تحدّيات وحلول

د.محمد طالب عبيدات

تحليل الناس ﻷي معضلة أو مشكلة وتشريحها سهل جداً، وطرح اﻷسباب والمسببات غالباً يتفنن الناس به ويبدعون ﻷن كلا منهم يبرر اﻷمور كيفما يشاء، لكن المشكلة أن هؤلاء الناس ليس لديهم حلول واضحة أو عملية للمشاكل أو التحديات أو المعضلات؛ ولذلك نحتاج لحلول إبداعية وخلّاقة خارج الصندوق:

1. البعض يجعل من التحديات حائط مبكى وجلدا للذات لغايات أن يعزف على أوتار اﻷسباب والمسببات بحيث يطرح مئات أو آلاف اﻷسباب لها دون أن يطرح أي حل يذكر.

2. الحلول العملية والواقعية واﻹقتصادية ذات الكفاءة هي المطروحة على اﻷرض وليس الحلول التنظيرية وغير القابلة للتطبيق.

3. أحياناً تكون الحلول بحاجة ﻷصحاب قرار شجعان أو دعم مادي أو لوجستي أو غيرها، لكن هذه الحلول يجب أن تكون ناجعة.

4. بعض الحلول تحتاج لرؤية وإستراتيجيات وبرامج ومشاريع كالمعضلات اﻹقتصادية والسياسية واﻹجتماعية، والحلول ليست بالسهلة أحياناً.

5. الناس البعيدون عن موقع القرار يتصورون أحياناً أن الحلول سهلة وممكنة لكن معظم اﻷحيان الحلول تحتاج لرزمة من القرارات المكلفة مادياً ووقتاً وجهداً وقوى بشرية ولوجستية وغيرها.

6. نحتاج لثقافة طرح اﻷسباب والحلول وقرنهما معاً دائماًً، لا العزف على أوتار اﻷسباب والمسببات فقط دون الحلول.

7. نحتاج أيضاً ليطوّر منظرو اﻷسباب والحيثيات مهاراتهم اﻹبداعية وعقلياتهم لتشمل الحلول الناجعة والعملية.

8. نحتاج لندرّب جيل الشباب القادم على ثقافة الحلول الإستراتيجية لا الفزعويّة؛ ونحتاج لنساهم جميعاً في تغيير ثقافتنا المجتمعية في هذا الصدد.

بصراحة: لا نحتاج لمنظّرين ﻷسباب التحديات والمشكلات فالكل يعرفها ويدركها جيداً، لكننا بحاجة لمبدعين في الحلول العملية والواقعية والتي تتناسب مع إمكانياتنا وظروفنا وحالتنا وطبيعتنا وقدراتنا وميولنا ورغباتنا وغيرها.//