محمد بن راشد يشهد الجلسة الافتتاحية لمنتدى الإعلام العربي 2019

شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، اليوم، الافتتاح الرسمي لمنتدى الإعلام العربي في دورته الثامنة عشرة في دبي، في مركز دبي التجاري العالمي بمشاركة نحو 3000 من قيادات الإعلام العربي والمفكرين والكُتّاب والمثقفين ورؤساء تحرير الصحف الإماراتية والعربية، والقيادات التنفيذية لمؤسسات إعلامية عالمية والأكاديميين وطلبة الإعلام في دولة الإمارات والمنطقة.



وحضر سموه الجلسة الافتتاحية المخصصة لوزراء الإعلام العرب، وتحدث فيها معالي علي بن محمد الرميحي، وزير شؤون الإعلام في مملكة البحرين، ومعالي حسين زين، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، بجمهورية مصر العربية، وأدار الحوار الإعلامية بمؤسسة دبي للإعلام نوفر رمول، حيث تطرقت الجلسة لمناقشة أوجه التطوير التي يجب العمل عليها للنهوض بالمحتوى العربي عبر وسائل الإعلام المختلفة، وضرورة تطوير المؤسسات الإعلامية لا سيما الحكومية منها، وتحديث استراتيجيتها لصياغة رؤية جديدة بما يتوافق مع المستجدات التي تشهدها المنطقة والعالم، وسبل تعزيز مصداقية الإعلام الحكومي وتعزيز المنظومة الإعلامية الشاملة بشقيها الحكومي والخاص.

وبدأ معالي وزير شؤون الإعلام البحريني حديثه بالإشادة بالتطور الكبير الذي أحرزته دولة الإمارات في الكثير من المجالات ومن بينها قطاع الإعلام، منوهاً بالمكانة الرفيعة التي يتمتع بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كأهم رواد التأثير الإيجابي في المنطقة، والقدوة التي يقدمها سموه من خلال حرصه على التفاعل المباشر مع الإعلام، ما يعكس تقدير سموه لأهمية دور الإعلام في خدمة أهداف التنمية.

وأشار الوزير البحريني إلى أن تراجع الأداء الإعلامي في المنطقة مرده في الأساس تخوّف المسؤولين الحكوميين من التفاعل مع الإعلام، وعدم امتلاكهم استراتيجيات واضحة للتعاطي بكفاءة وبصورة مدروسة مع وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يؤثر بشكل كبير في قدرتهم على توصيل رسائلهم إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع.

وأكد معالي علي الرميحي ضرورة التحول من الحديث عن "صناعة الإعلام" إلى التركيز على "صناعة التأثير" بما يتطلبه ذلك من زيادة المخصصات اللازمة لتحديث منظومة الإعلام العربي، مشيرا إلى أن حجم الإنفاق العالمي على الإعلام في العام 2015 تجاوز حجم الإنفاق العسكري للعالم في هذا العام، منوها أن صناعة التأثير تشكل جوهر الرسالة الإعلامية التي بات يفتقده الإعلام العربي.

وأشار وزير الإعلام البحريني إلى أن حجم القنوات التليفزيونية في العالم العربي لابد ألا يشكّل مصدراً للهلع، منوهاً أنه يوازي تقريباً عدد القنوات العاملة في الولايات المتحدة الأمريكية التي يوجد بها نحو 2600 قناة. ولفت الوزير إلى أن الإعلام الحكومي في منطقتنا يتميز عن وسائل التواصل الاجتماعي بتمسكه بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة، كما أنه يتمتع بقدر كبير من المسؤولية التي تفتقدها بشكل كبير تلك المنصات.

وأختتم معالي الرميحي كلمته بالإشارة إلى أن التشخيص للتحديات التي يواجهها الإعلام لا يزال "عاماً" في حين تبقى الحاجة إلى تشخيص "فردي" لكل حالة على حدا، مؤكدا ضرورة تطوير قطاع الإعلام في العالم العربي بالاستعانة بمؤسسات عربية لأن الاعتماد على شركات غربية في تحليل المشهد الإعلامي وتقديم التوصيات الخاصة بالتطوير أمر ليس ذي جدوى، إذ لابد أن يتم تشخيص التحديات من الداخل وفقاً لكل ما تراه كل دولة وما يناسبها من إجراءات.

وشدد الوزير المسؤول عن الملف الإعلامي في مملكة البحرين على أن الإصلاح يجب أن يكون وفق مسارين: الأول تعزيز الوعي في التعامل مع الإعلام على أن يبدأ ذلك من خلال مرحلة المدرسة وبالتعاون مع المؤسسات التعليمية والتربوية، والمسار الثاني هو العمل على تنظيم قطاع الإعلام من خلال تشريعات مصممة للإعلام الاجتماعي والتقليدي وهو ما أصبح ينادي به الإعلاميون أنفسهم.

الحدث الأكبر

من جانبه بدأ معالي حسين زين حديثة بتوجيه التحية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، معرباً عن تقديره للتنظيم المحكم لمنتدى الإعلام العربي في دبي كالحدث الأكبر في المنطقة الذي يجمع قيادات الإعلام من مختلف انحاء المنطقة للتعرف على رؤاهم حول سبل دفع حركة تطوير قطاع الإعلام بما يتناسب مع تشهده دول المنطقة والعالم من حولها من متغيرات.

وأكد زين أن الإعلام الحكومي ونظيره الخاص يعملان ضمن منظومة واحدة لكن الاختلاف الوحيد قد يكون في المحتوى الذي يقدمه كلاً منهما للمتلقي الذي يواجه العديد من الضغوط التي يجدها فيما يصله من معلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتؤدي لزعزعة ثقته في الإعلام الحكومي، حيث يجد المتلقي نفسه محاصراً بمن يشككونه فيما يصدر عن الإعلام الحكومي من بيانات وأخبار، على الرغم من تحليها بالشفافية والصدقية والمسؤولية تجاه المواطن مقارنة بالأخبار التي يتم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي.

ونوه رئيس الهيئة الوطنية للإعلام بجمهورية مصر العربية بضرورة العمل ضمن مسارين لتوعية الرأي العام المجتمعي تجاه الأخبار التي يتم تداولها في الإعلام، أولهما الأسرة، مشيدا ًفي هذا الصدد بتجربة دولة الإمارات في الاهتمام بالأسرة والرعاية المجتمعية وتنشئة الأجيال الجديدة، وهو ما يعزز إلى حد كبير الوعي المجتمعي خاصة لدى الأجيال الجديدة التي ستحمل مسؤولية التطوير لسنوات طويلة قادمة، وتخريج أجيال قادرة على الفرز بين الغث والسمين، أما المسار الثاني وهو المسار التشريعي الذي تتلاقى مع دور الأسرة في التحكم في مسيرة العمل الإعلامي لصونه وضمان حق المواطن في الحصول على معلومة من مصادر موثوقة.

وحول انتشار الأخبار الكاذبة والمغلوطة، أكد زين أن هناك سباق محموم بين القنوات التلفزيونية على السبق الخبري، لكن المصداقية في النهاية تكون مصدرها من الإعلام الحكومي، وعلى الرغم من التشويش الذي قد يصاحب الأخبار الحكومية إلا أن المواطن يعتمد على المصدر الرسمي، وربما يعود للإعلام الخاص باحثاً عن التفاصيل، مؤكداً أن الحياد والموضوعية أصبحت مسألة نسبية وأصبحت تخضع لتوجهات المؤسسات الصحافية.

وفي نهاية مداخلته أمام الجلسة الافتتاحية لمنتدى الإعلام العربي، قال معالي حسين زين إن العالم العربي بحاجة إلى منظومة موحدة يمكن من خلالها توحيد الخطاب الإعلامي العربي، والتحدث بلسان حال واحد بشأن مختلف القضايا التي تهم المنطقة وتعنى بمستقبلها.

وفي مستهل الجلسة الافتتاحية ألقت سعادة منى غانم المري، رئيسة نادي دبي للصحافة رئيسة اللجنة التنظيمية للمنتدى كلمة رحبت خلالها بضيوف منتدى الإعلام العربي الذي انطلق بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، من أجل ترسيخ أسس حوار هدفه تعزيز دور الإعلام لمستقبل أفضل للمنطقة عنوانه التقدم والازدهار.

وقالت: "نجتمع اليوم وقد مرّت بصناعة الإعلام العالمية متغيرات كثيرة ... فقد تابعنا منذ أشهر الإعلان عن أول قارئ نشرة "روبوت".. في وقت يتأهب فيه العالم لاستقبال الثورة الصناعية الرابعة، التي بدأت دولة الإمارات في اتخاذ التدابير اللازمة لتحقيق الريادة فيها، بمشاريع ومبادرات وبرامج مستقبلية طموحة.

وأضافت المرّي: "إن وضع تصورات موضوعية لمستقبل الإعلام، يتطلب مراجعة دقيقة لواقعه.. والنظر في مدى توافق ما يقدمه الإعلام مع ما يتطلع إليه الناس... والوقوف على مقدار استيعاب التقدم التكنولوجي السريع الذي تواجهه مؤسساتنا الإعلامية".

واختتمت كلمتها قائلة:" هدفنا مواكبة متطلبات هذه المرحلة، وتأكيد الإسهام الإيجابي للإعلام على كافة الأصعدة، بحوار مهني أساسه الشفافية وغايته صالح الإنسان".