جامعاتنا الحكومية .. والمديونية
جامعاتنا الحكومية .. والمديونية
سامر نايف عبد الدايم
لا شك أن اختيار استثمار معين ينبغي أن ينطلق من أمرين : الأول : المعرفة الوافية لمختلف أنواع الاستثمار ومميزات كل منها.
والثاني : الرؤية الواضحة للأهداف المتوخاة من الاستثمار.
إن الناس متفقون على أن الاستثمار هو الطريق الأكثر ضمانة وسلامة لتنمية المال. وجامعاتنا الحكومية اليوم ..كما غيرها..مطالبة بتنمية مواردها البشرية والتقنية، الحكومية وغير الحكومية، وعدم الاعتماد على مصدر وحيد في التمويل بما هو مخصص لها في ميزانية الدولة .
المشكلة المالية هي أكبر تحد امام الجامعات حتى باتت للأسف تعيق مسيرة الجامعات الأكاديمية ، وهنا لا تقع المسؤولية على الحكومة فقط لإيجاد الحلول ، بل علينا كمجتمع تقديم الدعم والمساعدة مثل دعم القطاع الخاص ورجال الأعمال وكل فرد يستطيع المساهمة لتتمكن جامعاتنا من الارتقاء بأدائها والنهوض بمسؤولياتها تجاه المجتمع .
الجامعات هي مرآة الشعب ، والحفاظ عليها واجب يقع على عاتقنا جميعاً ،ولا بد من المشاركة في وضع الخطط المبنية على اسس متينة للخروج بحلول جذرية خصوصاً في ظل التوقيت الحالي ونحن نعمل على جدولة الديون العامة ، وفرض الضرائب على المواطن لسداد قروض البنك الدولي .. واعتقد ان جامعاتنا هي اولى ان نفكر بحلول سريعة لها حتى لا تنهار، وينهار معها شباب المستقبل ..
تصفير مديونية جامعاتنا الحكومية هو مطلب الجميع ،حيث وصلت نحو 190 مليون دينار حسب رئيس لجنة التربية والتعليم والثقافة النيابية الدكتور ابراهيم البدور، وهنا استعرض معكم ارقام مديونيات بعض الجامعات الحكومية حسب ماجاء من رؤسائها ومدرائها الماليين ، مديونية جامعة البلقاء التطبيقية بلغت نحو 22.5 مليون دينار ، مديونية جامعة اليرموك 40 مليون دينار ، مديونية جامعة مؤتة 40 مليون دينار ، مديونية جامعة الطفيلة 14 مليون دينار ، مديونية جامعة الحسين بن طلال 18 مليون دينار ...
نعلم أن من أهم أسباب المديونية هو ضعف المردود المالي ، وبعض الجامعات في محافظات الجنوب على وجه التحديد تعاني من انخفاض عدد الطلبة والرسوم الدراسية ؟!
نحتاج إلى تفعيل دور الجامعات من خلال إقامة مشاريع استثمارية وحيوية تعود بالفائدة عليهم ،واطلاق مبادرات لتحفيز المواطنين وتشجيعهم على دعم الجامعات ، الى جانب إعادة النظر بعدد من التشريعات المتعلقة بتحديد الطاقة الإستيعابية وأسس القبول ، والتعيينات في الجامعات ضمن الحاجة والمطلوب ، بعيدا عن الواسطة والمحسوبية ..
لقد حان الوقت للجامعات للتفكير الجدي ووضع الاليات المناسبة لدعم وتطوير وتنمية مواردها واستثمار طاقاتها ومرافقها.
ثم أني أدعو رجال الأعمال والقطاع الخاص بكل اشكاله للمساهمة في ذلك ودعم القنوات الاستثمارية وتبني الأوعية التنموية من أجل مستقبل أرحب للجميع.//
@samerN13