"العربية لحقوق الإنسان" تعقد اجتماعا استثنائيا لمناقشة قرار ترمب حيال القدس

"العربية لحقوق الإنسان" تعقد اجتماعا استثنائيا لمناقشة قرار ترمب حيال القدس

 

التأكيد على أن القرار ينتهك جوهر حقوق الإنسان ويهدد الأمن والسلم العالميين

 

عمان – بترا

عقدت الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان اجتماعا استثنائيا في عمان أمس لمناقشة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، واعتبارها عاصمة للاحتلال الإسرائيلي.

 

وناقش الاجتماع الذي شارك به مسؤولو المؤسسات الوطنية الأعضاء في الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، من فلسطين ومصر وقطر والمغرب وعُمان إضافة إلى الأردن، على مدى يومين، الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الأعزل في مواجهة آلة القمع والقتل الإسرائيلية، والخروج بموقف واضح وخطة عمل موحدة لدعم وحماية حقوق الفلسطينيين وفقا للآليات القانونية الدولية.

 

وقالت رئيسة الشبكة فافا بن زروقي في كلمة لها "رمت مرة أخرى اكبر قوة في العالم بثقلها إلى جانب الاحتلال الصهيوني في فلسطين، بالرغم مما تدعيه من رعايتها لعملية السلام عبر إعلانها الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارتها إليها، منتهكة بذلك قرارات الشرعية الدولية من قرار تقسيم فلسطين، وما يتضمنه من قرار تدويل القدس".

 

وأضافت "ان الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت مؤخرا بأغلبية كبيرة لصالح مشروع قرار يحث الولايات المتحدة على سحب قرار اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وهو ما يعبر عن وقوف المجتمع الدولي إلى جانب الحق الفلسطيني، ونحن اليوم كمؤسسات وطنية لحقوق الإنسان أمامنا عمل كبير بعد نجاح الدبلوماسية العربية والإسلامية والدولية في إثبات حق الشعب الفلسطيني الأصيل والطبيعي".

 

وحثت بن زروقي المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان (الأعضاء في الشبكة) على رصد الانتهاكات التي يعترض لها الشعب الفلسطيني على أرضه، والعمل مع الشبكات الإقليمية وغير الإقليمية لتوثيق ممارسات الاحتلال التي تنتهك حقوق الفلسطينيين الاقتصادية والاجتماعية والدينية والثقافية والتاريخية، وتنفيذ التوصيات التي تصدر عن المكتب التنفيذي أو الجمعية العامة للشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في الشان مدار البحث".

 

وأكدت استعداد الجزائر لاستضافة مؤتمر دولي حول الاحتلال الصهيوني وواقع حقوق الإنسان في فلسطين بالاشتراك مع الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، مع دعوة شخصيات دولية وازنة، بحيث يركز المؤتمر على الوضع القانوني للأراضي المحتلة منذ سنة 1967، والقانون الدولي الجنائي والاحتلال الصهيوني، والاحتلال الصهيوني وأجندة 2030 للتنمية المستدامة، والاستراتيجيات المتاحة بعد حصول فلسطين على صفة دولة ملاحظ غير عضو في الأمم المتحدة".

 

وشكرت بن زروقي الأردن على استضافة هذا الاجتماع الطارئ، مشيدة بخصوصية مكان انعقاد الاجتماع (الأردن) الجار لفلسطين والقدس المحتلة.

 

ورحب المفوض العام للمركز الوطني لحقوق الإنسان الدكتور موسى بريزات بالحضور الذي ضم رئيسة الشبكة فافا بن زروقي وعددا من كبار مسؤولي المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في عدد من الدول العربية الأعضاء في الشبكة.

 

واعتبر بريزات إعلان الرئيس الأمريكي حيال القدس "انتهاكا صارخا لجوهر منظومة حقوق الإنسان، وتقويضا للنظام الدولي، وتهديدا للأمن والسلم العالميين، فضلا عن كونه ينطوي على إساءة بالغة للشعور الديني لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم، وأكثر من ثلثي المسيحيين حول العالم".

 

وحث بريزات على ضرورة "استغلال ما وصفها باللحظة التاريخية الحاسمة لتجذير الوعي الشعبي حيال عروبة القدس وعدالة القضية الفلسطينية (بمفهوم حقوقي)، بوصف ذلك جزءا أصيلا من الأدوار الواقعة على كاهل المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، فضلا عن ضرورة مواجهة الدعاية الصهيونية حول العالم بقوة القانون، من خلال تنشيط مؤسسات المجتمع المدني في الساحات والمؤسسات الدولية، ومخاطبة النخب العربية والمفكرين وقادة وصناع الرأي".

 

من جانبه استعرض المدير العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في فلسطين عمار الدويك، واقع الحال في مدينة القدس التي تتعرض لأشرس حملة تهويد عرفتها في تاريخها، حيث يعمد الصهاينة إلى تفريغ المدينة من سكانها الأصليين الفلسطينيين وتضييق الخناق عليهم بالضرائب الباهظة وهدم المنازل، وبناء المزيد من المستوطنات الهادفة إلى تغيير الواقع الديمغرافي للمدينة المحتلة".

شرح صورة

د. موسى بريزات