المجتمع الدولي يلغي قرار ترامب ... !!!
فارس شرعان
فشلت الادارة الامريكية رغم الضغوط التي مارستها والتهديد بوقف المساعدات الاقتصادية التي ستصوت لصالح قرار الجمعية العامة بالغاء قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني في تمرير هذا القرار ... فقد رفض المجتمع الدولي قرار ترامب باغلبية ١٢٨ صوتا مقابل ٩ اصوات ضده فيما امتنعت ٣٥ دولة عن التصويت، فتصويت الجمعية العامة يعتبر ضربة قوية للسياسة الامريكية المنحازة للكيان الصهيوني رغم انها وسيط في جهود السلام في الشرق الاوسط.
ما يفسر ارتفاع عدد الدول التي امتنعت عن التصويت التهديد الامريكي بوقف المساعدات الاقتصادية الا ان ذلك لم يمنع حصول مشروع القرار على اغلبية ساحقة شكلت صدمة كبيرة للرئيس ترامب وادارته وصفعة قوية من المجتمع الدولي ممثلا بالدول العربية والاسلامية والاوروبية والافريقية والدول المحبة للسلام..
من ناحية اخرى يشكل قرار الجمعية العامة للامم المتحدة انتصارا لقيم الحق والخير والعدالة ولارادة الشعوب المناضلة من اجل الحرية والاستقلال وانتصارا لفلسطين رغم المؤامرات التي تحيكها الادارة الامريكية المتحالفة مع الصهيونية العالمية.
كما اثبت تصويت الجمعية العامة ان التهديد الامريكي والضغوط السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تمارسها على دول العالم لا تخيف احدا وان غالبية دول العالم صوتت لصالح الحق والعدل وان التهديدات الامريكية ذهبت ادراج الرياح وان الاولويات الامريكية لم تعد تساوي قيمة الاوراق التي طبعت عليها خلافا لما توقعته الادارة الامريكية وترامب الذي لا يعترف الا بالبزنس وتحصيل الاموال وجمع الملايين بل المليارات من الدولارات ..
العديد من رؤساء دول العالم وفي مقدمتهم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان توقعوا من الرئيس الامريكي ان يسحب قراره باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني بعد ان الغي هذا القرار من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة الا ان الادارة الامريكية امعانا في فشلها السياسي على مستوى العالم اعلنت انها ستنقل سفارتها في الكيان الصهيوني من تل ابيب الى القدس رغم خسارة امريكا التي لا تقدر بثمن امام المجتمع الدولي ... في حين تسعى دول اخرى الى استصدار قرار من الأمم المتحدة باعتبار القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المتوقع قيامها.
دول عديدة سخرت من السياسة الامريكية وقرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني وتوقعت تأييد غالبية دول العالم لاعتبار القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.
معركة القدس السياسية والقانونية والمحافظة على عروبتها ومقدساتها الاسلامية والمسيحية باعتبارها اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين تعتبر نصرا مؤزرا للشرفاء الذين خاضوها ضد السياسة الامريكية والكيان الصهيوني وفي مقدمتهم الاردن باعتبارها وصيا على المدينة المقدسة وما فيها من مقدسات درتها المسجد الاقصى وتركيا رئيسة القمة الاسلامية التي عقدت في اسطنبول بعد قرار ترامب بايام وايران التي اعتبرت نتيجة التصويت في الجمعية العامة بمثابة نصر دولي لقضية القدس وعروبتها واسلاميتها وان غالبية دول العالم ضربت عرض الحائط بتهديدات ترامب وادارته بوقف المساعدات الاقتصادية عن الدول التي تصوت لصالح القرار.
كما تعتبر معركة القدس نصرا للدول التي دعمت الحق والعدالة وصوتت لصالح القدس رغم التهديدات الامريكية والاسرائيلية وخاصة الدول الاوروبية التي كانت على الدوام حليفة لواشنطن في مختلف المحافل الدولية مثل فرنسا وبريطانيا والمانيا واسبانيا وايطاليا واليابان التي عرفت بصداقتها وعلاقاتها التاريخية مع واشنطن رغم ان هذه الدول كانت في مقدمة من اعترف بالكيان الصهيوني ودولته ماليا واقتصاديا وسياسيا منذ زرعه في خاصرة الوطن العربي عام ١٩٤٨ ..
الا اننا كفلسطينيين وعرب ومسلمين يجب ان لا نعتمد على اصحاب هذا النصر لأنه ما يزال يعنينا الكثير لدوله للمحافظة على عروبة القدس وتكريسها عاصمة لدولة فلسطين التي ينبغي ان ترى النور بعد ٧٠ عاما من القرار الدولي رقم ١٨١ القاضي بتقسيم فلسطين الى دولة يهودية قامت عام ١٩٤٨ واعترفت بها الأمم المتحدة ودولة فلسطين لم تر النور بعد !!!