عمرو موسى: نحن بحاجة لإنتاج ربيع حقيقي أساسه الإصلاح

قال أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق الدكتور عمرو موسى: إننا كعرب عانينا من الفوضى التي أتى بها الربيع الأول، وبحاجة اليوم لإنتاج ربيع ثانٍ، حقيقيٍ، يصب في خانة الإصلاح والانطلاق نحو المستقبل.
وفي محاضرة ألقاها مساء الاثنين بمنتدى عبد الحميد شومان الثقافي بعنوان: لم يكن الربيع العربي ربيعاً.. ولكن سوف يأتي الربيع، وقدمه فيها رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري، شدد موسى على ضرورة إيجاد دور عربي جديد، يعيد له مكانته وحضوره في الإقليم، للخروج من حالة الفتور إلى المشاركة الفعالة في اتخاذ القرار.
واعتبر موسى أن أجيالنا المتشابكة، على مد العصور، من شباب وكهول ورجال ونساء؛ مفكرين ومهنيين؛ مدنيين وعسكريين، أخفقت في أن تفرض الحكم الرشيد، ليتمتع الناس بميزاته وانجازاته، وان تراكم هذه الإخفاقات أفقد هذا الجيل طرح مشروع عربي ديناميك تراكمي مستدام.
ونبه إلى ضرورة التسلح بنظرة تفاؤلية؛ فالأمة العربية تعيش حالة من القلق، خصوصاً بعد أحداث 2011، التي كانت نتاجاً لشبكة من الأسباب التي تفاعلت سوياً، لافتا إلى أن هذه الأسباب تندرج تحت أخطاء داخلية، ومؤامرات إقليمية، وتدخلات خارجية.
وأوضح أنه لولا سوء إدارة الحكم وممارسته ما كان يمكن أن يستمع أحد إلى "ترهات" الفوضى الخلاقة، ولولا سياسات الفوضى الخلاقة في إضعاف الحكومات والنظم ما تجرأت منظمات التطرف السياسي الاقتراب من حكم هذه المنطقة الواسعة، مبينا أن هذه الفوضى تم استغلالها من قوى عديدة، داخلية وإقليمية ودولية.
وأكد أن الإثارة والتهييج والقصور الفكري المرتبط بنزاع الشيعة والسنة يجب أن يتوقف فوراً، لتجنب الوقوع في هذا المطب، وأن الاستمرار بهذه السياسية المرتبطة بالعمل على الإيقاع بين أطراف وجماعات أو مجتمعات من شأنها أن تؤدي إلى أزمة مستدامة لا نهاية لها.
وبشأن الملف السوري، قال موسى: أمامنا سكة طويلة، فالتعمير يأخذ وقتاً كبيراً، وإعادة الناس واللاجئين والنازحين إلى بيوتهم، أمر واجب، يتطلب الكثير من الوقت والأموال الهائلة.
واعتبر أن هناك دوراً مهماً لدول الجوار (مصر، تونس، الجزائر، المغرب وغيرها) في إعادة استقرار ليبيا، لافتاً إلى أن ليبيا مرت بظروف صعبة، واستقرارها مقرون باستقرار الشمال الأفريقي، واستقرار بحر المتوسط، الذي يتطلب العلاج السليم والتعامل الصحيح مع الأزمة الليبية.
وبين المصري، في تقديمه للمحاضر أن من حق الثقافة المصرية علينا، أن نُذكر بفضلها وروحها ومفرداتها، لكونها صاحبة الجذور العميقة عربياً، في كياسة التهذيب، وفي لباقة التعبير الحضاري والدبلوماسي. --(بترا)