلك الخطة إعادة في الموازنة المائیة، وتخفیف وإراحة استغلال المیاه الجوفیة على مدار 3 – 4 أعوام لإعادة تأھیلھا.
وحذرت دراسات مائیة حدیثة أعدتھا مؤسسات دولیة مختصة، من خطورة وتدھور واقع المیاه الجوفیة في الاردن بشكل كبیر في ظل الظروف التي یعانیھا الواقع المائي منذ عدة عقود، وازدیاد الطلب الذي تجاوز موارد المیاه المتجددة بما یتجاوز ضعفین ما بین عامي 1995 و2018 نتیجة للاستخدامات القانونیة وغیر القانونیة. (الغد