بعد عامين على اعتقاله.. شرطي أمريكي مُسلِم يتحدث أخيراً عن «قتله» أستراليةً خوفاً من «كمين»

أدلى شرطي أمريكي مسلم سابق في شرطة مينيابوليس الأمريكية بشهادته أمام المحكمة خلال محاكمته بتهمة إطلاق النار وقتل مدربة الحياة الأسترالية جاستن داموند.

وأشارت صحيفةThe Guardianالبريطانية إلى أن الحادث وقع بعد اتصال داموند، التي لم تكن مسلحة، بالشرطة للإبلاغ عن اشتباهها في اعتداء جنسي بالقرب من منزلها.

وأوضحت الصحيفة، الجمعة 26 أبريل/نيسان 2019، أن الشرطي السابق أخبر المحكمةَ بتدريبه على الكمائن المحتملة، قائلاً إنه تعلّم أن ردَّ الفعل المتأخر «يعني أنّك ستموت».

من محلل صيدلاني إلى ضابط شرطة

رفض محمد نور، التحدُّث أمام المحققين بعد إطلاقه الرصاص على جوستين روسزيك داموند في يوليو/تموز 2017، وكانت شهادته على منصة الشهود أول تصريح علني له منذ الحادث.

وصف نور، المسار غير التقليدي الذي سلكه قبل أن يصبح ضابطاً؛ إذ كان يعمل محللاً صيدلانياً قبل أن يقرر تغيير وظيفته، ثم سرد تفاصيل تدريب المستجدّين والتي خضع لها مدة 29 أسبوعاً في عام 2015.

فُصل نور، شرطي أمريكي مسلم من سلك الشرطة عقب توجيه الاتهام إليه، وقال محاموه إنه قبل أن يطلق النار شعر بالذعر، لسماع ضجة خارج سيارة الدورية فخشي أن يكون ذلك كميناً.

محمد نور رفقة محاميه داخل المحكمة/ رويترز
 
محمد نور رفقة محاميه داخل المحكمة/ رويترز

وصف الشرطي السابق، الخميس 25 أبريل/نيسان 2019، تدريبات التصدي للكمين والتي تضمنت حالات مثلضابطين في سيارة الدورية، وأداء مهام روتينية، ومدرب يصرخ «تهديد»، وقال نور إنه على الضباط اتخاذ قرار سريع بشأن إطلاق النار.

وقال نور: «الفعل أفضل من رد الفعل»، وتابع: «إذا كنت من يقوم بردِّ الفعل، فهذا يعني أن الوقت قد فات لحماية نفسك.. وسوف تموت».

وصف نور تمريناً آخر، حيث أُرسل إلى مكان ما، وسمع طلقات نارية، وقال إنه بدلاً من تقييم التهديد، ركض نحوه، وعندها أطلق عليه أحد المدربين كُرات الطلاء ببندقيته.

وقال المحامي توماس بلانكيت: «لذا فإن المغزى هو أنك إذا لم تؤدِّ عملك بشكل صحيح، فسوف تُقتل». ردَّ نور: «نعم يا سيّدي».

إلى شرطي أمريكي مسلم متهم بقتل «مدربة حياة»

أثارت وفاة داموند (40 عاماً)، التي كانت تستعد لزواجها بعد شهر من تاريخ مقتلها، الغضب والاستنكار في الولايات المتحدة وأستراليا، وهو ما كلف قائدة شرطة المدينة وظيفتها وأسهم في الهزيمة الانتخابية للعمدة بعد بضعة أشهر.

لم يعثر المحققون على الأدلة الجنائية لبصمات داموند على السيارة، لذا يتشكك ممثلو الادعاء في الضجة المزعومة، التي يُفترض أن داموند قد أحدثتها وهي تضرب السيارة في أثناء اقترابها منها.

وشكَّك ممثلو الادعاء كذلك في توقيت الارتطام الذي ذكره زميل شرطي أمريكي مسلم ماثيو هاريتي، للمرة الأولى، إذ لم يذكر أنه في ليلة إطلاق النار، بل بعد بضعة أيام، وفقاً لأقواله خلال استجوابات المُحقِّقين.

وأكد مكتب الأمن الجنائي أن نور وزميله لم يشغِّلا الكاميرا المثبَّتة على جسديهما، ولم تلتقط الكاميرا المثبَّتة بالسيارة الحادث، وألقى هاريتي باللوم على ما سماه سياسة مبهمة لا تتطلَّب ذلك.

بعد وفاة داموند، شدّدت إدارة الشرطة على ضرورة تشغيل الكاميرات فور الرد على مكالمة.

داموند كانت بيضاء، ونور شرطي أمريكي مسلم سابق البالغ من العمر 33 عاماً، أمريكي من أصل صومالي احتفل قادة مينيابوليس بتعيينه قبل الحادث، باعتبار ذلك إشارة إلى تنوع قوة الشرطة في مدينة بها عدد كبير من المهاجرين الصوماليين.

تحدَّث نور حول الهجرة من الصومال إلى الولايات المتحدة، إذ أصبح مواطناً أمريكياً في عام 1999، وقد عاش أولاً بشيكاغو، ثم انتقل إلى مينيابوليس، حيث قال إنه وقع في حُب المدينة. وقال الشرطي السابق: «كنت أرغب دائماً في الخدمة».