تخزين الطاقة هو المستقبل
تخزين الطاقة هو المستقبل
د. أيّوب أبو ديّة
كانت مشكلة تخزين الطاقة المتجددة فيما مضى تعتبر من معيقات إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية لأن الشمس تشرق لمدة ساعات محدودة وأيام معينة فقط، كذلك الرياح تشتد قوتها أو تخبو بين ساعة وأخرى، وحال أمواج البحار لا يختلف كثيراً وما إلى ذلك من مصادر طاقة متجددة ومستدامة. ولكن تطور التقانات كحلول لهذه المشكلات بدأت عندما أصبحت أنظمة الطاقة المتجددة متداخلة وتعمل معاً (هايبرد) بحيث تزود الشمس الطاقة في الأيام المشرقة خلال النهار بينما تكون الريح على أشدها ليلاً، فتخلق بذلك توازناً لاستمرار إنتاج الطاقة على مدار اليوم كله. ولكن العلم لم يكتف بذلك ولم يرضَ باحتمالية حدوث عجز في توليد الكهرباء في لحظة ما، إذ بدأت تتطور صناعة البطاريات لتخزين الطاقة في موقع إنتاج الكهرباء لغاية استخدامها عند الحاجة؛ ومن هنا انطلقت أهمية الدراسة التالية التي تقارن بين تقانات تخزين الطاقة ومستقبلها من حيث توقع تغير تكلفتها وبالتالي تأثيرها على أسعار الكهرباء المنتجة.
مقارنة تكلفة الطاقة لمصادر متنوعة للطاقة هي شغل الباحثين الشاغل في هذا العصر، حيث بدأت تنتشر تقانات تخزين الطاقة لإنتاج الكهرباء. وقام بالمقارنة بينها مجموعة من الباحثين في إمبيريال كوليدج – لندن ونشرت في مجلة Joule عدد 3 بتاريخ 16/1/2019 لتسع تقانات تخزين، وتوصلوا إلى أن الأكثر كفاءَة هي بطاريات Lithium-ion بعد عشر سنوات من الان، أما الأقل تكلفة من مصادر الطاقة في يومنا هذا فهو ضخ المياه بالدرجة الأولى ثم الهواء المضغوط ثانياً والهيدروجين ثالثاً.
ولكن تكلفة تخزين الطاقة في بطاريات الليثيوم سوف تنخفض بمقدار 36% في عام 2030 مقارنة بعام 2015، ثم سوف تزيد نسبة الانخفاض إلى 53% عام 2050 بتطور التكنولوجيا وتقدم البحث العلمي وأدوات البحث، وفي الوقت نفسه سوف تصبح تقانات تخزين البطاريات الأقل تكلفة بين التقانات الأخرى في غضون عشر سنوات.
ختاماً نقول إن رؤى العالم واضحة تجاه الاكتفاء الذاتي من الكهرباء عبر الطاقة المتجددة وحدها، والتي سينتج عنها بالضرورة بمرور الزمن التخلي عن الوقود الأحفوري والطاقة النووية الشديدة التلويث للبيئة على صعيد الغازات الدفيئة والتلوث الإشعاعي.