الأردنُ ، ملكٌ وأمنٌ وحكايةُ مجد

بقلم مدير الأمن العام اللواء فاضل الحمود

تمر بوطننا الغالي هذا اليوم مناسبة تسعد بها قلوب كل الأردنيين، مناسبة نجدد فيه البيعة لعميد بني هاشم قائدنا المفدى، جلالة القائد الأعلى الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله، ففي هذا اليوم شهد الأردنيون الفرح إذ بشرهم  المغفور له - بإذن الله - الملك الحسين بن طلال رحمه الله بمولد بكره، الذي حمل الدماء الهاشمية ومضى مذ تسلم سلطاته الدستورية يدفع نحو مزيد من البناء والتحديث، إنه الثلاثون من كانون الثاني يوم ميلاد أبي الحسين.

فبإسمي واسم كل نشمي ونشمية في الأمن العام أتوجه إلى مقام جلالة القائد الأعلى بأصدق مشاعر التهنئة والتبريك بميلاد جلالته الذي أكمل مسيرة سلفه لتتوالى إنجازات الوطن في كافة المجالات بدعم الهاشميين وبذلهم وعطائهم الذي لا ينضب.

ولهذه المناسبة عبق خاص هذا العام إذ نشهد قريباً منها مرور عقدين على تولي جلالة القائد الأعلى سلطاته الدستورية والتي شهد فيها الأردن استقرارا فريدا في خضم إقليم مليء بالصراعات، وضرب الأردن قيادة وشعبا أنموذجا في التعامل مع ما أحاط به من مخاطر، ليتجاوزها سالماً قوياً منيعاً في ظل قيادته الحكيمة، وتتابعت الإنجازات في مختلف المجالات واستمرت حكاية المجد التي سطرت في تاريخ الدولة الأردنية منذ تأسيسها تحت لواء الهاشميين وريادتهم لقضايا الوطن والأمتين العربية والإسلامية.

 لقد حققت الدولة الأردنية الاستقرار والأمن بأضلاع ثلاث  وكان لجهاز الأمن العام في كل ضلع حق.

فضلع الاستقرار الأول ...قائدنا الهاشمي اليعربي، عبد الله الثاني ابن الحسين، سليل الدوحة المحمدية، الذي أولى كافة مؤسسات الدولة الرعاية والاهتمام، وكان لجهاز الأمن العام نصيب كبير من ذلك فوصل إلى ما وصل إليه من تطور وحداثة مكنته من النهوض بمسئوليته في توفير الأمن والأمان

أما الضلع الثاني ... فهو شعب أردني وفي.. نحن منه وهو منا، نتقاسم معه حب الوطن، ونحمل معا همه ونرجو رفعته ونسعى لذلك، تجمعنا أخوة الانتماء لتراب الوطن، ويعلم كل مواطن فيه أنه رجل أمن، ويدرك كل رجل أمن أنه مواطن في خدمة الوطن.

وضلع الاستقرار الثالث... قواتنا المسلحة الجيش العربي وأجهزتنا الأمنية ... تسندنا ونساندهم، وتتكامل جهود الجميع حفاظا على أمن الوطن واستقراره، كلنا في خندق واحد، وبوصلتنا على الدوام باتجاه الوطن.

 

لقد شهد الأمن العام في عهد سيدي جلالة القائد الأعلى نقلات نوعية، ومر بمحطات عدة، رسخت واجباته الأساسية في حماية الأرواح والأعراض والممتلكات، وكشف الجرائم، وتنظيم الحركة على الطرق، وتوسع في دوره الخدمي، ليتجاوز الخدمة الأمنية الشرطية والمرورية إلى الخدمة الإنسانية والاجتماعية، وينهض بأدوار لم تكن معهودة في عمل الشرطة سابقا.

اليوم، يسطر كل النشامى في جهاز الأمن العام، في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة حكاية المجد لهذا الوطن، رجالا ونساءا، ضباطا وضباط صف وأفرادا، في الحضر والبادية، في كل بقعة من هذا الوطن الكبير، بين أهله ومع ضيوفه، وأينما رفرف العلم في سماء هذه الأرض.

يتنوع العمل بينهم ويتقاطع في لوحة عنوانها أردن آمن مطمئن، وتلك غايتهم ومهمتهم، فهم ارتدوا زي الأمن العام وزينوا جباههم بشعاره كي يكونوا مقدمين للخدمة، يؤمنون أن العمل الشرطي شرف لخدمة الوطن، وقوة لتحقيق سيادة القانون وإنفاذ أحكامه الناظمة للحياة.

ولأن البوصلة نحو الوطن، فإن الأمن العام مستمر في سعيه لمكافحة الجريمة والتصدي لها، يطور ويحدث في أدوات التعامل معها، يواكب كل جديد في علومها، ويوظف التقنية الحديثة في الرقابة والتحقيق، ويبني المهارات، ويضطلع بمهمته الاجتماعية والأمنية في نشر السلم المجتمعي وترسيخ دور المواطنين في الشرطة المجتمعية، ويسهم في توعية المواطنين بشتى الوسائل لتحصينهم من الجريمة والنهوض بمسئولياتهم تجاه أنفسهم ومجتمعاتهم

يقف صفا واحدا مع قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية في درء كل خطر عن أردننا الغالي، ويتعاون في مختلف المجالات ليبقى الوطن قلعة منيعة على كل من يريده بسوء أو شر،  وفي ميدان الواجب المقدس تُبذل الأرواح والدماء، ويُزف الشهداء إلى جنات الخلد، أحياءا عند ربهم يرزقون

وطالما كان الركب بقيادة بني هاشم وتحت لوائهم وقيادتهم، و ما دامت أجسادنا تنبت من أرض الأردن الطهور، وفي عروقنا  دم يشتاق أن يروي ترابه المبارك ، وفي صدورنا أنفاس تتردد من نسيمه الطيب، وعلى أكفنا نحمل الأرواح  في سبيل عليائه، فستمضي حكاية مجد الأردن.

حفظ الله الأردن وقيادته وشعبه من كل سوء وأدام  عليه نعمة الأمن والأمان في ظل جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وكل عام والوطن والشعب وقائدنا بألف خير