الملك واسرته في مأدبا وجرش والطفيلة..
الملك واسرته في مأدبا وجرش والطفيلة..
د.ضيف الله الحديثات
فليسمح لنا سيد البلاد أن نقول له باعلى صوتنا، اننا بحاجة لك كحاجتنا للهواء والماء، فانت الامن والامان والاستقرار والوئام، نعتب عندما تتأخر علينا، رغم ادراكنا أن الفارس لا يخذل اهله، وانت تحملنا بحلك وترحالك.
اللقاءات الملكية الدائمة في القرى والبوادي والمخيمات، تحقق مبتغاها في الكثير من الأحيان، باعادتها رسم الامل في النفوس وشحذ الهمم،الامر الذي ينفض الغبار عن صورة الوطن الناصعة البياض، رغم ما يعترض مسيرتنا من منغصات لا تتوقف عند الهم الاقتصادي .
زيارة الملك يوم امس لمحافظة مأدبا، كانت جزءا يسيرا من النشاطات الملكية في الداخل والخارج، وترجمة حقيقية لواقع العلاقة بين القائد وشعبه.
فالبعد الانساني والعطف الابوي، تجلى عندما زار جلالته منزل الضابط المصاب غسان الزواهرة، واطمأن عليه وعلى اسرته، وهنا برزت الرؤية الملكية، بان يبعث جلالته رسالة واضحة لا تحمل التأويل، بان الاردنيين في وجدانه، وافراد وضباط القوات المسلحة محور اهتمامه وعنايته.
اما متابعته للانجاز، والبحث بادق التفاصيل، لم تغب عن بال سيد البلاد، عندما وقفت امامه الحكومة، وهو يتفقد مدينة مأدبا الصناعية، ممثلة بوزير الاشغال وادارة المدن الصناعية، وهنا لم يخف امتعاضه من التأخير الذي طرأ على المشروع، كما امر بسرعة انجازه، ووجه الحكومة في الوقت نفسه، بدعم المدن الصناعية التي تحت الانشاء فورا، لتخفيف الكلفة المالية عليها لتستطيع جذب الاستثمارات.
لقاء الملك عدد من ابناء محافظة مأدبا في محطته الثالثة، تخلله الحديث العفوي والمكاشفة وقد انصب تركيز جلالته على دور الاردن التاريخي في الدفاع عن قضايا أمتنا العربية والإسلامية، والقيام بواجبنا في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
لقاءات الملك الاخيرة، في الرمثا والسلط ومأدبا ومع رجال الساسة والاعلام، لم يغب عنها حالة التفاؤل والتحدي، بان مستقبلنا مشرق بتوفيق الباري عز وجل، وبارادتنا الصلبة، وتصميمنا على تخطي العقبات التي تعترض طريقنا بتحويل الاضطرابات والهزات التي اصابت المنطقة الى فرص، والمضي قدماً على رفع سوية اقتصادنا، من خلال سياسات حصيفة وبرامج تهدف إلى تحقيق النمو المستدام .
ام الحسين جلالة الملكة، تتابع عن كثب اصل البناء وتماسكه، المعلم صانع الاجيال في جميع انحاء المملكة، تدعمه وتنير الطريق امامه، بالتدريب والتأهيل والتشجيع، وفي الوقت نفسه تزور الفقراء وتقدم الدعم والمعونة لهم .
وهنا لا شك أن اسرة الملك يوم امس كانت خلية من النشاط والانجاز والمتابعة، فعندما زار سيد البلاد مأدبا في الوسط، كانت جلالتها في جرش شمالا تتفقد المدارس والجمعيات.
اما سمو الأمير الحسين ولي العهد، كان جنوبا في الطفيلة وبالتحديد في جامعة الطفيلة، لزيارة مركز الريادة والابتكار، للاطلاع على نشاطاته الهادفة لتعزيز وتمكين الفكر الريادي والابتكاري للشباب، هذا الامير الشاب طموحه لا يتوقف عند حد، وهو يتفقد اهله وعشيرته حيث قام امس الاول ايضا بزيارة الفنان ربيع شهاب في منزله للاطمئنان على صحته، وكانت الزيارة لها اطيب الاثر عند المجتمع الاردني بشكل عام، والوسط الفني بشكل خاص.
المثل الاردني يقول "الشمس ما بتتغطى بغربال" وانجازات اسرة الملك تماما مثل الشمس لا يمكن تغطيتها او انكارها، فهي واضحة على رؤوس الاشهاد، فجزاكم الله عنا خير الجزاء وابقاكم ذخرا وسندا لنا.