الفكر البيئي والجرائم البيئية !!!
المهندس هاشم نايل المجالي
كلنا يعلم ان هناك عزوفا لدى كثير من الوسائل الاعلامية عن تناول القضايا البيئية لعدم توفر تخصص في مجال الاعلام البيئي لديها، ولكون اثارة بعض القضايا البيئية يتعارض مع مصالح العديد من الجهات في كلا القطاعين العام والخاص .
ولم يتم تخصيص صفحات ومساحات وبرامج اذاعية وتلفزيونية تهتم بالشؤون البيئية بل اختصر الامر على ابراز المؤتمرات وورش العمل وبعض الامور بشكل مختصر لبعض المشاكل ، ولكن دون وجود برامج ثابتة ومحددة لتصل رسالة التوعية البيئية الى الجميع ، علماً بأن هناك جهات عديدة مسؤولة عن نشر الثقافة البيئية في المجتمع .
ولا بد من وجود استراتيجية للاعلام البيئي لكوادر مدربة ومؤهلة ومتخصصة في الاعلام البيئي لرفع مستوى التحدي لمواجهة المشاكل البيئية التي تتفاقم يوماً بعد يوم ، وهناك دور كبير للهيئات والمنظمات التي تعنى بالقضايا البيئية .
فكل مواطن مسؤول عن تصرفاته ازاء البيئة التي من شأنها ان تجعله مسؤولاً عن المحيط الذي يعيش فيه ، فعلى الاسرة والمدرسة والنادي والجامعة دور كبير في غرس قيم الاعتناء والمحافظة على البيئة وتوفير المعلومات لكافة المواطنين عبر وسائل الاعلام ،
وفي هذه الحالة فان فاقد الشيء لا يعطيه لذلك يجب تدريب وتأهيل وتوعية كوادر متخصصة بهذا المجال لتكون بمثابة منارة توعية للمواطنين بمختلف القضايا البيئية .
كذلك انشاء بنك معلومات في كل محافظة وفي الجامعات والمدارس والبلديات ولجان اللامركزية وغيرها وتوفير كافة المعلومات المتعلقة بمختلف القضايا البيئية والارشادات البيئية ليتسنى تداولها ومناقشتها والتحذير من مخاطرها ، فنحن في العصر الرقمي وعصر الانترنت وهذه المعلومات تؤثر في الرأي العام واصحاب القرار وتؤثر بالادراك والسلوك.
واهمية توفر مراكز تدريب متخصصة باعطاء دورات تدريبية بهذا المجال ، خاصة اننا لا زلنا في المرحلة الجنينية في هذا المجال بسبب نقص في توفير المخصصات المالية في الميزانية للجهات الحكومية ولا بد من محاربة ظاهرة اللامبالاة وعدم الاهتمام بالقضايا البيئية والهدف هو ترشيد السلوك البيئي عن طريق الوعي والثقافة والادراك البيئي ، وهذا لا يتحقق الا عن طريق دورات لتأهيل كوادر مدربة متخصصة بهذا المجال قادرة على ان تنشر الوعي البيئي في المجتمعات ولطلبة الجامعات والمدارس ومؤسسات الدولة والبلديات وغيرها .
فالبيئة جزء من الانسان كونها المحيط الذي يحتضن الانسان بابعاده الفكرية والمعنوية والروحية ، والامن البيئي لا يقل اهمية عن الامن الغذائي ، فهناك من يرتكب جرائم بيئية عندما يضرب بعرض الحائط القوانين والاعراف في مجال البيئة .
وان يكون هناك ترجمة اعلامية صادقة للاخبار والحقائق المتعلقة بالبيئة لتكوين رأي صائب لمضمون الوقائع وللتفاعل معها وخلق سلوكيات ايجابية بكل فاعلية ، ولتجنب الكوارث البيئية التي تلحق اضراراً بالغة وفادحة ناتجة عن التلوث ، ولتشكيل قوة ضاغطة لانتهاج اساليب حديثة ايجابية من قبل المصانع والشركات وغيرها المسببة للتلوث البيئي ، والاعلام البيئي سوف يستند الى العلم والمعرفة والمعلومات بوجود كوادر مؤهلة لذلك .//
hashemmajali_56@yahoo.com