منبج … والعرب … !!!
زاوية سناء فارس شرعان
منبج مدينة عربية في شمال سوريا يطالب الاتراك بانسحاب قوات سوريا الديمقراطية منها منذ عدة اشهر الا ان بقاء القوات الامريكية فيها حال دون انسحاب الاكراد منها … والآن وبعد قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب بسحب قواته من سوريا اضحى الوضع محرجا للاكراد الذين سارعوا الى الاستعانة بكل من النظام وروسيا لحمايتهم من هجوم تركي وشيك يشمل مناطق شمال سوريا وشرق الفرات ما ادى الى انسحاب ٤٠٠ مقاتل كردي من منطقة منبج وفق اعلان النظام…
اما ادلب فهي مدينة سورية وهي عاصمة محافظة ادلب والمحاذية لتركيا التي اضحت تجمعا للثوار وفصائل المقاومة خلال الاعوام الأخيرة بعد ان اعتصم بها تنظيم النصرة التابع للقاعدة وكانت ثمار مفاوضات روسية تركية للحيلولة دون وقوع صراع مسلح في المحافظة التي تضم زهاء اربعة ملايين من النازحين السوريين وفصائل المقاومة التي يهدد اي صراع فيها ارواح اربعة ملايين من البشر.
ادلب اتفق بشأنها الاتراك والروس بعد عقد اجتماعات وقمم عقدت في اسطنبول وسوتشي لتجنب وقوع كارثة في ادلب بحيث اوكل امر ابعاد تنظيم النصرة او تفكيكه الى تركيا بل عدم مهاجمة روسيا والنظام لفصائل المقاومة …
بعد القرار الامريكي بالانسحاب من سوريا اختلفت الاوراق ووقع الناس في حيرة من امرهم واضحت المنطقة بين عشية وضحاها على فوهة بركان … فلا مفر للاكراد من مصيرهم المحتوم على ايد القوات التركية التي تتدفق الى شمال سوريا منذ عدة سنوات لمحاربة الارهاب فاستعان الاكراد بالنظام والروس والفرنسيين الذين يطالبون العالم بحماية الاكراد من الاتراك وتحمل المسؤولية خوفا من ابادتهم كما تم خلال الحرب الاولى عام ١٩١٣ .
من الواضح ان هناك تحركا عسكريا تركيا واسع النطاق في الشمال السوري لملاحقة الاكراد وابعادهم عن منطقة شرق الفرات الان ان هذا التحرك مرتبط بتنفيذ اتفاق ادلب مع الروس الذي يقضي بابعاد تنظيم النصرة من ادلب رغم ان تركيا نجحت باقناع البعض من فصيل النصرة على الانسحاب تجنبا لاراقة الدماء في ادلب من جهة وتنفيذا لاتفاق سوتشي بهذا الشأن.
الآن ازفت المعركة الكبرى في الشمال ضد الاكراد في منبج وكافة الحدود السورية التركية الى الشرق مرورا بجرابلس والبايا وعين العرب «كوباني» وتل ابيض وصولا الى القامشلي سيما وان الحشود التركية على سوريا اكتملت او كادت ..
ويبدو ان الصدامات بين فصائل المعارضة السورية قد احتدمت لكن ليس في منبج وانما في ادلب حيث انقلبت فصائل الجيش الحر الخاضعة لتركيا على تنظيم النصرة حيث ان النظام والروس تتعرض لتنظيم النصرة طوال السنوات الماضية لهجمات متكررة وكذلك من فصائل المعارضة السورية الاخرى ما اوقع عددا كبيرا في صفوف التنظيم الخاضع للقاعدة.
من الواضح ان انهاء تنظيم النصرة واخراجه نهائيا من محافظة ادلب شرط روسي لاعطاء الضوء الاخضر لتركيا لاجتياح مناطق الاكراد في شمال سوريا وانهاء اي وجود سياسي او عسكري او ارهابي لهم في سوريا سيما وان وزراء خارجية ودفاع كل من روسيا وتركيا اتفقوا على مستقبل سوريا بعد الانسحاب الامريكي ومراعاة المطالب التركية بتدمير انشاء اي كيان سياسي للاكراد في سوريا وهو الشرط الذي تضعه تركيا للانخراط في حرب داعش في كل من سوريا والعراق … !!!