اقتصاديون يدعون للبحث عن اسواق بديلة بعيدا عن الولايات المتحدة
هل تغير ازمة القدس علاقات السياسة والمال بين الاردن وأمريكا
ازمة القدس المعيار المقبل في التعامل مع الولايات المتحدة
1.3 مليار دولار المساعدات الأمريكية للاردن العام الحالي
عايش : لنفكر بمقاطعة شركات ترامب
الكتوت : خياراتنا مفتوحة نحو ايران وروسيا وافريقيا
سبايلة : لا بد من التفكير بتنويع الخيارات السياسية الاردنية
عمان – جهينة نيوز – علاء علان
دعا محللون اقتصاديون القطاعات التجارية الاردنية البدء بالعمل على ايجاد أسواق بديلة بعيدا عن الولايات المتحدة وفتح افاق اقتصادية جديدة مع دول اخرى لتعويض المساعدات الامريكية للاردن بعد الاعتراف الامريكي بالقدس عاصمة للاحتلال الاسرائيلي.
واضافوا في حديثهم للانباط بأن ازمة القدس يجب ان تكون هي المعيار المقبل في التعامل مع الولايات المتحدة،وهذا يستدعي البحث عن البدائل الاقتصادية.
فيما لم يخف آخرون ان تقوم الولايات المتحدة الامريكية بقطع علاقاتها الاقتصادية مع الدول التي تعارض توجه الادارة الامريكية بخصوص القدس.
وبالنظر الى العلاقات الاقتصادية الاردنية الامريكية فقد وقع الاردن والولايات المتحدة الاميركية على اتفاقية تأسيس منطقة تجارة حرة بين البلدين بتاريخ 24/10/2000 ودخلت الاتفاقية حيز التنفيذ بتاريخ 17/12/2001،وتختلف الاراء حول تلك الاتفاقية بين من يراها ايجابية للاردن وتحقق له الوصول لاسواق اوسع،وهنالك من يراها بأنها لم تقدم للاردن الكثير وتوظف لتمرير بضائع دول اخرى عن طريق الاردن.
ويرى مراقبون ان ارقام حجم الصادرات المستفيدة من الاتفاقية هي ارقام تتعلق فعلياً ببضائع مصدرة لدول استخدمت الاردن كمعبر لها،ويذكر ان اتفاقية التجارة الحرة لا تقتصر على الاردن حيث وقعت الولايات المتحدة خمس اتفاقيات تجارة حرة مع دول في المنطقة وهي البحرين إسرائيل والأردن والمغرب وعُمان، و قد زاد الحجم التجاري بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط بمقدار مليار دولار كل عام منذ عام 2010 ليصل إلى 197 مليار دولار في عام 2014.
وبحسب ارقام غرفة تجارة عمان فان التبادل التجاري بين الاردن وامريكا خلال الفترة 1-1 وحتى 31-7/2017 كان على النحو التالي : قيمة الصادرات 616 مليون و700 ألف بينما المستورادات 88 مليون و100 ألف أي ما مجموعه 704 مليون و800 الف دينار.
الى ذلك يقدر مجموع المساعدات الأمريكية الأساسية للمملكة المتوقعة خلال العام الحالي حوالي 1.3 مليار دولار.
من جانبه قال المحلل الاقتصادي حسام عايش في حديثه للانباط ان امريكا قادرة مع بعض الصعوبات على الاستغناء عن العلاقات الاقتصادية مع العالم، ولكن العالم لا يمكنه ذلك لأن ربع الاقتصاد العالمي هو للولايات المتحدة.
وفي حديثه عن الاردن والعلاقة الاقتصادية مع امريكا قال عايش انه يجب ان تكون علاقة الاردن جيدة مع الجميع،وعن اتفاقية التجارة الحرة قال عايش انها مكسب للاردن والخشية ان تستخدم امريكا سلاح المقاطعة مع الاردن،وهنا يجب ان نبحث عن اسواق بديلة وهذا يحتاج لجهود كبيرة بالانفتاح على دول افريقيا وامريكا الجنوبية وغيرها.
وفي حديثه عن المقاطعة بعد قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال اقترح عايش ان تكون المقاطعة لمنتجات ترامب وعائلته لان مقاطعة الولايات المتحدة امر صعب.
وتابع عايش قوله بأن الاردن مرتبط تاريخيا بالولايات المتحدة،ولكن المؤسسات الاهلية والاقتصادية يمكن ان تعمم على العالم العربي والغربي مقاطعة شركات ترامب وعائلته.
وختم عايش كلامه بالقول ان التأثير الحاسم على امريكا يكون بقرار عربي موحد بالتهديد بالنفط والتبادل التجاري.
من ناحيته قال المحلل الاقتصادي فهمي الكتوت ان هنالك قضايا مبدائية مثل الموقف من القضية الفلسطينية والقدس ويجب ان يقوم الاردن بخيارات جديدة بعد ازمة القدس ومن تلك الخيارات التوجه نحو ايران وروسيا وافريقيا والصين.
وقال الكتوت ان المطلوب من القطاع الاقتصادي موقف وطني وتقديم التضحيات بعد قضية القدس والبحث عن مصادر جديدة واسواق جديدة بدلا من الولايات المتحدة،بالرغم من الصعوبات التي قد تواجهنا في البداية ولكن علينا تحمل الضغوطات.
بدوره قال المحلل الاستراتيجي د.عامر سبايلة للانباط انه لا يمكن اعتبار خطوة القدس ذريعة للانقلاب في الموقف السياسي الاردني.
واضاف سبايلة ان السياسة الاردنية تعتمد على ركائز تجعلها قادرة على التعامل مع التحولات السياسية بحذر،ولكن وفقا لوجهة نظر متوسطة و طويلة الامد لهذا لا بد من التفكير بتنويع الخيارات السياسية ونمط العلاقات الدولية وشكل التحالفات مع الدول المختلفة.
واشار الى ان صعوبة الاوضاع السياسية قد تمثل حجر الاساس في البدء في عملية تنويع الخيارات والبحث عن تغيير جذري مستقبلي في شكل الاقتصاد الاردني ، من اقتصاد معتمد على الدعم المباشر الى اقتصاد مبني على شراكات اقتصادية تهدف الى الدفع بالاقتصاد الاردني باتجاه مرحلة الانتاج لا حصره في عملية الاستهلاك.
ومن الجدير بالذكر ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعلن رسميا هذا الشهر اعتراف إدارته بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، في خطوة سبقتها إدانات وانتقادات عربية ودولية وإسلامية.