ضابط نازي عمره 97 عاماً يخضع للمحاكمة بسبب المحرقة
كشفت صحيفة The Sun البريطانية عن إجراء تحقيق مع الضابط النازي السابق كارل مونتر البالغ من العمر 97 عاماً، الذي تورط بمذبحة مشينة في الحرب العالمية الثانية، لادعائه أن وحدات شوتزشتافل العسكرية النازية «لم ترتكب أي جريمة جنائية».
وكان كارل مونتر الذي أفلت حتى الآن من الخضوع للعدالة بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، قال إنه «كان لديه الحق في إطلاق النار» على المدنيين، وفق ما ذكرتThe Sun البريطانية.
ولم يُحاسب كارل مونتر على الإطلاق عن الوقت الذي قضاه في وحدات تشوتزشتافل العسكرية المتهمة بارتكات جرائم حرب.
وشكك مونتر أيضاً في عدد القتلى اليهود في الحرب البالغ 6 ملايين، وقال إنه كان لديه حنين إلى ألمانيا النازية.
وأثارت تعليقاته غضباً في ألمانيا، وبدأت الآن تحقيقات معه بشأن خطاب الكراهية بموجب قانون التحريض على الكراهية العرقية «فولكفيرهيتزونغ» الذي يهدف إلى مقاضاة التحريض على الكراهية العرقية.
وإذا أدين كارل، فقد يتعرض للسجن لمدة 5 سنوات، ما يعني أنه سيموت خلف القضبان.
جرائم ضد الإنسانية
وفي أبريل/نيسان عام 1944، شارك كارل في مذبحة قُتل فيها 86 من الرجال والفتيان الفرنسيين في قرية أسك شمال فرنسا.
ووقعت حادثة القتل الجماعي تلك انتقاماً لتعرض قطار خرج عن مساره مليء بالجنود الشباب التابعين لهتلر من قبل أعضاء المقاومة.
وخلال تلك الفترة، كان مونتر عضواً في قوات شوتزشتافل التي نفذت تلك المذبحة، لكنه خرج من الخدمة دون أي متاعب.
ومما زاد من حدة الغضب، قال كارل لأحد البرامج التلفزيونية الألمانية في العام الماضي: «إذا اعتقلت رجالاً، فأنا مسؤول عنهم. وإذا ما هربوا، يحق لي أن أطلق النار عليهم».
وعندما سئُل عما إذا كان يشعر بالندم قال: «لا، على الإطلاق! لماذا يجب أن أندم، أنا لم أطلق رصاصة واحدة».
لستُ نادماً على الإطلاق
وأضاف مونتر: «انتبهوا، بالنسبة لمسألة حرق اليهود التي تنسب إلى هتلر، لم يكن هناك الملايين من اليهود بألمانيا في ذلك الوقت، وهذا ما ثبت بالفعل. هذا الرقم – 6 ملايين – غير صحيح».
بعد الحرب، حوكم 9 من المتورطين في مدينة ليل بفرنسا، لكن مونتر لم يتعرض للتوقيف وحوكم غياباً.
لكنه لم يواجه العدالة مطلقاً مع سقوط العقوبة بالتقادم بعد 20 عاماً، ولا يمكن مقاضاة مواطني الاتحاد الأوروبي بتهمة ارتكاب جرائم إذا كانوا قد أدينوا بها بالفعل في دول أخرى.
ما الذي حدث في مجزرة أسك في أبريل 1944؟
قبل عدة أشهر من غزو الحلفاء لنورماندي شمال فرنسا، فجر أعضاء المقاومة عبوات ناسفة على مسار للسكك الحديدية بالقرب من ليل.
هذا التفجير أخرج قطاراً عن مساره يحمل كتيبة من الفرقة المدرعة الثانية في قوات شتوتزشتافل النازية المكونة من جنود شباب تابعين لهتلر.
كارل مونتر/ THE SUN
ولم يُصب أحد بسوء، لكن العقيد والتر هاوك، الذي كان مسؤولاً عن النقل، أمر بهجوم انتقامي على قرية أسك القريبة.
في وقت متأخر من الليل، قامت فرقة بإخراج 86 من الرجال والفتيان من منازلهم إلى السكك الحديدية.
ثم اصطفوا وأطلقت القوات النار عليهم بدم بارد.
بعد الحرب، حُددت هوية الـ 17 مشتبهاً بهم في المجزرة، بما في ذلك والتر هاوك وكارل مونتر.
ولكن 8 فقط خضعوا لمحاكمة في عام 1949 وحُكم عليهم بالإعدام في حين لم يكن من الممكن تعقب الآخرين وحُوكموا غيابياً.