نوكيا "تصطاد في الماء العكر".. وتتحدى هواوي بأميركا

في وقت لم تخمد به الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، برزت شركة "نوكيا" الفنلندية بديلا لـ"هواوي" الصينية، التي تواجه صعوبات بشأن استمراها في السوق الأميركية.

وحولت "نوكيا"التي كادت أن تختفي تقريبا، نفسها إلى مصنع عالمي لمعدات الاتصالات السلكية واللاسلكية، استعدادا لأنظمة الجيل الخامس من الاتصالات اللاسلكية.

ومن خلال ما تنتجه "نوكيا" اليوم من معدات للاتصالات الخلوية والهواتف الذكية وأنظمة الجيل الخامس اللاسلكية، أصبحت تتصدر المرتبة الثانية في سوق الاتصالات بعد شركة "هواوي".

 

وتدفع الإدارة الأميركية باتجاه وقف مبيعات "هواوي" في الولايات المتحدة، بسبب المخاوف من سيطرة السلطات الصينية على الشبكة الأميركية، بما يمكن بكين من تعطيل الاتصالات أو التجسس.

ومع استعدادالعالم لترقية الأنظمة اللاسلكية إلى الجيل الخامس، وهي تقنية فائقة السرعة، تطرح "نوكيا" نفسها في السوق الأميركية كبديل محتمل لشركة "هواوي".

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "نوكيا" راجيف سوري، في خطاب ألقاه في فبراير الماضي، إنه بدونأنظمة الجيل الخامسالآمنة، فإن "الأسرار التجارية الأساسية ستقع على عاتق تلك الشبكات".

وتسعى "نوكيا" إلى تعزيز وجودها في الصين من خلال مشروع مشترك مع شركة صينية مملوكة للدولة.

وتوظف "نوكيا" ما يقرب من 17 ألف موظف في الصين، أي حوالي 3 أضعاف عدد موظفيها في فنلندا.

ونقلت صحيفة "ووسل ستريت جورنال" الأميركية عن سوري، قوله إن هدفه هو أن يكون أكبر مورد أجنبي للصين.

وفي العام الماضي، استحوذت أعمال "نوكيا" في الصين على ما يقرب من 10 بالمئة من المبيعات، أي ما يعادل 2.1 مليار يورو (2.4 مليار دولار).

وفي يوليو الماضي، وقعت "نوكيا" صفقة بقيمة 1.1 مليار دولار لتوفير المعدات والخدمات لشركة "تشاينا موبايل" المحدودة، أكبر شركة للهاتف المحمول في العالم من حيث عدد المشتركين.

وبعد ثلاثة أسابيع، حصلت على صفقة بقيمة 3.5 مليار دولار لبيع معدات وخدمات الجيل الخامس لشركة "تي موبايل يو إس" الأميركية.

لكن يبقى الطريق أمام شركة "نوكيا" طويلا للحاق بـ"هواوي"، التي بدأت تتوسع خارجالصينقبل عقدين، وحازت على مكانة عالمية كبيرة في العديد من الدول.