لنحّكم عقولنا

 د. جميل الشقيرات

 

الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة العقل تميزنا به عن باقي مخلوقاته لكي نستنير به في كافة أمور حياتنا نميّز الخير من الشر والصالح من غير الصالح كيف لا ونحن نشاهد ونسمع ممارسات سلبية كثيرة ومثيرة  تحتاج منا إلى الفهم والإدراك من خلال تحكيم العقل وإنتهاج الحكمة ووضع الأمور في سياقها الصحيح ( من اُّوتي الحكمة فقد اُوتي خيرا كثيرا).

إن ما نشاهده من تفشي الإشاعات والتناحرات الفيسبوكية والإستعراضات والمزايدات ما هي الى نتاج غياب العقل والإنسياق وراء عواطفنا والتي أفقتدنا بعض قيٌمنا وأفسدت علاقاتنا ونسيجنا الوطني. فمن الواجب علينا أن نخضع  كل أمور حياتنا الى موازين العقل بعيدا عن أهوائنا ورغباتنا وتصفية حساباتنا وان لا نسمح أن يخرج من بين صفوفنا من يلوث هواءنا ويعطل عقولنا. فكثير من المواقف التي تصادفنا تتطلب منا التأني والتركيز وعدم الحكم على صحتها وعدمها الا بعد الإحتكام للعقل والحكمة والمنطق.

نعترف أن مجتمعنا يعاني من مظاهر وسلوكات سلبية وتحديات صعبة لكن لن يُعصى حلها اذا وجد العقلاء واهل الحكمة الذين يؤمنون بممارسة قيم التسامح والعطاء وتغليب لغة الحوار وتعظيم المنجزات ونبذ كافة أشكال الحقد والكراهية والعنف ونشر الإشاعات المغرضة وإلحاق الضرر النفسي والإجتماعي بالأشخاص فكل ذلك سيتحقق اذا وجد صوت العقل ونداء المنطق لننعم بعد ذلك بالأمن والاستقرار بعيدين عن قول الشاعر:

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله.....وأخو الجهالة في السعادة ينعم..

لنكن دائما واقعيين في حكمنا على الاشياء وان نعرف متى نهتف ومتى نصفق لنسير دوما على خط سير صحيح في ظل عقل سليم لئلا نفقد إنسانيتنا ووجودنا متمثلين قول الشاعر:

المرء بالعقل مثل القوس بالوتر....إن فاتها وتر عُدت من الخشب.

سلمت عقولنا لخدمة وطننا.....//