مسيرة إنسان قائد

                            الدكتور خالد ذنيبات

 

  في الثلاثين من كانون الثاني عام 1962 ، زف إلينا جلالة الملك المغفور له بإذن الله نبأَ مولد ابنه جلالة الملك عبدا لله الثاني تيمناً بالجد المؤسس وارثاً للرسالة وحاملاً للراية.  لقد أضاء  في سما وطني نوركم البهي، الذي سطع وغطى ومزج الأفراح في فرحة مولد  ملك إنسان اقتبس الحنكة والقيادة من والد قل نظيره في العالم أجمع. 

  أراد الحسين – رحمه الله - لهذا الشبل أن ينشأ في مصنع الرجال جنديا من جنود الجيش العربي الذي أراده المغفور له بإذن الله جيش كل العرب يدافع عن حماهم ويهبهم الحماية والأمان. تدرج الملك المعزز عبد الله الثاني  في صفوف الجيش العربي مستفيداً من خبرات إخوته في السلاح إلى أن وصل إلى قائدٍ للعمليات الخاصة الملكية .  امتلك الإرادة والإدارة فحقق السيادة والريادة ، فهنيئاً لنا به قائداً ومعلماً ورائداً ودليلا.

سيدي عبد الله وانتم من آل البيت الأخيار الغر الميامين أهل السيادة والريادة لم تغمض عينك يوماً قبل أن تطمئن على حال البلاد والعباد، فأنت الكريم المتسامح اللين الشديد في وجه الظلم المنصف للحق كافل اليتامى ومعين الفقراء ونصير المظلومين.

يا من حرصت أن تربي أبناءك وأشقاءك في كنفك فاستقوا منك الخير والتواضع والمحبة ومكارم الأخلاق الهاشمية النبيلة ومبادئ الثورة العربية الكبرى وحرصت أن يكون لكل أبنائك شان من شؤون الحياة اليومية.

سيدي الملك المعظم والتاريخ يسطر وينبض بنضالك من أجل الوطن فأنتم السباقون بالخير وأنتم من  بنى علاقات دولية ومفاوضات محققين السلام والعدالة وصناعة القرارات السليمة. وتواصل طريق الخير  والبناء والعطاء بكل اقتدار ، سعة في الأفق والحنكة والتعامل مع الأحداث الإقليمية والدولية حتى أصبح الأردن محط إعجاب وتقدير دول العالم نظراً لإصراركم على الانجاز وتأمين الحياة الكريمة للشعب الأردني.

  لقد تفاءل بكم الشعب منذ اللحظات الأولى لاستلامك السلطات الدستورية  عندما وقفت أمام صورة الراحل العظيم ولسان حالك يقول: ها أنا استلمت الراية- راية الهاشميين- التي ما سقطت ولن تسقط في يوم من الأيام وها أنا سأمتطي صهوة جواد بني هاشم ما كبا ولن يكبو ما حيينا.

وللملك المعزز العديد من المكارم التي أغدق بها على أبناء شعبه من أفراد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والنقابيين والمعلمين والعديد من الشرائح الاجتماعية الأخرى بحيث باتت مكارمه حفظه الله عنواناً واضحاً لمحبته لأبناء شعبه إلا أن هذه المكارم لن تنتهي في ضوء عطاءاته الموصولة وعطفه على مختلف أبناء الشعب وخاصة المحتاجين منهم.

  إنّ المكارم الملكية قلائد فخر واعتزاز تبعث في النفوس الفرح والسرور وتعزيز الانتماء والولاء لجلالة الملك وتجعل المواطن يفاخر بمليكه كل الدنيا، إن الملك يواصل الليل بالنهار في سبيل رفعة الأردن وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين الأردنيين على اختلاف مشاربهم، هي إضافة سخية وغيض من فيض لبناء الوطن وتعتبر وسام فخر وسعادة واعتزاز  على رؤوس الأردنيين.

ومنذ تسلم جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية بعد ظهر يوم السابع من شباط عام 1999 وأصبح بذلك الملك الرابع للمملكة الأردنية الهاشمية اهتم جلالته ومنذ اللحظة الأولى لتوليه سلطاته الدستورية بالتواصل مع أبناء شعبه في كل أرجاء  الوطن وبدأ بزيارة المواقع في البادية والريف والقرى والمخيمات والمدن، وكثيراً ما عمد  جلالته إلى زيارة تلك المواقع وغيرها من المؤسسات متخفيا ليطلع بنفسه على واقع الحال دون أي تزييف أو تزيين، وأصبحت زيارات جلالته تحفزهم على مواصلة عملهم بإتقان وإخلاص ويتعلمون منه معنى التواضع والإصرار على سرعة الانجاز وإتقانه. وأضاف لبنات إلى مداميك البناء عضلات السواعد التي حملت معاول الانجاز التي استنفرها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين منذ تسلمه لسلطاته الدستورية تنفيذاً لوعد جلالته :

" لن يتعثر الأردن وأنا موجود".

لقد كانت حياة جلالته أروع تجسيد لأنبل القيم والمبادئ التي ولدت على أرضنا العربية، جمع جلالته الصفات التي تصنع الملك العظيم . لذا فإن من يتحدث عن شخصية جلالته يحتار من اي الجوانب يتناولها ، فهي شخصية غنية بآفاقها الرحبة وخصوبتها النادرة وملكته الفذة، حيث بايعه الأردنيون من شتى المنابت والأصول ملكاً على المملكة الأردنية الهاشمية// .

kdneibat@yahoo.com