الخبز قبل الحریة»
لحریة والخبز یسیران معاً ّ » تحت ھذا العنوان كتب الدكتور مروان المعشر نائب الرئیس للدراسات في مؤسسة كارنیغي بحثا نشره على» موقع المركز , النتیحة كما یراھا الباحث ھي أن الإصلاحات الاقتصادیة لا یمكن أن تنجح بمعزل عن التحولات السیاسیة، بل یجب أن تتم .بالتوازي معھا وأن الاستراتیجیة التي طبقت تحت عنوان «الخبز قبل الحریة» لم تنجح على النحو الذي كان مخططاً لھا في الأردن ظلت الإصلاحات السیاسیة سابقة على الاقتصادیة , والأولى بدأت عام 89 مع أن أسباب الأزمة أنذاك كانت اقتصادیة, عندما خرج الناس الى الشارع مطالبین بالخبز , في سیاق مشابھ لما یحصل الیوم , لكن الفرق ھنا أن قاعدة عریضة من الإصلاحات السیاسیة قد .أنجزت وأن المتضرر كان ھو الإصلاح الاقتصادي الذي تعثر فلم یصب أھدافھ لیس صحیحا أن الحل الذي فكك أزمة عام 89 وھو سیاسي یصلح لأزمة الیوم , لیس لأن الظروف مختلفة تماما فحسب , بل لأن ما تحتاجھ .البلاد ھو إصلاح اقتصادي یسیر بالتوازي مع الإصلاح السیاسي المتقدم ولیس العكس .اعتدنا أن تتخذ الحكومات من الإصلاح السیاسي مشجبا عندما تقرر أن لا تتحمل ثمن الإصلاح الاقتصادي وھو ثمن سیاسي الحدیث عن تقدیم الإصلاح السیاسي على الاقتصادي مفھوم، لكنھ لیس كذلك بالنظر إلى ما أنجزه الأردن من تحولات دیمقراطیة،أخذت .بالتعددیـة وتداول السلطة، وقوانین أحزاب وانتخابات عصریة لبت كثیراً من طموحات الإرادة الشعبیة، وتعدیلات دستوریة ھائلة سعت أكثر من حكومة إلى تجاھل الإصلاحات الاقتصادیة كاستحقاق فھرب بعضھا الى ما یسمى بالإصلاح الإداري وبعضھا قدم السیاسي، وغرق بعضھا في مراجعات لا تسمن ولا تغني , بقدر ما أدخلت البلاد في دوامة التشكیك في جدوى الإصلاحات التي .تمت،وبعضھا الآخر لم یدخل الى عمق الأزمة فتلھى بالقشور ھي محاولات للھروب من الاصلاح الاقتصادي، تحت الضغوط الشعبیة وإطلاق ید الأصوات التي وقفت ضده منذ البدایة حفاظا على .مكتسبات ضیقة الفرق كبیر بین مفھومین اختلطا على المواطن وعلى الحكومات معا , فالتصحیح شيء والإصلاح شيء آخر , بینما یمس الأول بنیة .الموازنة وھیاكل الدعم والضرائب یشمل الثاني أساسیات الاقتصاد بشكل عام الربیع العربي» أدى إلى بعض التقدم في الإصلاح السیاسي والتحول الدیمقراطي، ولكنھ أدى إلى تعطیل الإصلاح الاقتصادي وفي ظل» .ظروف شاذة یجد البعض في رفع شعار الإصلاح السیاسي مخرجاً یظن أنھ آمنا .الصواب ھو أن «الخبز والحریة یسیران معا» لیس من باب عكس الكلمات بل عكس المفاھیم والأولویات