أوجه التشابه بين خطابى "السيسى" و "شى جين بينغ" فى منتدى قمة الحزام والطريق الثانية فى بكين.... رؤية تحليلية

بقلم: د.نادية حلمى

 

 

 

 

 

محاضر وباحث زائر بمركز دراسات الشرق الأوسط/ جامعة لوند بالسويد- خبيرة فى الشئون السياسية الصينية- مدرس العلوم السياسية بكلية السياسة والإقتصاد/ جامعة بنى سويف- مدير وحدة دراسات جنوب وشرق آسيا

 

 

 

 

 

 

جاء إهتمام الباحثة المصرية منذ فترة طويلة على دراسة أوجه التشابه بين الرئيسين "السيسى" و "شى جين بينغ" من خلال محاولتها وضع مدرسة أكاديمية وتحليلية جديدة لــ "تحليل مضمون الخطابات السياسية للرئيسين المصرى والصينى من وجهة نظر مقارنة"، ولعل ذلك يتفق مع رؤية الباحثة فيما أكده المسئول البارز بالحزب الشيوعى الصينى (ليو يون شان) Liu Yunshan والذى يعمل أيضاً مدير مدرسة الحزب التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى وتشديده على أهمية دراسة الخطابات التى ألقاها الرئيس (شى جين بينغ). مع تأكيد "ليو" بأنه يتعين على كبار المسئولين وكوادر القيادة تولى المبادرة فى دراسة خطابات "شى" وفهم وجهة نظر الماركسية من أجل رفع الوعى السياسى وتحسين قدرة الإدارة. وتتفق الباحثة المصرية مع رؤية السيد "ليو" بأن خطابات الرئيس "شى" تحتوى على جوهر الماركسية والحكمة الراسخة فى الثقافة الصينية التقليدية والإبتكار، وكذا الأفكار الخلاقة منذ المؤتمر الوطنى الــــ 18 للحزب الشيوعى الصينى فى 2012، وما تلاه من وضع (نهج خطابى شامل) إنتهجه الرئيس "شى" خلال كلمته فى المؤتمر الوطنى الــ 19 للحزب الشيوعى الصينى.

 

 

من خلال متابعة الباحثة المصرية – المتخصصة فى الشأن الصينى – الدقيقة لأبرز ما جاء فى خطابات الرئيسين "السيسى" و "شى جين بينغ" خلال قمة "الحزام والطريق الثانية فى بكين"، لاحظت الباحثة إهتمام الرئيسين الشديد بالمجتمع الدولى، وتهدئة مخاوف الكثيرين بشأن فرص الإستثمار المتاحة لدى الطرفين.

 

فعلى الجانب المصرى، فقد تعهد الرئيس المصرى (عبد الفتاح السيسى) خلال كلمته فى القمة بمواصلة تعزيز التعاون مع الصين فى إطار "مبادرة الحزام والطريق"، مؤكداً "حرص بلاده على تطوير علاقاتها الإستراتيجية مع الصين على مختلف المستويات، فى ضوء دورها المركزى كأساس لإستقرار منطقة الشرق الأوسط، وكذلك النجاحات الكبيرة التى تحققت فى مجال الأمن والإصلاح الاقتصادى".

 

 

ووفقا لأول تقرير سنوى صينى - تابعته الباحثة المصرية - حول وضع الدول العربية فى العام 2016، والذى صدر متضمناً آراء نخبة من الأكاديميين الصينيين المتخصصين فى شئون الدول العربية والشرق الأوسط، إتفق الخبراء الصينيين أن السلطات المصرية بقيادة "السيسى" زادت من نفوذ مصر على الساحتين الإقليمية والدولية وسط الكثير من الظروف الشائكة التي تشهدها المنطقة. وجاء تأكيد الخبراء الصينيين فى هذا التقرير بأنه فى ظل العلاقات الدولية المعقدة، تبنت إدارة (السيسى) دبلوماسية أكثر مرونة تجاه القوى الكبرى وعلى رأسها الصين، هدفت إلى تعزيز الترابط مع روسيا والصين وطمأنة الولايات المتحدة والإقتراب فى الوقت ذاته من أوروبا. وخلص هذا التقرير الصينى الهام بشأن الأوضاع فى مصر والمنطقة بأن أن الرئيس (السيسى) بادر إلى تنفيذ سياسات إعادة (التوازن الدبلوماسى والإنفتاح الشامل) لإستعادة مكانة مصر فى إفريقيا والشرق الأوسط بشكل حقق نتائج ملحوظة.

 

 

وفى هذا الإطار - تابعت الباحثة الصحافة الصينية بدقة شديدة خلال فترة إنعقاد المنتدى الدولى للحزام والطريق خاصةً فيما يتعلق بمصر والرئيس السيسى ومحاولة نقلها للجانب المصرى والعربى - فلقد أبرزت الصحافة الصينية الرسمية كلمات الرئيس "السيسى" خلال قمة الحزام الثانية فى بكين بشأن حديثه عن الإنجازات العظيمة التى حققتها البلاد فى مجال التنمية، وذكرت جميع الصحف الصينية الرسمية صراحةً بأن مصر تدعم بقوة مبادرة الحزام والطريق وتتوقع تعزيز التعاون فى مجال بناء البنية التحتية مع الجانب الصينى.

 

 

كما أبرزت الصحف الصينية تلك المقابلة السابقة بين الرئيس المصرى "السيسى" مع وزير الدفاع الصينى (وى فنغ خه) Wei Fenghe يوم الإثنين 25 مارس 2019 وإعراب "السيسى" عن أمله فى أن يتمكن الطرفان من زيادة تعزيز التعاون الدفاعى والقيام بمزيد من التعاون فى مجالات مكافحة الإرهاب، والمناورات العسكرية المشتركة، وتوطيد القوات المسلحة، بالإضافة إلى صناعة الدفاع. مع تأكيد الصحافة الصينية الرسمية على أن التعاون بين القاهرة وبكين قد إتخذ "نهجاً شاملاً" فى إطار إتفاقية الشراكة الإستراتيجية بين الجانبين.

 

 

 

 

الكلمات المفتاحية فى خطابى "السيسى" و "شى جين بينغ" خلال القمة

 

 

1- تعتقد الباحثة أن ثمة تحول خفى منذ أن أطلق الرئيس "شى" "مبادرة الحزام والطريق" قبل ست سنوات، تظهر تعهدات "شى" خلال فترة إنعقاد القمة الثانية فى بكين بشأن (القدرة على تحمل الديون وحماية البيئة ومكافحة الفساد). أن بكين تحاول توسيع سياستها من خلال إيلاء الإهتمام للمخاوف الدولية، وذلك وفقاً للمحللين. فلقد تعهد الرئيس الصينى "شى جين بينغ" فى خطابه أمام قادة العالم بالإلتزام بالقواعد والمعايير الدولية، حيث ناشد المزيد من الدول والمؤسسات المالية العالمية للإنضمام إلى خطة التجارة والبنية التحتية فى بكين. وعلى الجانب المصرى فقد أشار الرئيس "السيسى" إلى أن المبادرة الصينية تتناول قطاعات ومجالات حيوية ذات أولوية بالنسبة لمصر في إطار رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، مثل: الارتقاء بالبنية التحتية فيفى مجالات النقل والطاقة وتكنولوجيا المعلومات ومشروعات ربط المرافق.

 

 

2- وتعتقد الباحثة أن كلمة "السيسى" المحددة والدقيقة بشأن الرؤية المصرية تجاه تعزيز التعاون والتكامل الإقليمى والتى تتسق أيضاً مع مبادرة الحزام والطريق الصينية تتسق أيضاً مع نبرة الرئيس "شى" التصالحية للعالم خلال منتدى الحزام والطريق الثانى فى بكين، والتى كانت تستهدف النقاد فى الولايات المتحدة والهند واليابان والقوى الأوروبية الكبرى مثل ألمانيا وفرنسا. فلقد تجنب زعماءهم القمة، مشيرين إلى المخاوف من أن بكين غالباً ما تتجاهل القواعد العالمية وأن تفاقم البنية التحتية لديها كان بمثابة مخطط لتوسيع نطاق نفوذ الصين على حسابها. فخلال حديث "شى" إلى حوالى 40 من قادة آسيا وأوروبا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية فى اليوم الأخير من المنتدى، وعد شى، بناءً على مبدأ المساهمة المشتركة والمنافع المشتركة، سيتم تنفيذ المبادرة وفقاً لقواعد مقبولة دولياً بأفضل الممارسات والمعايير، وهو نفسه ما ركز عليه "السيسى" بشأن ضرورة العمل على دعم "التكامل الإقليمى" بين مصر والصين وأفريقيا.

 

 

3- كما إتفقت كلمة الرئيس "السيسى" مع الرئيس "شى" أمام المنتدى وحديثه على الصعيد الأفريقى خاصةً فى ظل الرئاسة المصرية الحالية للإتحاد الأفريقى والتى تُضفى بُعداً هاماً فيما يتصل بمبادرة الحزام والطريق، وتأكيد "السيسى" بأنها أبعاد تتلاقى مع الأولويات التى طرحتها مصر فى القمة الأفريقية الأخيرة، كمحاور لتعزيز العمل الأفريقى المشترك، وتحقيق التنمية والسلم والأمن فى قارتنا الأفريقية، وكذلك التكامل الاقتصادى الأفريقي، والإندماج الإقليمي، وتطوير البنية التحتية. ونفس النهج السابق للرئيس "السيسى" يتفق مع تعهد الرئيس "شى" من خلال ذلك البيان المشترك الذى صدر من قبل الجانب الصينى بعد القمة بمواصلة التنمية المستدامة عالية المستوى التى تركز على الناس "بما يتمشى مع تشريعات الصين الوطنية وأطرها التنظيمية والإلتزامات الدولية والقواعد والمعايير الدولية السارية". وجاء ذلك بعد أن إتخذ الزعيم الصينى خلال القمة تلك الخطوة غير العادية المتمثلة فى معالجة الشكوك والإنتقادات المتزايدة بشأن الخطة الطموحة للصين، متعهداً بمنع مخاطر الديون، وتشجيع النمو الأخضر، وجعل المشروع الضخم أكثر شفافية وشمولية.

 

4- كما يأتى توقيع مصر والرئيس "السيسى" على ذلك البيان المشترك لمنتدى قمة الحزام والطريق الثانية فى بكين، والذى شدد على الإستدامة المالية ومكافحة التلوث والتعاون فى مكافحة الفساد، من قبل شى و 37 رئيس دولة. وأصبحت مصر من ضمن 14 دولة جدد - من بينها سنغافورة وتايلاند والبرتغال والنمسا وجيبوتى - من الموقعين الجدد على المبادرة، متفقاً مع نهج الرئيس "شى" بشأن "الرؤية التعاونية" بين الجميع، وفقاً لمبدأ المنفعة المتبادلة، المصير المشترك للبشرية، ومبدأ رابح – رابح، وهو المبدأ الذى قامت عليه أساساً فكرة الحزام والطريق.

 

5- كما أكد البيان الختامى الصادر من القمة والذى وقعت عليه مصر والرئيس "السيسى" بلا تحفظ بـــ "نحن ندعم التعاون بين المؤسسات المالية الوطنية والدولية لتوفير دعم مالي متنوع ومستدام للمشاريع". مع تشديد البيان الختامى المشترك للقمة على "التعاون بشأن العمال فى الخارج" وكذلك "تحسين سبل العيش"، فى إستجابة واضحة للشكاوى التى تفيد بأن مشاريع الحزام والطرق فشلت فى توظيف عدد كاف من العمال المحليين. كما دعا البيان المشترك إلى تعاون دولى أقوى لمحاربة الفساد بعد مزاعم الكسب غير المشروع والإفتقار إلى الشفافية. ولاحظت الباحثة المصرية أيضاً فى إنتقاد محجوب - وربما غير معلن - لسياسة "أمريكا أولاً" التى وضعها الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب"، قال المشاركون أيضاً فى البيان إنهم رفضوا الحمائية والإنفرادية وتعهدوا بتعزيز التعاون لتنفيذ إتفاق باريس بشأن تغير المناخ. مع تأكيد الرئيس "شى" صراحةً فى خطابه قائلاً بالنص: "إننا ندعم نظاماً تجارياً متعدد الأطراف عالمياً قائماً على القواعد ومفتوحاً وشفافاً وغير تمييزى، وتحتل منظمة التجارة العالمية مكانه الأساسى". وهو ما يتفق صراحةً مع كلمة "السيسى" خلال أعمال المنتدى ودفاعه عن الزعامة المصرية لأفريقيا بــ "إننا نُرحب بتدشين شراكات جديدة، وتعزيز الشراكات القائمة في إطار مبادرة الحزام والطريق، مع الصين والأطراف الأخرى للمبادرة، من أجل الإسهام في تعزيز جهود دول القارة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والارتقاء بمستوى معيشة المواطن الأفريقى".

 

 

 

رؤية الخبراء الصينيين لكلمة الرئيس "شى" خلال القمة

 

من خلال متابعة الباحثة المصرية لآراء الخبراء الصينيين بشأن كلمة الرئيس "شى"، إستطاعت أن تصل لعدد كبير من المحللين الصينيين فى هذا الصدد، لكن المحللين الصينييين – وكما فهمت الباحثة بشكل عام - كانوا متشككين فيما إذا كانت الوعود التى قطعت خلال قمة بكين يمكن ترجمتها إلى أفعال وسط حرب تجارية وتزايد التنافس الجيو - إستراتيجى بين الصين والولايات المتحدة، ويمكن إبراز ذلك كالآتى:

 

 

1- إستنتج البروفيسور ليانغ يون شيانغ"Liang Yunxiang خبير العلاقات الدولية بجامعة بكين، إن الصين تهدف إلى إظهار قدرتها على الوفاء بوعودها فى إطار المبادرة. مؤكداً "إن الصين بحاجة إلى أن تظهر أنها لاعب مسؤول يسعى إلى تحقيق تنمية عالية الجودة، ويتقيد بالقواعد الحالية، وسوف يتقاسم منافع التنمية مع جميع البلدان".

 

2- كما أكد البروفيسور "تشاو كيجن" Zhao Kejin من (معهد التنمية العالمية)Institute of Global Development بجامعة (شينخوا) إن مقاربة الصين لنظام الحزام والطرق لن تتماشى مع الممارسات الغربية على نطاق واسع. حيث شدد البروفيسور "تشاو" على أن "الصين سوف تجعل الإبتكارات فى نهجها. بدلاً من إعتماد الطريقة الأمريكية، التى تتطلب من المشاركين توقيع معاهدات أعدتها الدولة الرائدة، ستتفاوض الصين مع جميع المشاركين لوضع مجموعة من المعايير والقواعد كل حالة على حدة". مضيفاً "هذا يهدف إلى تصحيح الأخطاء السابقة والرد على إنتقادات الدول الغربية بشأن مصائد الديون". وأضاف البروفيسور "تشاو كيجن": "لقد بعث المنتدى إشارة قوية إلى أن مبادرة الحزام والطريق حولت تركيزها من التنمية، بما فى ذلك المشاريع الإستثمارية، إلى الإدارة الرشيدة".

 

3- وقال جارى ليو شنغ جون Gary Liu Shengjun رئيس (معهد الإصلاح المالى الصينى)China Financial Reform Institute in Shanghaiفى شنغهاى، إن تمويل التعاون مع المنظمات الدولية كان محدوداً لمشاريع الطرق والطرق حتى الآن، وأن بكين تعتمد بشكل أساسى على بنك الإستثمار فى البنية التحتية الآسيوى الذى تقوده الصين لدعم دوره. وقال ليو "بينما تأمل الصين في أن تتمكن من العمل مع البنك الدولى، فمن غير المؤكد ما إذا كان الأخير، بقيادة الولايات المتحدة، على إستعداد للتعاون مع الصين". مؤكداً إن التركيز على القدرة على تحمل الديون وحماية البيئة ومكافحة الفساد تهدف جميعها إلى معالجة إنتقادات الغرب ومخاوف السكان المحليين فى الدول المشاركة بعد ظهور بعض المشكلات. ويعتقد البروفيسور "ليو" إنه قد يكون من الصعب على بكين الوفاء بوعودها. وقال "ليو" أنه "ربما تعهدت الصين بتبنى معايير دولية، لكن سيكون من الصعب تحقيق الشفافية إذا كانت الإستثمارات تقودها شركات مملوكة للدولة". وإختتم "ليو" تحليله بأن هذا الموقف يدور حول محاولة تبديد المخاوف. ولكن الوقت وحده هو الذى سيحدد ما إذا كانت الصين تستطيع الوفاء بوعودها؟

 

4- كما ألقى (ستيف تسانغ)Steve Tsang مدير معهد الصين SOAS فى لندن SOAS China Institute in London شكوكاً حول ما إذا كانت بكين قد غيرت بالفعل نهجها فى التنمية والحكم العالمى. وقال "تسانغ": "إن بكين يجب أن تتعامل مع تلك الإنتقادات أو المخاوف المحددة وأن تطمئن أولئك الذين لديهم مثل هذه المخاوف فى المقام الأول". محللاً بأن "الشفافية مهمة فى هذه المسألة... ولا يجب أن نرفع مجرد شعارات".

 

 

رؤية الخبراء الصينيين والصحافة الصينية والغربية لكلمة الرئيس "السيسى" خلال القمة

 

 

 

1- أعرب هان بينغ Han Ping الوزير المفوض الإقتصادى والتجارى بالسفارة الصينية بالقاهرة، حول أهمية مصر للجانب الصينى بالنسبة إلى مبادرة الحزام والطريق ومدى إرتباط إستراتيجيات التنمية بين الصين ومصر. موضحاً أن مبادرة الحزام والطريق تسعى إلى تعزيز التعاون العملى لخلق فرص تنموية جديدة لشعوب الدول المشاركة، كما أصدر السيد/ بينغ بيان يؤكد دعم الصين لخطوة "التعديلات الدستورية فى مصر" من أجل تحقيق الإستقرار فى المنطقة.

 

2- حلل الباحث الصينى (دوان جيو تشو) Duan Zhou Chu الباحث فى كلية الدراسات الدولية بجامعة شينخوا الصينية خلال أعمال المنتدى كلمة الرئيس "السيسى" بأن "الرئيس السيسى دعم تطوير العلاقات مع الصين"، مؤكداً أن مصر من أكثر دول العالم دعماً للمبادرة الصينية والأكثر جذباً للمستثمرين الصينيين بوجود محور تنمية قناة السويس.

 

3- كما ذهب الباحث الصينى (يو مى) Yu Mei الأستاذ بجامعة بكين، بأن مصر "شريك طبيعى" للصين، موضحاً بأن العلاقات بين البلدين قادرة على إحداث "توازن إستراتيجى" فى المنطقة، خاصةً فى ضوء التقارب بين الزعيمين "السيسى" و "شى".

 

4- وفى تحليل سابق نشرته وكالة أنباء "شينخوا" للباحث الصينى (تيان وو لين)Tian Wu Lin الباحث فى شئون الشرق الأوسط بمعهد الصين للدراسات الدولية المعاصرة، حول أهمية الرئيس "السيسى" فى الوقت الحالى، أكد فيه أن مصر تمضى حالياً على المسار الصحيح تجاه تحقيق تنمية مستدامة، لافتاً إلى أن الأوضاع السياسية بها باتت مستقرة. وأشار "لين" إلى أن السيسى دفع فى الوقت نفسه عملية إصلاح النظام الإدارى، وتبسيط الإجراءات، بهدف تهيئة مناخ استثمارى أفضل، وجذب المزيد من المستثمرين الصينيين للقاهرة.

 

5- وفى هذا الإطار، يذهب أستاذى البروفيسور (وو بينغ بينغ) Wu Ping Ping رئيس مؤسسة بحوث الحضارة الإسلامية بجامعة بكين، مبيّناً جهود الرئيس "السيسى" فى تحقيق مشروع التنمية فى منطقة قناة السويس، مشيداً بدور الرئيس "السيسى" فى النهوض بالإقتصاد القومى المصرى.

 

6- أعرب (فو تشى مينغ) Fu Zhiming نائب عميد كلية اللغات الأجنبية بجامعة بكين، عن الثقة في تحقيق مصر هدف التحول بعد اتخاذها إجراءات عملية تحت قيادة الرئيس السيسي.

 

7- بينما أكد البروفيسور (داى شياو تشى) Dai Xiaoxi بكلية الدراسات العربية بجامعة الدراسات الدولية ببكين، أن الوضع فn مصر حالياً فى عهد الرئيس "السيسى" قد تجاوز أسوأ فترة له.

 

8- أبرزت عناوين جميع الصحف الصينية الرسمية اللقاء الثنائى بين "السيسى" و "شى جين بينغ"، مع إفراد مساحة خاصة لذلك ترجمت لـــ (نظراً لأن مصر تتولى هى الرئاسة الدورية للإتحاد الأفريقى، فإن حضور "الرئيس السيسى" في المنتدى لم يعكس فقط مشاركة مصر الصادقة فى مبادرة الحزام والطريقBelt and Road Initiative (BRI)، بل كان يمثل أيضاً الرغبة المشتركة للدول الأفريقية فى تحقيق تقدم مشترك وتنمية مشتركة.

 

9- كما أبرزت الصحف الصينية الرسمية كلمة الرئيس "شى" إلى "السيسى" بشأن ضرورة العمل بين الجانبين على تعزيز الثقة السياسية المتبادلة، ومواصلة دعم وتنسيق بعضهما البعض بشأن القضايا التى تنطوى على المصالح الأساسية لكل منهما والإهتمامات الرئيسية.

 

10- ولعل أهم ما إستوقف الباحثة هو تركيز الصحف الصينية الرسمية على كلمة الرئيس "شى" لنظيره المصرى "السيسى" بشأن إستعداد الصين للمشاركة فى خطة تطوير ممر قناة السويس، مع نقل الصحف الصينية لكلمة "شى" الدقيقية بأنه "يتعين على الجانبين تعميق التعاون فى مكافحة الارهاب والأمن ومواصلة تعزيز التبادلات بين الناس والتبادلات الثقافية".

 

11- تم إبراز كلمة "شى" إلى "السيسى" بأن (الصين تدعم تقدم التكامل فى أفريقيا، وترغب فى العمل مع مصر لتعزيز بناء البنية التحتية بشكل مشترك فى أفريقيا).

 

12- أفردت الصحافة الصينية الرسمية مساحة تحليلية كبيرة لكلمة "السيسى" بأن(مصر مستعدة للتعلم من تجربة الصين الناجحة فى مجال التنمية، ومواءمة خطة التنمية فى البلاد مع مبادرة الحزام والطريق التنمويةBRI، وتعميق التعاون فى مجموعة واسعة من المجالات).

 

13- وأخيراً، لاحظت الباحثة المصرية إشادة كبيرة من قبل الصحف الصينية بكلمة السيسى للرئيس "شى" وحديثه عن أن (مصر تقدر جهود الصين فى دعم العدالة فى قضية الشرق الأوسط، وتأمل أن تواصل الصين القيام بدور بناء).

 

14- ولعل أبرز ما إستوقف الباحثة المصرية فى الصحافة الغربية بشأن تحليل تلك العلاقات الوطيدة بين القاهرة وبكين هو مقال كلاً من: جان بيرليز Jane Perlez و بيتر جودمان Peter Goodman الخبراء فى الشئون الصينية المنشور على موقع (إن واى تايمز) nytimes حيث جاء فى مقالهما التحليلى صراحة ً بأن (وجود اليد العاملة الصينية على رمال مصر دليل على تطلعات الصين العالمية). فبعد قرون من الضعف والعزلة، تستعيد الصين ما يعتبره قادتها مصيرها الطبيعى - التفوق فى آسيا، والإحترام فى جميع أنحاء المعمورة. من خلال المشاريع فى مصر وغيرها، تستغل الصين نفوذها الإقتصادى الهائل لتوسيع نفوذها الجغرافى السياسى، وتوجيه الإستثمار لجذب الحكومات التى تسيطر على الأصول الحيوية مثل الجانب المصرى.

 

وهكذا يتضح مما سبق، أن مشاركة الرئيس (عبد الفتاح السيسى) بمنتدى الحزام والطريق فى العاصمة الصينية بكين، تعكس مكانة مصر الدولية، حيث تحدث خلالها بلسان مصر وأفريقيا فى الوقت ذاته مع ترأس مصر لدورة الإتحاد الأفريقى الحالى طيلة عام 2019. ولعل هذا ما أبررزته الصحافة الصينية والخبراء الصينيين كما يتضح فى العرض السابق، ويتفق بين رؤى الزعيمين "شى" و "السيسى" بأن تفعيل مبادرة الحزام والطريق سيكون له تداعيات إيجابية في ربط الطرق اللوجيستية فى العالم، مثلما ذهب إليه الرئيس "السيسى" خلال كلمته فى أعمال القمة عن ضرورة الربط بين "بحيرة فكتوريا" وموانئ البحر المتوسط، حيث أن تلم المبادرة الصينية للحزام والطريق من شأنها أن تربط مناطق مختلفة بالعالم بإقتصاديات ناشئة لوجيستياً وإستراتيجياً بما يحقق المنفعة المتبادلة ويعزز المصير المشترك للبشرية وفق مبدأ رابح – رابح، وهى نفسها المبادى التى أكدها ودافع عنها الرئيس الصينى "شى جين بينغ" وتوافقت الرؤى بينه وبين الرئيس "السيسى" فى إطارها.