خطوط الحمار الوحشي

الثورة الصناعية لم تترك أي ظاهرة كونية أو أرضية بمعزل عن الملاحظة والتمحيص ومحاولة اكتشاف الحلول المنطقية لمسبباتها...طبعا.. كانت هناك ظواهر كبرى. إضافة إلى ظواهر بسيطة انشغل العالم والعلماء بها، ربما على سبيل ممارسة التمارين الذهنية.
 من سبعينيات القرن التاسع عشر اشغل بعض العلماء في البحث بمبرر اكتساب الخطوط السوداء والبيضاء على الحمار الوحشي، وتكاثرت النظريات منذ ذلك الوقت لحل هذه الأحجية التي كان طرحها تشارلز داروين، ولم يجد لها حلا كامل الأوصاف.
هل هي للتمويه والتخفّي، مثلا؟؟؟
أم تعكس الحرارة؟؟
ام لها ادوار اجتماعية للتزاوج على الهوية الممغنطة؟
ما زال الموضوع قيد التمحيص:
آخر نظريات العلماء هي ان هذه الخطوط تهدف الى ابعاد الذباب الطفيلي الماص للدماء عن هذه الحيوانات، حيث اثبتت الدراسات ان هذا النوع من الذباب الطفيلي  يبتعد عن السطوح المخططة ويميل الى السطوح ذات اللون الواحد، وقد وجدوا كميات ضئيلة من دماء الحمر الوحشية في جوف الذباب الطفيلي ، مع ان وبره اقل من نظائره من الحيوانات الأخرى.
 ورغم أننا وضعنا الكثير من الخطوط لنحمي انفسنا من ذباب الفساد الطُفيلي الا انه امتصنا، دون ان نجرؤ حتى على حك أنفسنا او الانتفاض حتى يطير ذباب الفساد عنا.
ذبابنا اذكى من الذباب الطُفيلي الماص ، لأنه وضع نظارات تخفي الخطوط ، وتحولنا أمامه الى لون واحد ...لون الضحايا ...
وتلولحي يا دالية .