مديرية التنمية: يومية المتسول 60 دينارا في العقبة

لجنة المكافحة تكشف للانباط أغرب الحالات التي ضبطتها


 

العقبة – طلال الكباريتي

قال رئيس لجنة مكافحة التسول في تنمية العقبة محمد بني عيسى أن اللجنة نفذت منذ مطلع العام الحالي 170 حملة لمكافحة التسول ضبطت خلالها72  متسولا بالغا و 47 حدثا .

وأضاف بني عيسى للأنباط أنه خلال حملاته لضبط المتسولين كشف أن أغلب المتسولات في العقبة يتخذن السم والحبوب في جيوبهن كسلاح تهديد لعدم ضبطهن وتسليمهن للمراكز الأمنية .

وكشف بني عيسى أن المتسولين من سكان العقبة الذين ضبطتهم اللجنة لا يتجاوز عددهم العشرة، لافتا أن أغلب المتسولين في العقبة يتخدون التسول كغطاء للابتزاز .

وفيما يتعلق بأغرب الحالات التي ضبطتها اللجنة لمتسولين خلال حملاتها فقد كشف بني عيسى أن أحداها تمكنهم من ضبط  متسولة 27 عاما، في مسجد الكالوتي في الثامنة على الرغم من إشهارها سلاحا أبيض في وجوههم .

وأوضح بني عيسى أن هذه الحالة كانت في الشهر الماضي خلال حملاتهم لضبط المتسولين في مسجد الثامنة، وكانت الخطة بوقوف كل عضو لجنة أمام بوابة محددة وقت خروج المصلين .

ولفت أنه بعدما خرجت من المسجد وجمعت الكثير من المال، فوجئت بعضو اللجنة أمام بوابة، فهربت الى البوابة الثانية المطلة على الشارع الرئيسي لتجد الآخر بالمرصاد .

وتابع قوله ان المتسولة وقتها تمكنت من الهروب بعدما أخرجت سلاحها الأبيض من جيبها وهددت به وساعدها  دعوة المصلين وإمام المسجد لتركها وشأنها وبعدها طاردتها اللجنة في الشوارع و قبضوا عليها وحولوها الى القضاء .

وبين أن أغلب المتسولات في العقبة يسخرهن أزواجهن لهذا السلوك، مشيرا الى أنهن يعترفن بذلك خلال تحويلهن الى القضاء بعد إنكارهن، وتحول اللجنة أزواجهن بعد اعترافهن الى الحاكم الإداري بتهمة التسخير .

وكشف أن أغرب حالات التسول التي ضبطتها اللجنة مؤخرا، أخوان كانا بسيارتين فارهتين على شاطىء المينا هاوس، يسخران زوجاتهم و أبنائهم للتسول من رواد الشاطىء وبعد كل فترة يسلمون ما جمعوه من المال الى الزوجين .

وأكد على أن اللجنة تمكنت مؤخرا من ضبط تلك الأسرتين، وحولوهم الى الحاكم الإداري، مشيرا الى أن الزوجين الآن وراء قضبان السجن، ونفذ بحقهم إقامة جبرية في مكان إقامتهم لمدة سنة  .

وكشف أيضا أن أبرز حالات التسول في العقبة، طلب متسولة من صيدلية دواء  معينا لابنها الذي تدعي بمرضه، وبعدها يتبرع صاحب الصيدلية بهذا الدواء لتلك المتسولة، ثم تقف المتسولة أمام الصيدلية تعرض بيعه على المارة بنصف الثمن.

وحذر بني عيسى أبناء العقبة من أخطر المتسولات في العقبة، مشيرا الى أن إحداها تركز تواجدها أمام مخبز وسوق العاشرة .

وكشف بني عيسى أن تلك المتسولة و زوجها يملكان سيارتين، وتشكي الفقر والعوز بأن أولادها لا يملكون كسرة الخبز و خطة عملهم أن ينتظرها زوجها بالقرب من منطقة تسولها و تأتيه بالمال كل فترة .

وأوضح أن أخطر المتسولات أيضا يتواجدن في الشارع المحاذي لمحمص الشعب الرئيسي و شركة أورانج بالاضافة الى قرب مطعم بجوار سوق الذهب، يتركز هدفهن على سرقة المارة و ابتزازهم .

ولفت الى أن إحدى متسولات العقبة بعد ضبطها مؤخرا بعد صلاة الجمعة، كشفت خلال حديثها معهم، خط سير حملتهم السابقة و أماكن توقفهم لضبط المتسولين وبداية وقت حملتهم وانتهائها .

وذكر ان التسول في العقبة يضم شبكات، و يلجأون للعقبة لوجود حماية لهم من شيوخ ووجهاء مضيفا أنه بعد ضبطهم يناشدون اللجنة بتركهم " أنا من طرف الشيخ فلان" إلا أن اللجنة تتمسك بقرار ضبطهم .

وذكر أيضا أنه عندما ضبط مؤخرا حدث متسولا، وكشف الطفل المتسول للجنة أن المنطقة التي يتسول فيها مخصصة لمتسول آخر، ويدفع له دينارا على كل ساعة يتسول فيها في تلك المنطقة .

وعن المبالغ التي ضبطتها لجنة المكافحة خلال حملاتهم فقد كشف بني عيسى أنه يتراوح من 60 الى  700دينار، مضيفا أن اللجنة ضبطت متسولا خلال عيد الأضحى المبارك بحوزته ألفي دينار كانت حصيلة ما جمعه خلال العيد .

وأوضح أن أغلب المتسولين الذين تضبطهم لجنة المكافحة لديهم سيارات فارهة وبيوت، ومن خارج المحافظة، مشيرا الى أن التسول بات مهنة لديهم ومربحة وزاد قوله أن "العفيف لا يسأل الناس المال" .

وأكد على أن كثيرا من تلك الشبكات تستخدم التقارير الطبية و تنسخها لأعضاء الشبكة ليمارسون مهنة التسول ويعرضونها على المارة وفي المساجد لجمع أكبر عدد من المال ولتستميل عواطف أبناء العقبة .

وذكر أنه وجد كثيرا من المتسولين بعد انتهاء عملهم اليومي يذهبون الى أفخر مطاعم العقبة، ويشترون الوجبات بالاضافة الى الخمور لذويهم .

ولفت أن كثيرا من المتسولين كشفوا للجنة  خلال ضبطهم أن يوميتهم 60 دينارا، ولا يجب أن تقل عن ذلك، وإن قلت قد يتعرض للضرب من أبيه، أو يمنعه من دخول البيت .

وعن الصعوبات التي تعيق لجنة مكافحة التسول فقد كشف بني عيسى أبرزها عدد كبير من أبناء العقبة، بحمايتهم خلال ضبطهم أو لومهم بأن يضبطوا الفاسدين .

وأشار بني عيسى الى أن التسول التي باتت مهنة لعدد من أبناء المحافظات في العقبة، من أخطر السلوكيات في المملكة، لافتا أنها تضم السرقة والدعارة وتعاطي الحشيش والإدمان .

وناشد بني عيسى أبناء العقبة الى تعاونهم مع لجنة المكافحة خلال حملات الضبط للحد من هذه الظاهرة مشيرا الى أن ظاهرة التسول في العقبة بدأت تقل بالمقارنة مع السنوات الماضية مبررا الوضع الاقتصادي بالاضافة الى وعي المواطنين .

وثمن بني عيسى جهود سلطة العقبة بتأمينهم باصا وموظفا لتنفيذ حملاتهم الرقابية، ومساعد المحافظ ابراهيم النجادات لتواصله اليومي وإرشاده بالاجراءات القانونية الواجب اتباعها خلال حملاتهم// .